أطفال اليمن يضعون الأمم المتحدة ومنظمات دولية في مأزق

إبراهيم الوادعي
استبق الأطفال اليمنيون لقاء الأمين العام بان كي مون  وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأربعاء الماضي في نيويورك باحتشاد ضخم في العاصمة صنعاء, تتويجا للأسبوعين من الاحتجاجات المتواصلة أمام مبنى الأمم المتحدة شهدت تبرع الأطفال بمصروفهم الدراسي, أموالا طاهرة وشريفة وغير مشروطة ربما الوحيدة تكاد تتلقاها الأمم المتحدة لتحافظ على ما تبقى لها من قيم بحفظ حقوق الضحية وقول الحقيقة لأغير .
لقاء بن سلمان ,كي مون, لم يسفر إلا عن مزيد من السقوط للأمم المتحدة التي ومنذ 26 مارس 2015م سقطت الكثير من أوراق التوت عنها , وتحولت إلى منظمة يجري استدعاؤها لرسم الشرعية للظالم على ضحاياه في العديد من دول العالم ,وخرج بان كي مون بعد اللقاء ليعبر عن أمله بأن يجد التقدم في مجال حماية حقوق الطفل قبيل تقديم التقرير في أغسطس المقبل , ولا ندري عن أي تقدم يأمل كي مون, أو ما نوع الحماية التي يؤمل تقديمها من قبل السعودية التي تواصل إلقاء الآلاف من الصواريخ والقنابل المحرمة والتقليدية الذكية والغبية على رؤوس المدنيين اليمنيين.
ولعل في ما حدث من قصف على رؤوس المدنيين وارتكاب مجزرة بشعة في القبيطة بلحج ذهب بضحيتها عشرات النساء والأطفال , مؤشرا للتقدم الذي يمكن أن تحرزه السعودية وفق منظور بان كي مون في حماية الأطفال والمدنيين اليمنيين .
الصورة الناصعة التي يرسمها الأطفال اليمنيون وهم يحتشدون أمام مبنى الأمم المتحدة بصنعاء منذ ارتكاب الأمم المتحدة خطيئتها الكبرى , وتبرعهم بمصروفهم الدراسي لصالح دعم بقاء الأمم المتحدة على مبادئها , احتجاج فريد من نوعه ,وهو اشد وجعا على بان كي مون ومدعي الحرية في العالم ,من عشرات بيانات التنديد التي طالت المنظمة الأممية من العيد من المنظمات الدولية على خلفية موقفها برفع حلف السعودية من القائمة السوداء لقاتلي الأطفال في اليمن , بالرغم من توثيق تلك الجرائم .
وعلى مدى أسبوعين أرسل الأطفال اليمنيون رسالة إلى بان كي مون مفادها بأن الأطفال الذين تقتلهم صواريخ التحالف العدواني وتدمر مدارسهم ,وتقعدهم بالإصابة عن ممارسة حياتهم الطفولية الجميلة , هم ضحايا حرب شرعنت لها الأمم المتحدة باتفاق القوى المهيمنة في مجلس الأمن وعدد من هيئات المنظمة الأممية الساكتة والمتوارية منذ بدء العدوان, وفيها :
بان كي مون :  دموعك التي تحدثت عنها في مؤتمرك الصحفي عقب رفع اسم السعودية وتحالفها المشين من قائمة قاتلي الأطفال وأنت تقر بخلاف ذلك, كنت لتوفرها لنفسك , وتحفظ للأمم المتحدة قيمها من السقوط أمام المال المدنس الذي تلقيته وأنت تعلم أن آلاف الأطفال في اليمن سيسقطون بين قتيل وجريح بذلك المال الذي يمثل في حقيقته شراء للأمم المتحدة , وكنت أنت البائع بخسارة.
بان كي مون : سنقول لك ما قال نبي الله لوط لقومه وهم يرومون الإساءة لضيوفه ملائكة الله ” هؤلاء بناتي هن اطهر لكم , ونحن ملائكة الأرض وبراءتها نقول لك : هذا مصروفنا اليوم ,هو ضئيل نعم, خذه فهو اشرف واطهر لك.
ويمكن التأكيد انه وحين ستحين الظروف الملائمة لإصلاح أو تغيير هذه المنظومة الأممية لتحريرها من سطوة الدول الكبرى , سيشار إلى احتجاجات الأطفال اليمنيين في صنعاء على أنها واحدة من الصور المساهمة  في صنع رأي عالمي ضاغط باتجاه اصلاح منظومة الامم المتحدة , كما هي الحرب على اليمن والحصار غير المسبوق على شعب بأكمله ستمثل إحدى المحطات التي دقت جرس الإنذار بأهمية خلق منظومة عالمية أكثر عدلا وإنصافا للضعفاء .
طوبى يا أطفال اليمن.. لقد نجحتم في وضع الأمم المتحدة ومدعيي الحرية وحقوق الإنسان أمام مأزق أخلاقي .وبالرغم الحصار الإعلامي صدى صوتكم يهز جوانب المنظمة الأممية, وبدأ يطرق أسماع العالم.

قد يعجبك ايضا