استطلاع/ أحمد حسن
على امتداد سفوح بني مطر ووديانها في محافظة صنعاء تنتشر الزراعات المحمية بكثرة ،هناك وعلى امتداد طريق بني مطر شبام كوكبان توجد المئات منها على مرمى البصر وهي عبارة عن مخيمات من البلاستيك تعكسها بلونها الأبيض مناظر غاية في الجمال خصوصاً وهي تتجانس بقرب الحقول الخضراء للذرة الشامية والذرة البيضاء.
في تلك البيوت المحمية تزرع محاصيل “الخيار والطماطم والكوشب والبيبار والفلفل والزهرة “وهي محاصيل يقول المهندس ماجد المتوكل مدير عام الإرشاد الزراعي انها متوفرة بكثرة في السوق اليمنية وأسعارها في متناول الجميع والفضل يعود لتلك البيوت المحمية.
أنموذج
البيت المحمي لزراعة المحاصيل الخضرية تقنية حديثة الإدخال لليمن جاءت بفضل خطط وجهود مشتركة لوزارة الزراعة والري ووحدة تمويل المشاريع الصغيرة والأصغر بالصندوق الاجتماعي للتنمية خلال الأعوام الماضية حيث تم تدريب المزارعين على إدخالها وتقنيات تنفيذها فكانت النتائج مذهلة.
من جانبه يقول المهندس عبدالسلام المطهر خبير مشروع التقنية في مشروع وابل الممول من وحدة المنشآت الصغيرة والأصغر سمبس: إن الموسم الزراعي الحالي مبشر جداً إذ يتوقع ارتفاع الإنتاجية 80% عما كانت أثناء استخدام الطرق التقليدية وأصبح المزارع الذي كان يجني 40 كيلوجراماً من اللبنة يجني 100 كيلو على الأقل، وتمكن المزارعون من حصد وفورات في قيمة الديزل المستخدم للري عبر خفض القيمة بمقدار 90 % بسبب التقليل في استخدام المياه المخصصة للري عبر شبكات الري بالتنقيط من جهة ولنزول الأمطار التي من الله بها من جهة أَخرى ،وتم تخفيض استخدام الأسمدة بنسبة 90 % والمبيدات بنفس النسبة نظراً لاستخدام تقنية المالش والشاش للمحافظة على النبات ولوقايته من الحشرات والأمراض.
تأكيد
في رحلتنا لبني مطر وجدنا المزارعون يؤكدون أن التقنية الحديثة مجدية حقا وتعزز إنتاجيتهم للمحاصيل بشكل لم يكن متوقعاً إذ لمسوا بأنفسهم زيادة تفوق 60 % من المحاصيل المزروعة ،فيما انخفضت عليهم التكلفة الخاصة بالوقود واستخدام الأسمدة والمبيدات بنسبة 90-80 % ما من شأنه تحقيق ثورة في الإنتاج الزراعي للمحاصيل الخضروات في الوادي الخصيب.
أمنيات
يؤكد المزارعون أن استخدام البيوت المحمية مجد اقتصاديا وبفضله يمكن لليمن أن تكتفي في استهلاكها، ويطرحون عدة مقترحات لتقليل تكلفة التقنيات الحديثة حتى يتم تعميمها زراعيا في جميع الوديان، ومن وجهة نظر المزارعين، فإنهم يطرحون فكرة أن تسهم الجهات التمويلية المحلية من البنوك والصناديق المالية في منحهم قروضا بيضاء حتى يتم جني محاصيلهم، كما يطالبون القطاع الخاص المحلي بمنحهم التسهيلات للحصول على تلك المواد باعتبار أن سوق التقنية الحديثة في المجال الزراعي واعدة وسوق متنوعة يحتاجها البلد مما يجعل القطاع الخاص أمام فرصة الدخول كشريك صناعي لتلك المواد وتسويقها للمزارعين الذين يطلبونها بقوة.
مفاجأة
من جهته أفاد الدكتور منصور الضبيبي استشاري البيوت المحمية الزراعية بأن ما تم حصاده من قصص نجاح مع المزارعين والتقنيات الزراعية الحديثة يجب أن يستمر من خلال عملية التشبيك وربط المنتجين الزراعيين والقطاع الخاص بحيث تضمن بلادنا الاستدامة بالتدخلات الزراعية بهذه التقنية لمحاصيل كثيرة ومنتجات زراعية في الحبوب والفواكه أيضاً.
أما المهندس حسن المنصوب المشرف على تنفيذ هذه التقنية في الميدان فقال: إن المزارعين لديهم رغبة قوية في تبني هذه التقنية بشرط توفر التدريب من أجل إكسابهم المهارات الفنية في تشغيل وتركيب وصيانة هذه المواد، أما ما تم حصاده في الحقول الإيضاحية فإنه يعطي مؤشرات جيدة ومشجعة على تضافر الجهود من اجل نشرها وخصوصاً في وادي تهامة.
مشاركة
يسهم البرنامج الوطني للري أيضاً بتركيب البيوت المحمية للمزارعين في محافظات صنعاء وعمران وصعدة فقد بلغ إجمالي عدد البيوت المحمية التي نفذها البرنامج من خلال وحداته الحقلية في أحواض صنعاء وعمران وذمار 250 بيتاً محمياً لمختلف المحاصيل والخضروات وبنسبة إنجاز تراكمي قدرها 74 % من إجمالي خطة البرنامج، ووصل عدد المزارعين المستفيدين من هذا النشاط إلى 350 مزارعاً.