تدمير قبة ومسجد السودي بتعز استمرار لجرائم العدوان ومرتزقته بحق التراث
كتب / عبدالباسط النوعة
التدمير الممنهج للأضرحة والقباب تتواصل أعمال الخراب والتدمير للتراث والمآثر الدينية التاريخية من قبل مرتزقة العدوان الذين دمروا الكثير من الأضرحة والقباب في عدة محافظات جنوبية منها عدن ولحج وحضرموت، بالإضافة إلى تعز التي ارتكبت فيها تلك العناصر جريمة جديدة تمثلت في تدمير واحد من أبرز المعالم التاريخية الدينية وهو ضريح ومسجد الشيخ عبدالهادي السودي فضلا عن تدمير مسجد وضريح جمال الدين الصراري في منطقة الصراري .
تشير المصادر التاريخية إلى أن قبة وضريح الشيخ السودي يعود تاريخه إلى العام 935 هجرية ويزيد عمره عن خمسمائة عام ويمتاز بطابعه المعماري الفريد ونقوشه البديعة ، ويعتبره المعنيون من أجمل المعالم التاريخية الدينية على مستوى اليمن ككل ومن أكبر القباب اليمنية الذي يقع في مدينة تعز القديمة ، وليست قبة وضريح جمال الدين في منطقة الصراري بأقل من قبة السودي وإن كانت قبة الجنيد قد أتت بعد قبة السودي بزمن إلا أن نقوشها وطابعها المعماري لا يقل جمالا عن قبة وضريح السودي .
مكونات المدينة التاريخية
وقد لاقت جريمتا تدمير القبتين استنكارا واسعاً لدى الأوساط الشعبية والرسمية وإن كانت جريمة تدمير ضريح السودي قد احتلت نصيبا وافرا من استنكار تلك الجهات بحكم المكانة والأهمية التاريخية لتلك القبة ووقوعها ضمن النطاق الجغرافي لمدينة تعز القديمة في حارة الميدان بالمظفر وضمن مكوناتها التاريخية وبتدميرها خسرت تعز القديمة واحدا من أبرز معالمها الحضارية . وفي بيان منسوب عن الهيئة العامة للآثار والمتاحف إدانة الهيئة تلك الأعمال التخريبية لمواطن التراث اليمني ، واعتبرت تدمير قبة السودي وقبله قبة الجنيد أعمالا إجرامية جبانة تنم عن حقد دفين من تلك الجماعات ومن يقف وراءها بحق التراث اليمني الديني وكل ما يمثل قيمة تاريخية ارتبطت بالعلوم والدين ، وقال البيان : يعتبر الشيخ السودي من أبرز أعلام الصوفية في تعزو اليمن بشكل عام وقد بلغت شهرته في عصره إلى أوسع نطاق واشتهر بحسن السيرة والسلوك ومشهود له بالعلم والإجادة ، وكذلك الحال في قبة جمال الدين الصراري الذي يعود إلى ما قبل مئات السنين وكلاهما من مشايخ وإعلام الصوفية في اليمن .
هجمة شرسة
وبدوره دعا رئيس الهيئة العامة للآثار مهند السياني المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو إلى الاطلاع بمسؤولياتها والعمل بجد إلى وقف أعمال التدمير الممنهج بحق التراث اليمني وفي مقدمتها الأضرحة والقباب التي تتعرض اليوم لهجمة شرسة من قبل جماعات تحركها قوى حاقدة على تراث اليمن .
الأخ محمد أبو طالب رئيس مجلس إدارة الترويج السياحي حمل قوى العدوان وعلى رأسها مملكة آل سعود ما تعرضت له قبة الشيخ السودي وقبة الشيخ جمال وقبلهما الكثير من الأضرحة والقباب التي تعرضت للتدمير والخراب وكل تلك الأعمال التخريبية جاءت بتمويل من قبل مملكة الإرهاب آل سعود وداعش التي قامت بالتنفيذ .
هذا وكان مجلس الترويج السياحي قد أصدر أمس الأول بيان إدانة واستنكار لتلك الجرائم التي تستهدف هوية وتاريخ شعبنا اليمني العريق بحضارته وتاريخه خاصة تلك الأعمال الإجرامية التي تستهدف تدمير الأضرحة والقباب التاريخية .
وادان المجلس بشدة ما تعرض له مسجد وضريح السودي السبت الماضي من تدمير كامل من قبل جماعة متطرفة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ، وكشف البيان الذي حصلت الثورة على نسخة منه عن تعرض مسجد وضريح السودي إلى محاولة سابقة حاولت جماعات متطرفة إرهابية تدميره وهي نفس الجماعة التي نفذت عملية التدمير بعد أن كانت عجزت المرة الأولى نتيحه لضغوط شعبية من أبناء المنطقة واستطاعت الجماعة أن تدميره قبل أيام وهذا يدل على المنهجية والإصرار لتدمير مثل تلك المعالم التي تعمل السعودية على إزالتها من أراضيها وتدعم تنظيمات إرهابية لإزالتها من دول أخرى .