استطلاع/ اسماء حيدر البزاز
يعيش أبناء المحافظات الساحلية خاصة أوضاعاً مأساوية وصعبة مع ليالي رمضان الدامسة جراء انقطاع التيار الكهربائي عند تلك المحافظات، الأمر أكثر سوءاً وتدهوراً وخطورة حيث حصد هذا الانقطاع أرواح عشرات الضحايا والذين يعانون أمراضاً مزمنة لم تتحمل أجسادهم الضعيفة شدة الحر وسطوته.
فاروق دبيس – رجل مسن في الخامسة والتسعين من العمر – مصاب بمرض الضغط وانسداد في صمام القلب – يعيش في مدينة الحديدة ونتيجة لحالته الصحية المتدهورة وكبر سنه والحر الشديد الذي تتميز به محافظة الحديدة في شهر رمضان لهذا العام لا يستطيع الصيام وما أن يجن عليه الليل حتى تتعاظم عليه الآلام بدءً بضيق في التنفس واختناق شديد وارتفاع الضغط عليه مما قد يفقد توازنه ويدخل في غيبوبة لساعات.
الجهات المعنية
الأمر ذاته لا يختلف عند أم جلال عثمان من مدينة عدن والتي يخرجها أبنائها للشارع ويقومون بتهويتها عن طريق مراوح يدوية فهي تعاني من ربو مزمن ونتيجة لشدة الحرارة وانطفاء الكهرباء وتلوث الهواء تزداد حالتها سوءً وتعجز عن التنفس وتدخل في حالة إغماءات متكررة.
أم جلال تقول لنا: استطيع تحمل الصيام ولكن لا استطيع تحمل انقطاع الكهرباء فهي ان جاءت تأتي لساعة أو ساعتين بالكثير ولكن ما أن يهل علينا ليل رمضان حتى تزداد حاجتنا للكهرباء من تشغيل المكيفات والتبريد والإنارة ومعادلة الجو بما يتناسب مع حالتنا الصحية، وهو ما نطرحه على الجهات المعنية بانقاذ حياتنا وحياة العديد من الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم لغياب الكهرباء شريان الحياة.
شكاوى
هذا هو حال العديد من الأسر ففي أيام رمضان فقد توفي أحد عشر شخصاً جراء الانطفاءات المتكررة ليصلوا إلى العشرات في الفترة الأخيرة لعدم قدرتهم على تحمل غياب الكهرباء وسطو الحر الذي تتضاعف معه الأوبئة والأمراض .. وهي رسائل عدة لأبناء تلك المحافظات بسرعة إيجاد الحلول على الأقل فيما تبقى من ليالي شهر رمضان واستشعار مقدار الألم والمعاناة لأبناء تلك المحافظات الذين يعيشوا الأمرين.
حيث أوضح وليد الياسري من أبناء محافظة عدن: إن الحياة في صيف هذه المحافظة الحارة جداً في ظل غياب الكهرباء مأساوي بمعنى الكلمة فالناس من شدة الحر يعانون حالة نفسية وصحية صعبة أضف إلى انتشار الأمراض والفيروسات وانعدام الهواء النقي وفساد المأكولات والمواد الغذائية ومشقة في الصوم والقيام، فالكهرباء إحدى لوازم الحياة وعندما تنقطع يختل نسق معيشة الناس في أي مجتمع، وفي الشهر الفضيل تزداد حاجة الناس لاستخدام الكهرباء للتبريد وحفظ المواد الغذائية في المنازل والمراكز التجارية، ولتكييف المنازل في المحافظات الساحلية والصحراوية وبدونها يعيش المواطنون في وضع صعب للغاية لاسيما وأننا في فصل الصيف.
تمديد الساعات
ويتفق معه عبدالله عطران – شرطي في محافظة الحديدة – مضيفاً إلى حديث الياسري ضرورة تمديد ساعات الإنارة خاصة في الليل رأفة بالمرضى والمسنين والعاجزين الذين طفح بهم الكيل فقراً ومرضاً وجوعاً ولم يعد لهم أي مقاومة.