عنـدما ينقلب السحر على الساحر!
عباس غالب.
ليس ثمة من ينطبق عليه العنوان أعلاه أكثر من النظام السعودي الذي انقلب عليه تدخله في أفغانستان قبل عدة عقود حيث جاء إرهاب هذه الجماعات المتطرفة التي باتت في عقر دار المملكة والتي لم تعد هذه الجماعات تفرق بين مموليها ومربيها وبين شعاراتها الجوفاء فضلا عن استهداف الحياة وآدمية الإنسان في كل مكان.
وتبعاً لذلك من الطبيعي أن تعاني المملكة السعودية من شرور وجرائم جماعات التكفير والإرهاب التي لم تتورع حتى في استهداف المقدسات الإسلامية في الحرم المكي مؤخراً تماماً مثل ما هو الحال في أكثر من رقعة في العالم.
وثمة نماذج أخرى على تأكيد حقيقة انقلاب السحر على الساحر الذي يتجلى كذلك في تلك التدخلات المباشرة وغير المباشرة للنظام السعودي في العراق وسورية وليبيا واليمن وبحيث أضحى هذا التدخل بمثابة ورطة كبيرة ترتب أعباء إضافية وكلفة كبيرة على الشعب السعودي وما يرتبه ذلك من هدر إمكاناته وموارده ويشتت جهود أبنائه في حروب ونزاعات لا ناقة لهم فيها ولا جمـل!
لقد جاءت هذه النتائج السلبية والعكسية لتمويل الإرهاب على المملكة التي لم تتورع في تدخلها الصارخ في شؤون الدول العربية – واليمن منها– وبحيث أنقلب سحر هذه التدخلات عليها في أكثر من جانب.
ومن الواضح أن النظام السعودي بات يعاني من نتاج هذا السحر الشيء الكثير وهو ما جعله مؤخراً يترنح في أكثر من حلبة وبات معها يبحث عن مخرج دون جدوى، إذ يتضح ذلك جلياً في مأزقه عندما أراد النيل من عواصم الحضارات التليدة التي يصل عمر الواحدة منها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة وتحديداً في اليمن وبلاد الرافدين وسورية وبحيث بات هذا التدخل يكلف النظام السعودي ثمناً باهظا من إمكانات وموارد شعبه الذي يتعرض لابتزاز غربي واضح تحت وهم تحقيق الانتصار في هذه المناطق التي لا يمكن أن تخضع لمثل هذا النهج العدائي.
وفي المحصلة النهائية لا غرابة أن ترتفع أصوات في واشنطن مؤخراً للمطالبة بتعويضات لمشاركة النظام السعودي في استهداف مركز التجارة العالمي.. وهي الجريمة التي غيرت مجرى العالم منذ تلك الواقعة وحتى اليوم.. وهي أيضاً إشارة إلى أن السحر فعلاً انقلب على الساحر بالنظر إلى ما رتبته ولاتزال تلك الجريمة من أعباء تحمل هي الأخرى في ثناياها عوامل اندثار هذا النظام الذي استمرأ دس أنفه في كل شاردة وواردة تحت نشوة المال الذي اعتقد خطأ أنه يمكنه شراء كل الذمم في كل الأوقات!
تحية للأمين “هلال”:
تبقى في ذاكرتي بعض الانطباعات التي احتفظت بها خلال فترة إجازة عيد الفطر المبارك، لعل أبرزها الحضور الطاغي للنظافة والانضباطية ومظاهر الترحاب والألفة التي تتميز بها على الدوام العاصمة صنعاء وذلك في واحدة من تجليات المشهد اليماني الصامد والمقاوم ضد العدوان الغاشم والحصار الجائر، خاصة وقد لمسنا عاصمة اليمن في حلة قشيبة من الفرح والابتهاج رغم كل تداعيات مشهد الحرب.
والحقيقة أن ذلك لم يأت من فراغ وإنما جاء نتاج جهود متواصلة وعطاء بلا حدود تبذله قيادة أمانة العاصمة وفي المقدمة الأستاذ عبد القادر هلال أمين العاصمة ومعه فريق من العاملين المخلصين الذين ضربوا أروع الأمثلة في العطاء خلال هذه الفترة العصيبة، حيث تشير الوقائع الملموسة طيلة هذه الفترة من التحديات إلى سير العمل بنجاح كبير رغم تلك المعاناة والصعوبات التي يأتي في طليعتها التراجع الكبير في حجم الموارد المالية وضعف إنتاجية الخدمات الأساسية فضلاً عن تبعات استضافة العاصمة صنعاء لأعداد كبيرة من الأسر النازحة.
وفي هذا الصدد أتذكر أن الأخ أمين العاصمة خلال شهر رمضان الكريم بذل جهوداً مضاعفة لتحفيز وتيرة العمل في سائر الأجهزة والمؤسسات الخدمية وبخاصة تلك المعنية بالنظافة وإعادة الروح إلى المتنزهات والحدائق العامة وكذلك في انضباطية الأداء في الشارع العام وبما يحقق الأمن وسلامة المواطن ..وهي مهام ليست سهلة أو بسيطة في مثل هذه الظروف والأعباء المتزايدة نتاج الأزمة والحرب.
ولأن هذه الجهود الطيبة للأخ الأمين عبد القادر هلال قد أتت أكُلها في هذه الأجواء والمناخات الآمنة والفرائحية التي يعيشها أبناء صنعاء والقادمون إليها بهدف قضاء أوقات سعيدة، تستحق قيادة الأمانة وبقية هذه المؤسسات التحية والتقدير وبخاصة للعاملين من الجنود المجهولين في النظافة ورجال الأمن وكل من يبذل جهوداً في هذا الإطار.
انتهى.