التين الشوكي حبيس السوق المحلية بسبب الحصار والعدوان
تقرير /أحمد الطيار
للعام الثاني على التوالي يمُن (بضم الياء وتسكين الميم وفتح النون) المزارعون للتين الشوكي بخسائر جراء فقدان سوق التصدير نتيجة للعدوان والحصار الاقتصادي على اليمن ،لكنهم مع ذلك صامدون ويزرعون هذه الشجرة بعناية ،ففي منطقة غيمان مديرية بني بهلول ومناطق شاسعة من سنحان وبلاد الروس والمحويت وحجة يكابد المزروعون لتسويق منتجاتهم في الأسواق الداخلية بعد أن كانت الأسواق الخارجية في كل من لبنان والكويت ومصر قد فتحت ابوابها في 2013م و2014م .
اختلف موسم حصاد التين الشوكي هذا العام تماما، فقد جاء في وقت مبكر منذ شهر رمضان وبدى أكثر قوة ووفرة نظرا لكميات السيول التي من الله بها على المناطق اليمنية في شهر مايو الماضي، ويقول صديق المزراعين المهندس عادل مطهر: إن الموسم وفير وربما تكون الزيادة في الإنتاج 30 % على الأقل.
تصنف اليمن حاليا ثاني دولة عربية تنتج التين الشوكي بطرق اقتصادية وعلمية بعد المغرب، لكن الحصار الاقتصادي والعدوان على اليمن من قبل التحالف السعودي دمر المكاسب التي كان يحققها هذا المنتج من محورين الأول منع التصدير للأسواق الخارجية والثاني الضربات والقصف الجوي لمناطق الإنتاج مما أدى لهجرة المزراعين وتركهم لمزارعهم ،إضافة لمشاكل واجهوها في توفير المشتقات النفطية للري وارتفاع أسعارها من جهة أخرى مما اثر على النقل والتسويق وأيضا القدرة الشرائية للمستهلكين.
أرقام
لدى اليمنيين طموح معزز بالعمل لجعل بلادهم خلال السنوات القادمة تنافس في زراعة التين الشوكي إن تم تشجيع هذا المنتج بقوة وأصبحت اليمن تنتج الآن 60 الف طن ومرشحة للوصول إلى 100 الف طن في غضون بضع سنوات، كما يقول المهندس عادل مطهر صديق المزارعين الابن والمتخصص في تصدير ماركة العسيب والكرفتة، إذ يشير إلى أن الإنتاج الآن وصل إلى 60 الف طن مما مهد ليكون مشغلا جديدا في البلد وفر فرص عمل كثيفة بشكل ثابت أو مؤقت، وحسب المهندس عادل توفر هذه الزراعة فرص عمل تصل إلى 4000 فرصة في مجال قطف وتسويق المحصول بشكل ثابت لأمانة العاصمة فقط ويتم توفير نحو 13000 فرصة عمل في الموسم .
مواصفات أوروبية
يؤكد فاروق قاسم مدير عام التسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري أن التين الشوكي اليمني هو تين ممتاز من ناحية الجودة وقد سبق تصدير كميات منه إلى بريطانيا والمانيا وحقق نجاحا كبيرا هناك ،ويقول: التين الشوكي اليمني يمتاز بجودته ولهذا تمكن من مطابقته للمواصفات الأوربية بسهولة خصوصا وانه يزرع وفق ظروف بيئية وصحية مناسبة وبدون أي مواد كيميائية .
يعتبر اليمن ثاني دولة عربية منافسة تجاريا في إنتاج التين الشوكي بعد المغرب التي لديها تقنيات وخبرات واسعة في هذا الشأن، لكن اليمن حسب المهندس فاروق قاسم يتفوق عليها من ناحية الزراعة العضوية بدرجة أساسية وهناك توسع كبير في المساحة المزروعة به وهذا سيقود لرفع دخل ومستوى المزارعين ناهيك عن خلق فرص عمل للعاملين في هذا المنتج ،مضيفا أن وزارة الزراعة تشجع عملية التوفير هذه والتعاون القائم بيننا وبين اليمنية في نقل المنتج بأسعار معقولة ومشجعة بحيث يشجع المزارعين للنفاذ إلى أسواق جديدة .
وقف التصدير
كان المزراعون قد تمكنوا العام الماضي من الاتفاق مع شركة لبنانية لتسويق التين الشوكي في أسواق لبنان وتركيا والخليج وفعلا تم التسويق والتصدير للكميات المتفق عليها وكان الشحن يتم عبر اليمنية جوا مرتين في الأسبوع ،وفي هذا الموسم نظرا للحصار والعدوان توقف كل شيء ولم يعد بيد المزارعين سوق التسويق المحلي لمنتجهم وهو ما يتم حاليا رغم ظروف صعوبات النقل وانعدام المشتقات النفطية مما يؤدي لارتفاع تكلفة المنتج وسعره للمستهلك.
التسويق
يتم حاليا الاعتماد على السوق المحلية والتي تستوعب كل الإنتاج تقريبا ،ويعود الفضل في تسويق التين الشوكي بالشكل الأمثل للباعة المتجولين والذين يتخصصون في تسويقه عبر العربيات الصغيرة في كافة شوارع العاصمة صنعاء ويبذلون جهودا كبيرة للتجوال به ،ذروة لديهم خبرات تسويقية رائعة إذ يقدمونه مبردا للزبائن في أوقات ثروة الأيام المشمسة والحارة مما جعل عوائده جيدة.
الأسعار
يشتري المستهلك حبة التين الشوكي بـ50 ريالا وبعضها بـ30 وبعضها ب70 ريالاً وهي أسعار اقل من مستوى العام الماضي بـ30 % على الأقل لكن البائعين يقولون إن تكلفة النقل هي السبب ولو لم يكن هناك حرب لكانت الأسعار أعلى بكثير .
الزراعة الحديثة
أخذ المزارعون في بني بهلول بحكمة المهندس الزراعي الأشهر في اليمن هو المهندس الدكتور أحمد مطهر والذي يعد أول مهندس زراعي يمني تخرج من إيطاليا في الخمسينيات وتخصص في التين الشوكي وقام في السبعينيات بزراعته على أرضه وتعب وكد ليقنع الناس بالفاكهة اللذيذة فقد أصبح اليوم أبناؤه مدرسة مفتوحة الأبواب لتطوير وتعلم المهنة وقد تم تدريب مزارعين من لحج وأبين وحضرموت وحجة والمحويت على التعامل مع هذا المنتج والاستفادة منه اقتصاديا .