ملاكمة العدوان!!

وجهة نظر
عصام القاسم

تزامن موعد إقامة بطولة الملاكمة لفرع اتحاد اللعبة بالأمانة مع موعد الحشد الجماهيري الوطني بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء صباح السبت الماضي فتأجلت البطولة إلى اليوم التالي وأقيم الحشد والتظاهرة الوطنية الكبرى في يومها وموعدها بميدان الصمود التاريخي ميدان السبعين العريق!!.
لم يكن صباح السبت الماضي مجرد صباح عادي أشرقت فيه الشمس كعادتها بلا جديد بل كان صباحا استثنائيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. باختصار كان يوم وفاء خالصا للوطن من شعب وفي لم يخرج من اجل جماعة أو حزب أو زعامة أو غيرها وإنما من أجل الوطن والوطن ونصرته فقط .. كما لم يخل ذلك الحشد الجماهيري الضخم من النفس الرياضي الذي تجسد في تلك الجموع الغفيرة التي قطعت مسافات طويلة من شوارع العاصمة صنعاء المؤدية إلى ميدان السبعين مشيا على الأقدام وعلى طريقة عدائي المسافات الطويلة!!.
كان موعد إقامة بطولة الملاكمة متعارضا مع موعد تلك التظاهرة الوطنية العظيمة لكنهما معا شكلا تكتلا مواجها للعدوان رغم الفارق الكبير الذي يرجح طبعا كفة التظاهرة الوطنية بالسبعين التي شكلت حلبة ملاكمة صلبة وعصية أسقطت العدوان وصرعته بالضربة الفنية القاضية .. رجال ونساء وشباب وأطفال من كل شرائح المجتمع اليمني اجتمعوا في حلبة السبعين ووجهوا لكماتهم القوية لهذا العدوان البغيض الذي حاول بطائراته الجبانة أن يرهب شعب الإيمان فلم يفلح حتى بهز شعرة واحدة من راس احد!!.
المهم شارك الجميع في الحدث الوطني الضخم والوفي وأكدوا بتلك المشاركة حبهم ووفائهم لوطنهم وشعبهم وأدوا كل الواجب الذي باستطاعتهم مشكورين .. وعاد الجميع إلى حال سبيله لتقام عقب ذلك بطولة الملاكمة في صالة اتحاد اللعبة بأمانة العاصمة بمشاركة رياضية من براعم وناشئين وشباب من الجيل الجديد اكتضت بهم تلك الصالة الرياضية المتواضعة وضجت بصراخهم وتشجيعهم لبعضهم أثناء النزالات التي شارك فيها لاعبين صغار وشباب ليسوا من أبناء اللعبة لكنهم كما قالوا اضطروا للمشاركة في تلك البطولة الرياضية كونها الوحيدة خلال هذه الفترة التي توقفت فيها كل المناشط والبطولات الرياضية!!.
يعني الشباب يريدون ممارسة الرياضة وفي أي لعبة من الألعاب الرياضية .. وهم معذورين في هذا الخلط بين الألعاب لشغفهم بالرياضة التي لا يجدونها هذه الأيام ولا سامح الله من كان السبب والمسبب!!.