النزيف أثناء فترة الحمل مع الشعور بآلام حادة ومغص في البطن ليس في كل الأحوال خطير له تأثير سلبي على مسار الحمل، لكن الضرورة تقتضي توجه من تشكو نزيفاً أثناء حملها إلى المرفق الصحي، فهذا أحوط وإن كان النزف يسيراً تقول الدكتورة يسرى مريط اختصاصية أمراض النساء والولادة إنه قد تنزف الحامل في فترة حملها لأسبابٍ متعددة، إلا أن هذا النزيف لا يعني دائماً أنها ستخسر طفلها.
فهناك العديد من حالاته تطرأ، ثم تتوقف تاركةً المرأة وحملها بسلام إلى النهاية- أي حتى الولادة- فلا داعي للخوف الزائد منه.
بينما الحذر مطلوب؛ فبالمقابل يمكن أن يترتب على تواصل النزيف أو شدته تهديد الحمل إذا ما تعثرت الأم الحامل أو سقطت بعنف، أو لحملها الأشياء الثقيلة وممارستها الأعمال الشاقة، كالأعمال المنزلية غير الاعتيادية أو الأعمال الحقلية بالنسبة للريفيات.
إن للنزيف – عموماً- أسباباً متعددة يمكن تقسيمها بحسب مراحل الحمل إلى قسمين: النزيف خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل:- ومن أشكاله البارزة: الإجهاض لأسباب هرمونية أو مرضية كالإصابة بجرثومة(داء القطط) أو الحمى المالطية، أو لوجود أمراض وراثية، أو لعيوب في الرحم والحمل العنقودي: وتحتاج معه الأم في الأشهر الأولى إلى إحالة للمستشفى لإجراء عملية تفريغٍ وتنظيف لمحتويات الرحم، وقد تحتاج – أيضاً- لنقل دم ولأكثر من تفريغ للرحم.
كما يُنصح بتأجيل الحمل لمدة سنتين على الأقل في حال الحمل العنقودي.
أما في الشهور المتقدمة التالية، وتحديداً بعد الشهر الثالث فعندها ستحتاج إلى متابعة من قبل طبيب متخصص أو طبيبة متخصصة للتخلص من هذا الحمل الخطر غير الطبيعي والذي قد يبلغ من الخطورة- في حالات خاصة- درجة لا يمكن معها السيطرة على النزيف؛ بما يؤدي إلى اللجوء لاستئصال الرحم.
– الحمل خارج الرحم: ولابد له من تدخل جراحي أو علاجٍ لإزالة الجنين وتجنب تمزق الأنبوب، لذلك من المهم اكتشاف هذا الحمل مبكراً حتى لا يحدث نزيفاً غزيراً يمكن أن يؤدي إلى وفاة الأم، والضرورة تقتضي إحالتها الفورية إلى المستشفى لعمل التدابير اللازمة من أجل إنقاذها، فقد تتطلب جراحةً.
o النزيف خلال الأشهر الأخيرة للحمل:- ويشمل أياً من الحالات التالية:-
– النزيف بسبب تقدم المشيمة: حدوثه وارد- أحياناً- عندما تغطي المشيمة عنق الرحم؛ وعندها يبدأ عنق الرحم بالانفتاح والاتساع استعداداً للولادة بشكلٍ يترتب عليه وقوع نزيف، الأمر الذي يتطلب خلود الحامل للراحة وتناول بعض الأدوية، بينما انفصال المشيمة عن الرحم يَلزمه- في أغلب الأحيان- ولادة قيصرية.
– النزيف المترتب على تقدم المشيمة: تصاب به الأمهات اللواتي حملن مرات متعددة أو اللواتي ولدن ولادات قيصرية أكثر من مرة، وقد يكون سببه انفصال المشيمة بشكلٍ مبكرٍ عند جدار الرحم فتمتلئ هذه المساحة بالدم.
ومن المؤكد أن أغلب الحوامل اللواتي يصبن بانفصال المشيمة هن من يعانين من ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل أو من تعرضن لإصابة عنيفة في الأشهر الأخيرة من الحمل؛ وهنا لا بد من نقل الحامل على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي التدابير اللازمة في مثل هذه الحالة.
– انفجار أو تمزق الرحم: يقترن حدوث هذا الحمل بالولادة، ووارد حدوثه في واحدة من كل (1500)ولادة. حيث يعتبر من الحالات النادرة، ينفتح فيه الرحم ويطرد الجنين إلى البطن فيقل عنه الأكسجين مما يؤدي إلى وفاته، أو يخرج الطفل إلى الخارج ويولد، لكن انفجار الرحم يصيب الأم بنزيف حاد يمكن أن يكلفاها حياتها ما لم تتخذ الإجراءات الإسعافية اللازمة في أسرع وقت لتلافي مضاعفات النزيف، مما قد يستعدي استئصال الرحم إذا لزم الأمر.
إن العوارض المترتبة على النزيف خلال أولى مراحل الحمل تترافق مع آلام ومغص حاد في البطن، ويمكن
أن يكون لون دم النزيف هنا كلونه في العادة الشهرية أو داكناً أكثر. كما بالإمكان أن يُراود المرأة شعور بآلامٍ في أسفل البطن.
• المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان
Next Post
قد يعجبك ايضا