لا تصورالكراسي ‬الفارغة

صقر الصنيدي –
‮❊ .. ‬بعض من النواب‮ ‬يعشقون ضوء الكاميرا أكثر من حبهم للقوانين وصناعتها‮ ‬¡‮ ‬وكلما تمر عليهم عدسة‮ ‬يبتسمون حاجبين خلف ملامح الابتسام الكثير من الغضب والمشاعر‮ ‬¡‮ ‬طبعا◌ٍ‮ ‬هناك من لا‮ ‬يحب اللمعان المتواصل وإن كان موجها◌ٍ‮ ‬إليه‮ .‬
لكن الجميع سعداء بالظهور اليومي‮ ‬على الشاشة التلفزيونية وهم‮ ‬يتحدثون ويتفانون في‮ ‬الدفاع عن ناخبيهم محاولين إقناعهم بأنه لا أحد في‮ ‬الدائرة‮ ‬يستحق أن‮ ‬يجلس في‮ ‬المكان الذي‮ ‬يملأه بجدارة‮ . ‬
وإن كان البرلمان لا‮ ‬يرحب بالتصوير إلا عندما‮ ‬يقوم به المصورون المعتادون على العمل داخل القاعة منذ سنوات طوال ومأمونو الجانب الذين‮ ‬يعرفون أين عليهم أن‮ ‬يذهبوا بالكاميرا دائما◌ٍ‮ ‬لكنه‮ ‬يصدر تحذيرا‮ ‬يبعث الدهشة وهو منع تصوير الكراسي‮ ‬الفارغة فمن ساعده حظه على التصوير للأعضاء أثناء الجلسات لن‮ ‬يساعده أحد على أخذ لقطة للكراسي‮ ‬الفارغة من سكانها لأن في‮ ‬ذلك إساءة للحياة البرلمانية وللسلطة التشريعية التي‮ ‬تجعل حياة الناس أكثر سهولة‮ .‬
بالفعل هناك العديد من الأعراف التي‮ ‬تتبعها الدول في‮ ‬برلماناتها منها مثلا◌ٍ‮ ‬منع التصوير مطلقا◌ٍ‮ ‬والاكتفاء بعمل الرسامين الذين‮ ‬يحاولون تقليد الصور‮ ‬¡‮ ‬وتقوم بذلك بلدان أكثر ديمقراطية حيث لا سلطة توازي‮ ‬أو تقترب من سلطة التشريع‮ ‬¡‮ ‬وتضع بعض الدول قوانين داخلية تنظم العمل وتصبح عرفا دبلوماسيا لا‮ ‬يقبل التغيير على مر عشرات السنين كجزء من موروث‮ ‬¡‮ ‬أما السماح بتصوير الجلسات والأعضاء وكل ما‮ ‬يقولونه ومنع تصوير الكراسي‮ ‬من دون نواب فليس من العرف الدبلوماسي‮ ‬ولا من الحماية التي‮ ‬تتمتع به السلطة التشريعية فلا‮ ‬يمكن للكرسي‮ ‬أن‮ ‬يكون جزءا◌ٍ‮ ‬من صياغة القوانين والتصويت لصالحها‮ .‬

قد يعجبك ايضا