مسارعة سعودية صهيونية نحو التطبيع العلني الشامل

تقرير/ محمد فايع
ظلت العلاقة السعودية الإسرائيلية مستمرة لعقود من الزمن برعاية أمريكية وبريطانية، غير أن بروز هذه العلاقة إلى العلن من خلال اللقاءات المتواصلة بين مسؤولي الطرفين، بات مؤشرا على رغبة في إعلان التطبيع.
وتأتي زيارة الوفد السعودي مؤخرا برئاسة ضابط الاستخبارات أنور عشقي للكيان الصهيوني ضمن مسار التطبيع العلني والتي تهدف إلى ترسيخ علاقات حميمية فوق العادة بين تل أبيب والرياض، وفي إطار مسار تصفية القضية الفلسطينية.
وتؤكد دوائر دبلوماسية مطلعة أن ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام التي قدمها الملك السعودي الراحل عبدالله عام 2002م في القمة العربية في بيروت. كانت قد صيغت في اسرائيل ليتم تمريرها بالغطاء المسمى “مبادرة السلام العربية”.
ويجوب المسؤولون السعوديون وعلى كل المستويات السياسية والعسكرية والمخابراتية والاقتصادية العواصم في لقاءات مع قيادات إسرائيلية.
الزيارات واللقاءات والاتفاقات المتسارع اليوم بين النظام السعودي والكيان الصهيوني هي في الحقيقة تتويجا معلنا لما تحدثت عنه تقارير سابقة أشارت قبل سنوات إلى وجود تعاون سري بين الطرفين من الناحية السياسية والعسكرية، وكان آخرها ما كشف عنه موقع «فيترانس توداي» الأمريكي البحثي المُختص بالشؤون العسكرية حول معلومات تفيد بإبرام مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري المشترك بين كيان العدو والسعودية في البحر الأحمر منذ العام 2014م، وأضاف الموقع ذاته :إن التقارير كشفت عن أسماء جنرالات وضباط سعوديين شاركوا بدورات عسكرية بحيفا بفلسطين المحتلة عام 2015م من جهة أخرى وعلى صعيد المسارعة السعودية نحو تطبيع العلاقات مه العدو الصهيوني خلا هذه المرحلة لفت مراقبون إلى أن رام الله، أصبحت مؤخرا محطة العبور إلى أروقة قيادات ومؤسسات كيان العدو الإسرائيلي.
ويوضح المراقبون أن الاختيار لرام الله بدلا من لندن وواشنطن وباريس، هو بهدف جر قوى عربية إلى الدائرة التي يتحرك فيها، بكل حرية وعلانية، للتغطية على سياسات النظام التضليلي في الرياض.
وتفيد المعلومات بأن أنورعشقي جلب معه في زيارته الأخيرة إلى إسرائيل وفدا من الأكاديميين ورجال الأعمال، واصطحب قيادات فلسطينية، ويبدو أن اللقاءات مع الإسرائيليين، رغم توقف المفاوضات أصبحت غاية ترتجى من جهات عديدة، فالأبواب الإسرائيلية مفتوحة لمن يرغب في تقديم الخدمات والمشاركة في الاستثمارات والبحث عن الحماية.
ولفت متابعون إلى أن النظام السعودي بسعيه المفضوح والعلني للارتماء في الحضن الصهيوني يؤكد خسرانه لكل رهاناته في البقاء وبات يدرك أن سياساته التكفيرية والفتنوية في المنطقة والعالم الإسلامي باءت بالفشل وبالتالي يخشى ارتداداتها التي ستأتي حتما على العرش السعو وهابي.
وكشفت مصادر مطلعة بأن نجل الملك المريض، يرتب أوراقه لتسلم العرش، وللوصول إليه لا بد من إقصاء محمد بن نايف ولي العهد، لذا فهو يتحرك على أساس من الإيمان بنظرية من يرغب في ود واشنطن عليه أن يعبر البوابة الإسرائيلية.
وبحسب صحيفة المنار الصادرة من القدس المحتلة نقلا عن دوائر دبلوماسية مطلعة بأن عشقي ضابط الاستخبارات السعودي السابق، يتحرك ويتحدث باسم محمد بن سلمان، وهو يمثله في ربط الخيوط وتلقي التعليمات من قادة إسرائيل، لدعمه في السعي للامساك بالتاج الوهابي خلفا لوالده الذي يصارع المرض، متنقلا من مستشفى إلى آخر، فاقدا للاتزان تحت وطأة تلف دماغي لاعلاج له.
وتضيف الدوائر إن المستغرب في رحلات ولقاءات وتحركات عشقي، هو احتضان رام الله، ومرافقة قيادات فلسطينية له في اجتماعاته المتزايدة مع القيادات الإسرائيلية، وكعادة الاعلام الإسرائيلي، فضحت صحيفة “هآرتس” تحركات ولقاءات عشقي، وأوردت صورا لمرافقيه من رام الله.
وتؤكد الدوائر ذاتها، أن تحركات ضابط الاستخبارات السعودي، وزياراته إلى إسرائيل، تهدف في الأساس إلى فتح أبواب التطبيع المشرعة أمام النظام التكفيري السعودي، والمشاركة مع تل أبيب في حلف شرير ضد القضايا العربية،
ويعمل النظام السعودي خلال هذه المرحلة من خلال فريق اعرابي يقودهم عشقي على جر الأنظمة العربية المسماة بالمعتدلة، لعبور الباب الإسرائيلي علانية، تحت غطاء جهود البحث عن حل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
وتشير الدوائر السياسية والدبلوماسية إلى أن هذا التقارب السعودي الإسرائيلي خرج إلى العلن أكثر بالتزامن مع انطلاقة العدوان على اليمن، كما تزداد وتيرته كلما صعّدت الرياض من تحريضها على إيران وحزب الله، وإصرارها على مواصلة التحشيد والتجنيد التكفيري في سوريا؛ لصرف الأنظار عما تمارسه المملكة الوهابية السعودية من خيانات وتآمر ضد الأمة العربية.
وتُلْفت التقارير والمتابعات للعديد من الكُتَّاب والمراقبين والمتابعين إلى أن أخطر ما في تحركات النظام الوهابي هو أن الرياض تقود أنظمة عربية لتمرير حل لتصفية القضية الفلسطينية؛ مشكلا بذلك الغطاء لتحالف إسرائيلي مع ما يسمى بمحور الاعتدال العربي.
وفي النتيجة تؤكد تبادل الزيارات والاتفاقيات المتسارعة بين الكيانَيْنِ السعودي والصهيوني تؤكد على حرص الطرفين على تحقيق تطبيع علني وشامل، في متاجرة سعودية فجَّة ومعلنة بالقضايا والدماء العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية شعبًا وأرضًا وهويَّة ومقدسات.

قد يعجبك ايضا