فقه المفاسد!!

عبدالله الأحمدي

أكثر من نصف قرن والجماعات الدينية تصدع رؤوسنا بالمفسدة الصغرى والمفسدة الكبرى، وأنه لا يجوز تغيير منكر أصغر بمنكر أكبر، وصرنا نحفظ تلك المقولات عن ظهر قلب، ونرددها صادقين.
يقال: إن الواقع هو المحك لصدق أي مقولة واختبار مصداقية أصحابها، الواقع يفضح الكثير من الهدرة التي يرددها من يحتالون على البسطاء. يوماً ما قبل حوالي عشرين عاماً سألت شيخاً، أو عالما كما يقولون: هل يجوز أن يحكم البلاد رجل سكران؟ فأعطاني رداً لا يختلف عما بدأت به، وزاد ما لم يحل حراماً، أو يجاهر بالكفر، الإجابة لم تقنعن يومها، وظللت أشكك بمصداقية هؤلاء الذين يسمون أنفسهم علماء.. قبل أسبوع من الآن أرسل لي زميل مقطع فيديو للشيخ الزنداني يستنكر فيه الشيخ الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تقتل الإرهابيين في الجنوب، ويضيف الشيخ: إن ما تفعله هذه الطائرات هو انتهاك للسيادة اليمنية.. طبعاً كان هذا الاستنكار قبل سنوات.. طيب يا جماعة الخير شوفوا الآن مئات الطائرات تنتهك السيادة، والشيخ الزنداني لا يسمع له صوتاً، الله المستعان يا شيخ!! أين راحت السيادة؟، وأين ذهبت الغيرة حقكم على السيادة؟؟!!.
سأعود لأذكر أصحابنا عن المفسدة الكبرى والمفسدة الصغرى، وأسألهم يفسرون لنا الآن المفاسد، فإن البقر تشابه علينا.. هذه الحرب التي تقصف أرواح اليمنيين أين صغراها، وأين كبراها؟!، وكيف نغير منكراً بمنكر؟!، يالله يا شطار الجواب مطلوب، وإلا في خيارات؟!.

قد يعجبك ايضا