اسكندر المريسي
منذ العاشر من رمضان الذي صادف تاريخ ? أكتوبر عام ????م وحتى اللحظة الراهنة مرت فترة زمنية تقدر بأكثر من أربعة عقود على أول حرب شنتها مصر بالاشتراك مع سوريا في مثل هذا اليوم العاشر من رمضان برغم محدوديتها وضآلة فترتها الزمنية إلا انها هزت مسمى اليهود في منطقة الشرق الأوسط واظهرت حقيقة انهم محتلون لأرض لا يملكونها .
لأن مسمى اسرائيل ليس إلا نبي الله يقعوب عليه السلام خلافاً لذلك المسمى الكيان الصهيوني المغتصب لبلاد المقدس والذي يعتبر تهديداً للإسلام والعرب بالنظر إلى أن العقيدة الإسلامية عندما جرى استحضارها بصيحة الله اكبر في العاشر من رمضان أدت إلى هزيمة ذلك الكيان برغم ما لديه من إمكانيات متراكمة باعتباره مظلة للقوى الاستعمارية وكذلك القوى المناوئة للعرب .
وما في ادني شك بأن الزعيم الراحل محمد انور السادات رئيس جمهورية مصر الأسبق كان القائد الفعلي لتلك الحرب السريعة والخاطفة والتي استندت إلى جانب العقيدة الإسلامية بدرجة أساسية وأزالت آثار نكسة ? حزيران ????م التي اعتبرها السادات مجرد كبوة عابرة وليس سقوطاً نهائياً لأن جيش مصر بالتعاون مع جيش سوريا تمكن بالتأكيد من رد الاعتبار لمصر ومكانتها كقوة لا يستهان فيها .
وان كان ذلك الذي جرى في العاشر من رمضان قد أعاد حسابات الصهاينة وتقديراتهم بأن بقاءهم في بيت المقدس ليس إلا حالة آنية وهم يعلمون بذلك بالنظر إلى جملة معطيات فرضتها حرب العاشر من رمضان الذي تحتفل به الامتين العربية والإسلامية كأول نصر زعزع الكيان اللقيط وحرر الإرادة العربية من المخاوف التي روج لها العهد الماسوني بأن لدى الكيان الصهيوني جيشاً لا يقهر .
حيث اثبتت من ضمن تلك النتائج حرب العاشر من رمضان ان اليهود مجرد ظاهرة صوتية صنعوها بالإعلام الغربي وادواته المختلفة كما أظهرت تلك الحرب أن تحرير بيت المقدس أمر ممكن وليس مستحيلاً وما كان ذلك النصر الذي تحقق إلا نتيجة طبيعية للجهود التي بذلت خصوصاً من رجال القوات المصرية التي خططت ونفذت عملية عسكرية ارعبت الصهاينة واكدت بما لا يدع مجالاً للشك ان هناك امكانية كبيرة لتحرير الأرض والإنسان من مسمى وهم اليهود قتلة الانبياء وأعداء الله والإنسانية.
كما أن حرب العاشر من رمضان مثلت أحد أهم التحولات المهمة في مسار نضال وكفاح الامتين العربية والإسلامية حيث كانت مصر وقواتها المسلحة السباقة في احراز ذلك النصر وفي فهم المشروع الصهيوني وخطرة الاستيطاني ليس على العرب فحسب ولكن على الإنسانية جمعاء .
ولعل ما حدث للسادات بطل الحرب والسلام بكل التقديرات عندما امتدت أيادي الخيانة والغدر لتقتل ذلك الرجل الذي لم يخن ولم يغدر ولكنه قدم مبادرة سلام من منطلق القوة وليس من منطلق الاستجداء لذلك السلام ومما لا شك فيه أن ذلك العمل الذي تعرض له لم يكن بالتأكيد من الأعمال الخسيسة لليهود وفي شكل واضح أن ذلك الجرم المشهود كان قتلاً للسلام وقتلاً للاتفاقية ولخطابه في الكنيست إذا ما قيمنا ذلك بموضوعية وتجرد وبدون تعصب فإن ما حدث في السادس من أكتوبر ????م كان عدواناً من قبل اليهود على السلام كما تعاملوا مع انبيائهم ورسلهم لا يفهمون عن السلام إلا القتل .
وهو ما اكدته جملة من الوقائع والإحداث التي ظهرت فيما بعد كان أبرزها استمرارهم في قتل الشعب الفلسطيني وفي سياسة بناء المستوطنات دليلاً واضحاً على أنهم ليسوا من بني اسرائيل وليسوا يهوداً ولكنهم أحفاد القرود والخنازير جراء طغيانهم وفسادهم في الأرض وما يقومون به في فلسطين المحتلة من أعمال إجرامية توجب ليس قتلهم ولكن إنهاء تلك النبتة الشيطانية التي لا ترى في السلام إلا القتل .
وهو ما يتطلب الوعي والإدراك الواضحين لأهمية حرب العاشر من رمضان التي تأتي ذكراها في هذا الشهر الكريم لأهمية ما تحمله من معانٍ ودلالات لا تتوقف عند التاريخ الماضي فحسب ولكنها تشمل الحاضر والمستقبل معاً خصوصاً في ظل الاحتلال الصهيوني لبيت المقدس .