“أبو جهل” هذا الزمان
حمدي دوبلة
في مثل هذا اليوم الـ16من شهر رمضان قبل ما يزيد عن 1400م0عام كان فرعون هذه الأمة أبو جهل في أوج الغرور والزهو والتكبر وهو يقود فرسان قريش إلى بدر حيث الرسول وأصحابه قليلي العدة والعدد سيما وإن خروجهم ما كان لقتال وإنما لإصابة قافلة أبي سفيان العائدة من الشام محملة بفوائد أموال المسلمين المهاجرين الذين اُخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.
القافلة نجت من قبضة المسلمين وجاء خبرها إلى أبي جهل لكن خيلاءه واستكباره حال بينه وبين صوت الحكمة والعقل وأصمً أذنيه عن سماع دعوات ومناشدات السلام التي أطلقها بعض عقلاء قريش الذين توسلوا إلى القائد المغرور كثيرا بأن يتلافى إشعال حرب بينهم وبين قومهم قد تستمر 40عاما على غرار حرب البسوس التي كانت لا تزال حاضرة في عقول أناس ذلك الزمان.
أبو جهل المزهو بكثرة جيشه الذي يساوي ثلاثة أضعاف أعداد المسلمين لم تغن عنه الكثرة ولا التفوق الكبير في السلاح والعتاد وقتل مع سبعين من كبار أسياد مكة وسبعين آخرين منهم تم أسرهم في معركة بدر الكبرى يوم الـ17من شهر رمضان لتخط هذه الموقعة ونتائجها المدوية تاريخا جديدا ومشرقا في مسار الدعوة الإسلامية ولا تزال إلى يومنا تقدم الكثير والكثير من العبر والدروس العظيمة لأبناء الأمة.
اليوم وبعد كل مرور كل هذا الزمن الطويل من معركة بدر التي وصفها القرآن الكريم بيوم الفرقان لا تزال الأمة متخمة بالكثير من أمثال أبي جهل بل أنهم أسوأ بكثير من جدهم النجدي “عمرو بن هشام” فهذا الأخير على الأقل ظل معتدًا بنفسه حتى اللحظات الأخيرة من حياته ولم يطلب معونة العالم من حوله ولم ينفق مدخراته على المرتزقة وتجار الحروب في مشارق الأرض ومغاربها ولم يذرف الدموع أو يستجدي أحدا أو يسعى إلى استئجار محاربين نيابة عنه كما انه لم يؤلب الدنيا ولم يجيش الجيوش ويؤسس التحالفات ويقتني احدث أسلحة الدمار الشامل لقتل المدنيين وتخريب المدن والقرى والفتك بكل شيء له صلة بحياة الإنسان.
صُرع أبو جهل وفرح عمار بن ياسر بهلاك قاتل أبيه وأمه وفرح معه المسلمون بنصر الله المؤزر في بدر لكن لازالت الأمة تعاني من جهالات وحماقات أحفاده الكُثُر الذين ما زالوا ينشرون القتل والخراب في بلاد الإسلام والمصيبة أنهم يرفعون شعار الإسلام وهم يمارسون جرائمهم ويسعون في الأرض الفساد