السعودية ومرتزقتها.. عقبة أمام الحل السياسي في اليمن
صالح قزويني
تراهن السعودية ومرتزقتها على عامل الزمن وإطالة أمد المفاوضات عبر خرق الهدنة ومواصلة قصف المدنيين والتعنت والمماطلة في المفاوضات والضغط على المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ ليخرج عن حياديته النسبية في المفاوضات.
يوماً بعد آخر تتكشف حقيقة النوايا السعودية تجاه عملية التفاوض الجارية في الكويت لإحلال السلام في اليمن، فما لم تتمكن السعودية ومرتزقتها في اليمن وعلى رأسهم الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي من انتزاعه على ساحة المعركة ومن قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية تحاول أن تنتزعه عبر طاولة المفاوضات.
وأساساً فإن قبول مرتزقة العدوان السعودي التفاوض مع حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي والفصائل الشعبية الأخرى سببه فشل الرياض (رغم ما تملكه من قدرات عسكرية وإمكانات مادية هائلة) في إخضاع الشعب اليمني الذي لا يملك سوى إرادة الصمود والتحدي، وبالتالي فإن مشاركة المرتزقة في المفاوضات جاء بعد فشلهم في الحسم العسكري ووصول نيران اللجان الشعبية والجيش اليمني إلى عمق الأراضي السعودية.
في هذا السياق، تراهن السعودية ومرتزقتها أيضاً على عامل الزمن وإطالة أمد المفاوضات عبر خرق الهدنة ومواصلة قصف المدنيين والتعنت والمماطلة في المفاوضات والضغط على المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ ليخرج عن حياديته النسبية في المفاوضات.
ومن هنا حمّل مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السعودية مسؤولية إطالة المفاوضات اليمنية في الكويت، حيث أكد عبد اللهيان أن عمليات القصف السعودي المستمر للمناطق السكنية والبنى التحتية في اليمن وخرق الهدنة، أفشل المفاوضات السياسية بين اليمنيين.
وذكّر عبداللهيان الرياض بموقف طهران المبدئي من القضية اليمنية ودعمها للشعب اليمني المظلوم بالقول، إنها لم ولن تتدخل في شؤون اليمن لكنها ستستمر بشدة في دعمها المعنوي والإنساني للشعب اليمني.
وفي ذات السياق، أعلن الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام اليمني أبو بكر القربي وهو أحد أعضاء الوفد الوطني إلى مشاورات الكويت، أن البعض يحاول تحويل مشاورات الكويت إلى وسيلة لابتزاز المجتمع الدولي.
الدكتور القربي يشير هنا إلى تهديد الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي، بمقاطعة الجولة المقبلة من مفاوضات السلام اليمنية، المفترض أن تستأنف في الكويت الجمعة، حيث أعلن أنه لن يعود إلى مشاورات الكويت إذا حاولت الأمم المتحدة فرض رؤيتها الأخيرة عبر مبعوثها الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
التهديدات السياسية التي أطلقها الفار هادي رافقتها تلميحات بأن فشل مفاوضات الكويت يعني مباشرة انطلاق ما سماها عملية تحرير صنعاء وهو تهديد أقرب ما يكون إلى المستحيل خاصة وإن هادي يعرف أكثر من غيره إن مثل هذا الأمر لن يتحقق إلا في حال قررت القبائل المحيطة بالعاصمة التعاون مع السعودية ومرتزقتها وهذا أمر مستحيل أيضاً؛ لأن هذه القبائل ذاقت الأمرين من العدوان السعودي وتعرضت للكثير من التنكيل والظلم من مرتزقته كما أنها أعلنت ولاءها المطلق للوطن وللجيش اليمني واللجان الشعبية.