لا إرهاب..عدالة..(1)

هلال جزيلان

الإرهاب مفهوم قديم كان يحمل مصطلحات عديدة وفي العصر الحالي سمي بمسمى الإرهاب وقد كان أول إرهاب في الأرض هو إرهاب قابيل على أخيه هابيل حينما تجرأ وقال لا قتلنك ثم قتله غير مبالٍ، إنه قد قام بظلم أخيه والظلم مضاد العدل، لو أن قابيل كان يحمل معنى العدل ولم يكن جاهلاً به يا ترى سيقدم على قتل أخيه؟؟
هذا إرهاب أتى من ظالم على مظلوم أو من كبير على صغير، لكن الذي نعاني منه اليوم هو إرهاب عكس هذا تماماً، يأتي من البسيط أو من أي فرد على عامة المجتمع، وذلك نتيجة أن الحكام والمسؤولين في ذلك المجتمع لم يقوموا بالعدل كما يجب، ويأتي الإرهاب هنا نتيجة التعامل السيئ الذي يبدر من الحكام والذي لا يوحي بعدالة، فالمحسوبية على سبيل المثال تصنع كراهية وحقداً وربما اقتتالاً، ليس بشكل مباشر وإنما على شكل إرهاب كما هو اليوم، ولهذا سعت المدارس الفلسفية وروادها في عصر الإغريق القدماء قدر الإمكان ليجدوا عدالة بمفهومهم القاصر، لكي يحموا المجتمع من هذا المرض (الإرهاب) فقد قامت الفلسفة المثالية بتقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام ظنا منهم أنهم سيوجدون عدالة لكنهم مع هذا لم يوفقوا ثم أتت بعد ذلك الفلسفة الماركسية, وقد ساوت بين الناس دون مراعاة لميولهم الإنساني ودون أن تعطيهم حقهم في التملك، ظنا منهم أنهم سيخرجون بعدالة، لترضى بذلك وتطمئن شعوبهم ولا تتكدر لأجل لا يمس تكدرهم هذا المجتمع.
وعانوا أصحاب هذه الفلسفة من الإرهاب داخل مجتمعاتهم، ثم أتت المدرسة (الفلسفة) البراغماتية الرأسمالية التي يصيح أصحابها من وجع الإرهاب فهذه الفلسفة استعمارية بكل المقاييس، إنها قد أوجدت العدالة بشكل نسبي في مجتمعاتها لكنها لم تختزل معنىً للعدالة في إطار علاقاتها بالمجتمعات الأخرى من تخالفها الفكر والعقيدة، ولذا عانت وما زالت تعاني من الإرهاب إلى اليوم، فقد سعت لمحاربته ظناً منها أنها ستفلح في ذلك ولم تعرف أن هذا الإرهاب هو نتيجة رؤيتها المشؤومة واللا عادلة لتلك المجتمعات، هل من العدالة أن تنظر إلى من يشاركك الإنسانية بهذه النظرة؟؟!! وبما إنك على هذا النحو كيف تشكو من الإرهاب وتعرف أنك منبعه طبعا كونك صاحب التعامل المسبق الذي أخرج هذه النتيجة.
ومع كبر تلك الدول التي تعتقد الفلسفة البراغماتية ،لكنها ليس لديها مفهوم إنساني عادل للعيش والحياة، وتأتي وتقول إرهاب !! بصورة ابسط إنه بقدر التعامل يكون المقابل ،لكنهم لا يفقهون للأسف!! تسعى للسيطرة على كل شيء عبر العالم وتقول لماذا الإرهاب؟؟ إنه نتيجة التصرف الخاطئ الذي بدر منك، لو يأتي واحد منا يأخذ مال أخيه الأصغر سنا منه عنوة يا ترى هل ذلك الصغير سيصبر ؟؟
لا أعتقد، وعلى هذا نقيس ،وعندما تأتي دول كبيرة للتسلط على دول صغيرة هل هذا من العدالة في شيء؟؟ ويشكون ويتباكون من الإرهاب !!بالرغم أن الحل بيدهم يكمن في خمسة أحرف، عدالة في النظرة في الرؤية للغير كوننا جميعا بني الإنسان!! إن التصرف الذي يبدر من هذا الشخص أو ذاك أو من تلك الجماعة أو تلك الأخرى، إنما هو تصرف بديهي ناتج عن التصرفات التي ليست إنسانية التي تأتي من تلك الدول الكبيرة على الدول الصغيرة.
وهنا أقول: إن المعاناة من الإرهاب ستبقى ما لم نغير نظرتنا لبعضنا بدلاً عن نظرة الاحتقار نظرة عدل ،إن الدول الغربية لا تفقه هذا للأسف!! فهي تسعى وراء مصالحها دون أن تأبه للعامل الإنساني والنظرة العادلة، وهاهي تعاني من الإرهاب جراء ذلك، وفي هذا أقول إنه يجب على تلك الدول أن تعيد النظر في تعاملها حسب المصالح إلى التعامل حسب التوجه الإنساني والنظرة العادلة كي لا تستمر في معاناتها من الإرهاب كما هو حاصل اليوم.

قد يعجبك ايضا