نائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر لـ”الثورة”:
حوار/ وائل شرحة
كشف نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية يحيى عباس أحمد شرف الدين عن احتجاز العدوان السعودي أكثر من 20 ألف حاوية في جيبوتي، ممتلئة بالمواد والاحتياجات الضرورية للمجتمع اليمني.. مؤكدا استمرار الحصار ومنع السفن من الدخول إلى موانئ البحر الأحمر من قبل العدوان.
وأوضح يحيى شرف الدين تعرض مواد وبضائع عدد من السفن المحجوزة إلى التلف.. مشيرا إلى أن استهداف العدوان لموانئ البحر الأحمر والكرينات التي يعتمد عليها إنزال الحاويات من السفن أثرت بشكل كبير على سير العمل في ميناء الحديدة.
وتحدث شرف الدين في حوار أجرته معه “الثورة” حول أنشطة الموانئ وسير العمل فيها والأضرار التي لحقت بها، وجوانب أخرى.. إلى التفاصيل:-
بداية.. أعطونا نبذة بشكل عام عن أنشطة المؤسسة في الوقت الحالي؟
ـ مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية تتبعها ميناء الحديدة والمخاء والصليف وأي موانئ جديدة سيتم إنشاؤها.. ويعتبر ميناء الحديدة الميناء الرئيسي الذي يتم عبره دخول 70 – 80 % من المواد الأساسية والمتطلبات التي يحتاجها الشعب اليمني, بشكل عام سواء مواد غذائية أو دوائية أو غيرها، ويمتاز بمساحة الطاقة الاستيعابية التي تتسع لأكثر من 15 ألف حاوية, بينما ميناء عدن هو عبارة عن ميناء ترانزيت, (انتظار).
أضرار القصف
حدثنا عن استهداف تحالف العدوان السعودي الأمريكي لموانئ البحر الأحمر؟
ـ تم استهداف ميناء الحديدة في الـ 17 من أغسطس العام الفائت 2015م, وجاء ذلك الاستهداف يوم إعلان ما يسمى بالشرعية عودة ميناء عدن إلى العمل, وفي اليوم ذاته قصف كرينات وميناء الحديدة, وكعادتها الأبواق الإعلامية للعدوان قالت إنها استهدفت مليشيات وغيرها من المبررات الواهية والكاذبة.
وطبعا كما هو معروف تم استهداف الميناء كغيره من المنشآت والمقومات الاقتصادية والحكومية التي ترفد الاقتصاد الوطني وتسمى باحتياجات المواطن اليمني وكما تم استهداف الطرق والجسور التي لا علاقة لها بأي أنشطة حربية, تم استهداف ميناء الحديدة مرتين أولاً عن طريق الحصار وثانياً عبر القصف المباشر, بالإضافة إلى تأخير دخول السفن مما كان يؤثر على سير العمل في ميناء الحديدة مع أن اتفاقيات جنيف الأربع والاتفاقيات الدولية وغيرها لا تجيز لأي دولة أو قوة حصار الشعب.
كما أن القرار الأممي لم يجيز للعدوان حصار الشعب اليمني, وإنما تفتيش السفن التي يتم الاشتباه فيها ولم يخول لأية جهة كانت استهداف النشاط التجاري لميناء الحديدة وما يتبعه من موانئ عن طريق تأخير السفن ومنعها من الدخول, إذ أن هناك سفناً تظل محجوزة بالأشهر وأخرى يتم منعها تماماً, مثل المشتقات النفطية سواء المازوت أو البترول أو الديزل.
الطاقة الاستيعابية للموانئ هل هي كافية؟
ـ ميناء الحديدة من الموانئ التي لم تحظ بالرعاية والاهتمام منذ سبعينيات القرن الماضي, وكان التوجه الحكومي في الاهتمام ببعض الموانئ وإهمال الأخرى.. وميناء الحديدة كان من الموانئ التي لم تتلق أي تطوير منذ انشائها باستثناء إنشاء رصيف الحاويات.
وحالياً الميناء عبارة عن رصيف يتسع لسفينتين فقط, كان هناك توجه مستقبلي وخطة لتوسيع ميناء الحديدة وبناء رصيف للحاويات وتعميق القناة الملاحية التي لا تتجاوز الـ(9 أمتار) ويستقبل سفناً صغيرة جداً لا تتجاوز حمولتها 31 ألف طن، بينما يستقبل ميناء الصليف سفناً تصل حمولتها إلى 50 ألف طن.
كل ذلك جعل ميناء الحديدة من ميناء محوري إلى ميناء ثانوي مقارنة بالموانئ الأخرى التي يقل نشاطها عنه.. والسفن التي يتم دخولها إلى ميناء الحديدة محدودة ولا يمكن دخول سفن كبيرة لأن الغاطس لا يسمح وليس بإمكاننا التعامل معها.
كم عدد السفن التي تواجدت في الغاطس ومنعت من الدخول قبل استهداف الميناء؟
ـ كما أسلفت لكم سابقاً انه تم منع السفن بالذات سفن الحاويات قبل ضرب الميناء تقريبا بشهر من منتصف شهر يوليو 2015م, وكانت توجد في غاطس ميناء الحديدة خمس سفن عليها ما يقارب (1700) حاوية, يفترض إنزالها في ميناء الحديدة, وبعد أن رفض التجار الذهاب إلى أي موانئ أخرى سواء عدن أو غيرها, وظلت تلك السفن متواجدة على الغاطس على أمل الدخول إلى ميناء الحديدة عن طريق الضغط من قبلها كقطاع تجاري أو عن طريق الأمم المتحدة.
ما هي الأضرار التي لحقت بالميناء ونشاطه؟
ـ تم ضرب الكرينات التي يتم بواسطتها إنزال الحاويات, كذلك ورشة صيانة الرافعات والمستودعات, منها مستودعات كانت فيها مواد تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وكذا صوامع غلال, ومنع دخول السفن إلى الميناء, مع الإصرار على تحويل اتجاهها إلى عدن, حتى نهاية شهر ديسمبر 2015م, وبدأ السماح للسفن بالدخول إلى ميناء الحديد.
طبعاً بعد استهداف الميناء واجهنا صعوبات عديدة وكثيرة منها وأبرزها تعطل الكرينات, التي يعتمد عليها في تفريغ السفن, وهنا اضطررنا إلى عدم استقبال السفن الحديثة, والسماح فقط باستقبال السفن القديمة التي تحمل كرينات على ظهرها.
ماذا عن السفن التي استقبلتموها خلال الأشهر الأولى من العام الجاري؟
ـ بالنسبة للسفن التي دخلت إلى ميناء الحديدة فهي قليلة جداً مقارنة بتلك التي استقبلها الميناء ذاته خلال الأشهر نفسها من العام الفائت 2015م, فهناك العديد من السفن التجارية محتجزة في جيبوتي وفي دبي وجدة وفي موانئ أخرى.. وبحسب إحصائية وصلت إلينا من بعض الشركات الملاحية فهناك ما يقارب 20 ألف حاوية في جيبوتي فقط, ناهيك عن بقية الموانئ.
كل ذلك أثر على إيرادات الميناء إذ وصلت نسبة العجز خلال العام الماضي إلى 45 % مقارنة مع العام الذي قبله 2014م.
ماذا عن ميناءي الصليف والمخا؟
ـ ميناء الصليف لم يكن في منأى عن العدوان الغاشم, إذ استهدف كما استهدف ميناء الحديدة, أما ميناء المخا فقد تم استهدافه بشكل أكثف, حتى خرج عن العمل, ولدينا ملف موثق ومتكامل عن الأضرار التي لحقت بالموانئ, المادية، الفنية, القانونية.. بهدف التحرك لفعل ما يمكن فعله لمعالجة تلك الأضرار التي لحقت بالميناء واستعادة العمل فيه بالشكل المطلوب كونه الرئة التي يتنفس منها اليمنيون حالياً.
ماذا عن البضائع التي تلفت بسبب عدم السماح للسفن بالدخول؟
ـ هناك حاويات كثيرة تلف ما بداخلها من مواد غذائية وغيرها, ففي أحد المرات 150 حاوية تحتوي على القمح, وكانت تابعة لبرنامج الغذاء العالمي, وسفينة أخرى تابعة للبرنامج ذاته تم احتجازها قبل شهرين تحمل 20 ألف طن, ما جعلها تتأخر وتدفع رسوماً, وهناك الكثير والكثير ممن تأخرت سفنهم ما زالوا يدفعون رسوم تأخير عليها, وكل تلك الرسوم تضاف على المواد ذاتها.
برأيك.. ما هي أهداف العدو من استهداف الموانئ اليمنية؟
ـ استهداف الموانئ وغيرها من المنشآت الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والمدنية وغيرها من المؤسسات الخدمية المتعلقة بحياة الناس, باعتقادي هو عبارة عن ورقة ضغط يراد بها تجويع وتحميل المواطن اليمني معاناة أكثر مما يحملها, وبغرض استنفار وجلب المواطن إلى الجانب الآخر, إلا أن الشعب يعرف حجم المؤامرة التي يتعرض لها الوطن أرضاً وإنساناً, وواع للمرحلة بشكل لم يكن أحد يتصوره, ونتيجة ذلك الوعي تجلى اليمنيون في أبهى صور الصمود والذود عن الوطن والدفاع عنه.
معوقات وتحديات
ما هي أبرز المعوقات التي تواجهكم؟
ـ أولاً الخوف الموجود لدى موظفي المؤسسة والموانئ، إذ يهرعون خارج أماكن أعمالهم كلما حلقت طائرات العدوان، وارتفع ازيزها.. لا سيما بعد استهداف العدوان للمنشآت التي يعملون فيها.. وغياب أية ضمانات دولية بعدم استهداف الميناء كونه اقتصادياً وليس عسكرياً.. إضافة إلى تفتيش البضائع قبل دخولها، ورغم أننا طالبنا منسق الأمم المتحدة في اليمن بتوفير ضمانات، إلا أنه اعتذر عن ذلك.
هناك معوقات أيضاً تواجهنا في تفريغ السفن، بعد استهداف الكرينات، لكننا نعمل حالياً جاهدين بإمكانيات متواضعة على تجاوز كل المعوقات والصعوبات التي تواجهنا.. بحيث أن السفن التي يتطلب تفريغها وبقاؤها في الميناء، ثلاثين يوماً، كثفنا العمل والدوام كي يتسنى لنا تفريغها سريعاً، أيضاً إعادة تأهيل رصيف الحاويات، تعد من أبرز التحديات التي تواجهنا، وكذا تعميق القناة الملاحية، وإنشاء رصيف حاويات جديد كما هو مرصود له ومقرر من قبل رئاسة الوزراء.
استمرار منع السفن من الدخول إلى ميناء الحديدة، والحصار، فهناك سفينة المازوت الخاصة بكهرباء محافظة الحديدة، تم احتجازها رغم خروج تصريحها.. سفن كثيرة، وعديدة محجوزة، وهو ما يدل على استمرار الحصار الجائر.