فرنسا وقطر تتصادمان في ليبيا!!

عواصم/وكالات
بعد تأكيد باريس مقتل ثلاثة من أفراد قواتها الخاصة في إسقاط مروحية غرب مدينة بنغازي، تكون فرنسا عمليا قد دخلت حربا غير مباشرة مع قطر في ليبيا.
ومن سخريات القدر أن فرنسا وقطر كانتا أكثر الدول حماسة لإسقاط نظام القذافي، وبادرتا بمساعدة المنتفضين ضده، وأرسلتا قواتهما إلى ليبيا لتحقيق هذا الهدف، إلا أن فسيفساء الفوضى الليبية فرضت واقعا جديدا لاحقا. ويبدو أن فرنسا بغض النظر عن طبيعة دعمها العسكري لقوات حفتر، تتخندق عمليا الآن في مواجهة قطر.
ويمكن القول إن الوضع الحالي الذي أدى إلى ما يمكن أن نصفه بشرارة التماس بين فرنسا وقطر قد بدأ منذ انطلاق قوات البنيان المرصوص، التي يتبع معظمها مدينة مصراتة، إلى سرت لمواجهة داعش، في تلك الفترة جدد مفتي ليبيا الصادق الغرياني  فتواه بوجوب مقاتلة حفتر وقواته.
وأعقب ذلك تشكيل ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي وتضم في صفوفها قادة ميدانيين كانت قوات حفتر طردتهم من المدينة في القتال المتواصل هناك منذ نحو سنتين. وأعلن هؤلاء أن مرجعيتهم هي دار الافتاء التي يترأسها المفتي الصادق الغرياني.
وكان مجلس النواب في طبرق قد عزل الصادق الغرياني من منصبة فيما مضى إلا أن المفتي ظل في عمله في طرابلس المنقسمة بين حكومتي الانقاد برئاسة خليفة الغويل، وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والتي يسعى المجتمع الدولي منذ مدة ومن دون جدوى إلى أن تتولى إدارة سائر أرجاء البلاد، وأن تختفي حكومتا عبد الله الثني من طبرق وخليفة الغويل من طرابلس.
وهكذا وفيما كانت قوات حفتر تحاول السيطرة على آخر معاقل خصومها في بنغازي، ظهرت قوات تابعة لسرايا الدفاع عن بنغازي فجأة على تخوم بنغازي الغربية وسيطرت على عدة مناطق، إلا أن قوات حفتر تصدت لها وتمكنت من إبعادها واستعادة منطقة المقرون التي شهدت إسقاط المروحية ومقتل العسكريين الفرنسيين الأحد الماضي خلال مهمة استطلاعية، بحسب السلطات الفرنسية.
وكانت سرايا الدفاع عن بنغازي قد أعلنت في وقت سابق مقتل 13 عنصرا من قواتها في غارات لـ”طيران أجنبي” على مواقعها في منطقة الجليداية، فيما أعلنت وسائل إعلام تابعة لحكومة الغويل والمفتي عن مقتل جنديين أجنبيين في إسقاط المروحية التابعة لحفتر في منطقة المقرون.
وكانت وسائل إعلام دولية قد تحدثت عن وجود قوات فرنسية في مدينة بنغازي تقدم دعما لوجستيا لقوات حفتر الذي يتولى منصب القائد العام للجيش التابع لمجلس النواب في طبرق، وأن عسكريين فرنسيين يتولون توجيه القوات البرية التابعة لحفتر وتسيير طائرات الاسطلاع من دون طيار وتحليل الصور الجوية.

قد يعجبك ايضا