من أجل اليمن

عبدالفتاح علي البنوس

تقتضي المسؤولية الوطنية تكاتف وتضافر الجهود للقوى الوطنية المناهضة للعدوان السعودي الأمريكي والمتخندقة في الجبهة الوطنية للعمل على مواجهة التحديات والخطوب الراهنة بثبات وعزيمة وصبر بصورة أكبر من ذي قبل بحيث يكون الجميع شركاء في هذه المسؤولية الوطنية لقطع الطريق أمام أبواق العدوان الذين يعملون ليلا ونهارا من أجل دق إسفين بين المؤتمر الشعبي العام من جهة  وأنصار الله من جهة أخرى وبين مختلف الأحزاب والقوى والمكونات الوطنية المتحالفة ضد العدوان وأدواته القذرة من خلال افتعال الأزمات واختلاق الأكاذيب التي تثير البلبلة الإعلامية بين الطرفين ولو على مستوى بعض الإعلاميين ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي رغبة منهم في النيل من ثبات وصمود وتماسك الجبهة الداخلية بعد أن فشلت كافة مخططاتهم ذات الصلة والغاية والتي يعولون عليها لعل وعسى أن تثمر عن تمكينهم من الحصول على أية  مكاسب أوتحقيق أية انتصارات نتيجة ذلك ورغم فشلهم مرارا وتكرارا في محاولاتهم البائسة إلا أنهم لا يملون ولا يداخلهم اليأس وما تزال محاولاتهم مستمرة ومتواصلة تحت إغراء المال السعودي ولكن هيهات لهم ذلك ولو جمعوا كل كنوز العالم , فاليمنيون الشرفاء لا يتاجرون بسيادة وطنهم وأرواح ودماء أبناء شعبهم ولا يقبلون على أنفسهم الارتزاق والخيانة والعمالة  .
وأمام هذه المؤامرات والمخططات بات  من الضرورة بمكان تجاوز كافة التباينات والاختلافات في بعض وجهات النظر والمواقف وتغليب المصلحة الوطنية والانتصار لها وعدم الاكتراث بما سواها من المصالح لا نريد اتكالية على طرف أو تغييب وإغفال أطراف أخرى ولا نريد تصوير ما يحدث على أنه يستهدف طرفاً أو جماعة معينة أو أن ما نحن فيه هو بسبب هذا الطرف أو ذاك , نريد أن نكبر وأن نتوج صمودنا وصبرنا وثباتنا ووحدة صفنا بالمزيد من التكاتف والصمود والتلاحم والتسامي فوق الصغائر والابتعاد عن المهاترات والمناكفات والمماحكات الإعلامية والشخصية التي تخدم الأعداء وتفتح لهم ثغرات تمكنهم من خلالها من نشر الزوبعات والشائعات المغرضة التي تؤثر سلبا على وحدة الصف الوطني ونحن في غنى عنها .
نريد من الجميع التحلي بالوعي والمسؤولية واستشعار حساسية المرحلة ومقتضيات المسؤولية الوطنية تجاهها والاتجاه نحو تحصين وتعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان بكافة صوره وأشكاله وأساليبه من خلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة وجبهات إعلامية وثقافية وحقوقية ودبلوماسية وسياسية موحدة تضم كافة القوى والمكونات المناهضة للعدوان كخطوة تمهيدية ومن ثم التحرك الجاد والمسؤول من أجل تجاوز كافة التباينات التي تحول دون تشكيل حكومة إنقاذ وطنية وذلك لن يتأتى إلا بتقديم التنازلات وتغليب مصلحة الوطن وتقدير خطورة المرحلة وخصوصا إذا ما استمرت العربدة والهمجية السعودية والأمريكية في حق أبناء شعبنا وتواصل العدوان وتواصلت زحوفات وخروقات مرتزقتهم في مختلف الجبهات حيث سيتطلب ذلك مواقف وتحركات تصعيدية أكبر من ذي قبل وعلى مختلف المستويات ولا يمكن لطرف أو جماعة القيام بهذه المهمة بصورة منفردة وهو ما يحتم رفع مستوى الجاهزية والمسؤولية للتعاطي مع الواقع المعاش والمستجدات المتلاحقة والمتغيرات التي تشهدها الساحة المحلية اليمنية في ظل استمرار الحرب العالمية التي تقودها السعودية وأمريكا منذ ما يقارب العام والنصف  .
الوطن يستحق من مختلف القوى الوطنية المناهضة للعدوان تقديم التنازلات لكي تبحر سفينة الوطن المناهضة للعدوان نحو مرافئ النصر اليماني وسيسجل التاريخ بأحرف من ذهب هذه المواقف في سفر البطولات والتضحيات التي تشرئب لها الأعناق وستكون تلكم التنازلات محط تقدير وعرفان واحترام  أبناء الشعب اليمني ,نريد التفرغ للأعداء في مختلف جبهات المواجهة والتصدي لقوى العدوان وسد كل الثغرات التي قد تظهر هنا وهناك والتأكيد على أن الدفاع عن الوطن وسيادته وكرامته فرض عين على كافة أبناء الوطن دون استثناء ولا تقاعس ولا تسويف في أداء  هذا الواجب فالعدو متربص بنا وبوطننا الدوائر واليقظة مطلوبة كما هي وحدة الصف وتكاتف الجهود وبإذن الله سيكون النصر حليفنا وستكون الهزيمة والمذلة من نصيب قوى العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقتهم  .

قد يعجبك ايضا