إرادة شعب
عبدالفتاح البنوس
نعم للإرادة الشعبية ، نعم للمجلس السياسي الأعلى ، قالها ما يقارب من مليون يمني ويمنية صبيحة الـ20 من أغسطس ، اليوم التاريخي المفصلي في تاريخ اليمن ، اليوم الذي شهدت فيه العاصمة صنعاء أكبر تظاهرة جماهيرية في تاريخ اليمن والتي تحول معها ميدان السبعين والشوارع والأحياء والمداخل المؤدية لميدان السبعين إلى ما يشبه الطوفان البشري الهادر حيث تدفقت الجموع الغفيرة من مختلف محافظات الجمهورية لمباركة تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون الدولة كخطوة فاعلة وضرورية على طريق مواجهة العدوان والتصدي لكافة المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد اليمن الأرض والإنسان بالتزامن مع عرقلة الجهود المبذولة للتوصل لحلول توافقية للأزمة اليمنية دونما مساس بالكرامة والعزة اليمنية، هذا الحشد المليوني المهيب أوصل رسالة قوية لقوى العدوان قالوا لهم فيها بأن هذه هي الشرعية التي كان حري بهم دعمها ومساندتها والوقوف إلى صفها لا تلكم العصابة الإجرامية التي تقيم في فنادق الرياض وتقتات من موائد اللجنة الخاصة السعودية ، وأن تحالفهم العدواني على شعبنا تحت أكذوبة الشرعية الزائفة وصمة عار في حق الهيئات والمنظمات الدولية وفي حق الأنظمة والدويلات المشاركة فيه وفي مقدمتها عصابة آل سعود ولم يعد هناك من ذريعة لتبرير هذا العدوان بعد هذا اليوم المشهود ولو كان أعضاء المجتمع الدولي يبصرون بأعينهم ويفكرون بعقولهم لأدركوا بأنهم تخندقوا خلف قطيع من المواشي الشاردة بقيادة الدنبوع هادي وبقية المواشي القابعة في حظيرة آل سعود وأن هؤلاء لا يمثلون الشعب اليمني لا من قريب ولا من بعيد وأن جموع السبعين اليوم هي من تمثل إرادة وخيارات الشعب اليمني الصابر الوفي الصامد صمود جبال نقم وعيبان وأن المجلس السياسي الأعلى هو تجسيد لهذه الإرادة وعلى المجتمع الدولي احترامها وعدم تجاوزها أو السعي لفرض خيارات مفروضة من البيت الأبيض أو الدواوين الملكية والأميرية السعودية والخليجية، فبعد اليوم الكلمة لليمنيين والقول قولهم ولا عودة لنظام الوصاية والتبعية للخارج مهما كانت التضحيات رغم أنف السعودي وعيال العاصفة ومهما قصفوا ومهما قتلوا فلن يزيدونا إلا صمودا وثباتا وبطولة وتضحية وفداء حتى يتحقق النصر المؤزر ،النصر الذي يليق باليمن وحجم التضحيات والخسائر التي تكبدها أبناء شعبنا، النصر الذي يطبب الجراح ويداوي الآلام ويحفظ لليمن أمنه ووحدته وسيادته واستقلاله.