أكدوا التمسك بمعاني العيد وعاداته رغم كل شيء

أبناء ذمار: أفراحنا مستمرة رغم العدوان والحصار

الثورة / رشاد الجمالي
مهما تغيرت الأحوال والظروف تظل للأعياد بهجتها في اليمن، ورغم  الوضع الذي تمر به بلادنا جراء العدوان الغاشم وحصاره الظالم، إلا أن اليمنيين لايزالون صامدين ويعيشون حياتهم بكل صبر وجلد وإباء وشموخ كما هو الحال في محافظة ذمار، التي استطلعنا فيها أجواء عيد الفطر، فكانت هذه المحصلة:
الأخ/ محمد عبدالوهاب علي تحدث قائلاً: عيد الفطر المبارك لوحة فرائحية زاهية الألوان تشرق فيها الوجوه باسمة لبعضها البعض وتتشابك الأيدي متصافحة وتتعانق الأجسام متحابة وتطوى الخلافات وتنبذ الأحقاد وتتصافى النفوس وتتقارب الأرواح وترتسم الفرحة على وجوه الأطفال  ويلتقي الأحبة من كل مكان ويعود الغائب ويجتمع الشمل فيفرح الصغار ويسعد الكبار.
تستمر أفراحنا
وتابع محمد عبدالوهاب قائلاً: نعم هذا هو عيد الفطر، مناسبة دينية عطرة بعمق الإيمان ونسيم المغفرة من الواحد الديان ويجب الإكثار فيه من الحمد والشكر للواحد القهار لما وهب عباده فأراد الله سبحانه وتعالى أن يتم فرحته لعباده بعيد الفطر المبارك ويجب علينا تفقد المحتاج والمسح على رؤوس الأيتام ومهما عمل العدوان السعودي سوف نستمر في أفراحنا بأعيادنا ولن تؤثر علينا فنحن صامدون وصابرون بإذن الله تعالى.
مهرجان تصافح
من جانبه الأخ/ أحمد الحاشدي، فضّل أن يسرد لنا طقوس عيد الفطر التي اعتاد ممارستها كابراً عن كابر رغم كل الظروف حيث قال: مع إشراقة يوم عيد الفطر يلبس الرجال أفضل ملابسهم ولاسيما الملابس التقليدية ويخرجون مصطحبين معهم الأطفال إلى الساحات والمساجد لأداء صلاة العيد فيما تنشغل النساء باستقبال أرحامهن من الأقارب ويفضل اليمنيون الملابس الشعبية ويمثل العيد فرصة لطي أي خلاف حيث يتحول إلى مهرجان للمصافحة فيُقبل اليمنيون على بعضهم البعض، يتصافحون ويتعانقون وينسون خلافاتهم  وتختلف طرق المصافحة من منطقة إلى أخرى لكن معظم اليمنيين يتصافحون بالأيدي وخدود الوجوه.
لكن الحاشدي توقف عند غياب بعض مظاهر عيد الفطر في ذمار، وقال: لم نعد نلحظ أي ألعاب تمارس في المحافظة خلال عيد الفطر، فقد انعدمت بفعل تطورات الحياة وأنماطها وغلاء الأسعار جراء جشع ضعفاء النفوس من التجار، لكن المواطنين لازالوا يمارسون تقاليد عيد الفطر، ورغم العدوان المستمر على بلادنا يعيشون أجواء العيد بكل بساطة ومن دون تكلف أو مباهاة، وقد يضطر البعض إلى الجلوس في المنازل خلال أيام العيد وألا يعاود أهله وأرحامه لصعوبة ظروف الحياة المعيشية والاقتصادية لليمن عموماً جراء العدوان والحصار.
تسامح جماعي
بدوره لخص محمد لطف الحجي أجواء عيد الفطر في محافظة ذمار، قائلاً: ما إن يتنفس صبح يوم العيد إلا وقد صحا أغلب المواطنين الرجال منهم والنساء والأطفال، ليستعد كل منهم لممارسة طقوسه العيدية المعتادة حيث تقوم النساء بإعداد وتقديم الكعك وجعالة العيد لأفراد الأسرة ولمن يأتي إليهن معايداً من أقاربهن، أما الرجال والشباب والأطفال فيذهبون جميعاً لأداء صلاة العيد في ما يسمى المصلى ويكون المصلى في الغالب أحد الأماكن المفتوحة الواسعة أو في الجامع وبعدها يتوجه كل منهم ليصل أرحامه ومعايدة بقية أقاربه وأهله، ثم يعود البعض منهم إلى منازلهم فيما يتجه الأطفال لممارسة طقوسهم الخاصة التي تتوزع بين اللهو واللعب واقتناء وشراء حلويات وجعالة العيد من أقاربهم كما يذهب الأطفال لتبادل الزيارات العائلية التي يتخللها تقديم عسب العيد لهم من قبل الأقرباء المضيفين أو المستقبلين للمعايدين.
الحجي أشار إلى تعقيدات فرضها العدوان لكنه أكد تغلب اليمنيين عليها قائلاً: على الرغم من تعقيدات الحياة وصعوبة المعيشة جراء العدوان الظالم إلا أن اليمنيين أصروا على أخذ نصيبهم من الابتسامة في العيد حيث تشكل هذه المناسبة فرصة لأخذ إجازة من الهموم وصعوبات الحياة كما يْحسب للعيد إحياؤه للكثير من العادات والتقاليد التي توشك على الاندثار والتلاشي بفعل “هوس الحداثة” وتقليد الآخر وتتجلى في هذه المناسبة عادة صلة الأرحام وزيارة المرضى ومعاودة الأهل والأقارب والجيران، ويستمر تبادل الزيارات صباحاً وعصراً، وأينما ذهبت أو وجّهت وجهك ستجد واقع الحال يقول: لا مكان للخلاف في العيد، إذ يتفق الجميع على السمو فوق الجراح  حيث صفاء النفس ولا غير صفاء النفس والروح.
كرنفال اجتماعي
ـ كذلك تحدث الاخ / أكرم المليكي قائلاً: عيد الفطر المبارك مناسبة دينية ومجتمعية عظيمة ولها طابع خاص بالنسبة لي، في صباح يوم العيد نذهب إلى المصلى لأداء صلاة العيد ثم بعد ذلك نبدأ التهاني والتبريكات وبعد ذلك نذهب إلى الأرحام لزيارتهن وأكل الحلويات والكعك والبعض الآخر يذهب الآباء مع الأبناء إلى الحديقة .. وهناك عادات قد انحسرت بفعل ظروف المعيشة، وهناك أمور استحدثت مثل حرق الأطفال لإطارات السيارات.
المليكي شدد على أهمية تدبر معاني العيد وتابع: العيد محطة يقف عندها المؤمن فيؤدي ما أوجبه الله تعالى عليه من دون إفراط أو تفريط فيسعد ويفرح في حدود الواجب ولا يتجاوز حدود شرع الله، العيد هو يوم فرحة وسرور، لذا حرص الإسلام على أن يُمسح البؤس من الفقراء في يوم فرحة المسلمين ليكون السرور عاماً شاملاً ففيه يتجملون ويلبسون ويتبادلون التهاني والتبريكات ويدعون ربهم أن يعيد عليهم من بركاته وأن يعود عليهم أعواماً بعد أعوام وهم في غاية النصر والتمكين والهناء والعيش الرغيد والحياة السعيدة وفيه يعودون المرضى ويصلون الأرحام ويجتمع الأقارب ويتلاقون بعد طول الغيبة.
نسمات وصال
من جانبه قال محمد الدعيس: عيد الفطر المبارك جاء ناشراً فينا الإخاء نازعاً أشجار الحقد فقد شرعت الأعياد في الإسلام لحكمة سامية ومقاصد عالية، فالعيد فرصة للفرح ولتقوية الروابط الاجتماعية ولتجديد قيمة التواصي بالحق والتواصي بالمرحمة وقد منحنا المولى تبارك وتعالى لحظات من العمر نسعد بها ونرتشف نسمات الوصال بين الأحباب والأصحاب ونتبرك بساعات العبادة والقربة التي نقدمها في هذه المشاعر لله سبحانه وتعالى والتي نأمل ونرجو من الله أن يتقبلها ويغمر قلوبنا بالإيمان والسعادة.

قد يعجبك ايضا