السلام .. متى ذلك؟!
عصام حسين المطري
العيش الهادئ والحياة الآمنة والمستقرة مطلب إنساني جماعي تنشده جميع فئات وشرائح الشارع الشعبي والجماهيري ولا تسغني عنه قيد أنملة ذلك لأن الاستقرار والأمن دعامتان أساسيتان للتنمية وتعزيز الوجود الاقتصادي فالعبادة والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى لا تكون إلا من خلال الأمن الاقتصادي والأمن السياسي ولهذا يلمح القرآن الكريم قال تعالى: “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” فلا أجمل من الحياة الهادئة ولا أكرم ولا أعز من حياة الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي حين يصطف أبناء البلد الواحد ويتنافسون wعلى بنائه مذيبين لواعج التعصب السياسي والحزبي والمذهبي الطائفي قطعا للتشذرم والانقسام واطراحا لنظرية الخصومة والتنازع قال عز من قائل: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”.
إن الشعب اليمني البطل في مسيس الحاجة إلى الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والذي لن يتأتى إلا من خلال السلام العادل المنشود فلتكف آلة العدوان السعو أمريكي يدها عن الاعتداءات الوحشية المستفزة في جميع الجبهات التزاماً بالهدنة وانقاذا للشعب اليمني العظيم من التدهور والخسران فأربعمائة وستة وثلاثون يوماً من العدوان الغاشم كفيلة برفع الراية البيضاء من قبل جميع الأطراف المشاركة في هذه المعمعة سيما عجز التحالف من حسم المعركة لصالحه عسكرياً في جميع جبهات القتال الأمر الذي ينذر بإطالة أمد العدوان إذا ما فشلت التفاهمات ومفاوضات الكويت فالاتجاه السياسي يدفع باتجاه الحوار السياسي وأن تؤمن الأطراف السياسية بأن الحوار الهادف الوضاء هو سبيلنا إلى مساعدة اليمن على تخطي بعبع الانقسام والتشظي بلم الشمل وتجسيد حقيقة التسامح والتصالح بيننا نحن اليمانيين عن طريق الدفع بعجلة التوافق والوفاق قدماً إلى الأمام والعمل على تقبل بعضنا البعض وعدم إثارة التباينات والاختلافات السياسية والمذهبية والطائفية.
وحتى يكتب لليمن النصر المؤزر علينا أن نجسد السلام حقيقة على أرض الواقع العملي المعاش وأن لا نستخدم للمكايدة والمزايدة على بعضنا البعض كمجرد شعار سياسي ليس إلا من خلال اصطحاب العزم والنوايا الصادقة في ضرورة الخروج بحل سياسي وتغييب إمكانية الحل العسكري والتموضع في قمة مجافاة الحل العسكري الفاشل مع تقديم التنازلات العديدة لبعضنا البعض بما لا يخل بالسيادة اليمنية وبما يدفع في متجه الحلول السلمية كبديل عن العدوان والاختراب وإذكاء روح الأخوة فيما بيننا مقدمين المصلحة العليا للبلاد على ما عداها من مصالح ومنافع سياسية حزبية أو شخصية ونحاول أن نقدم شيئا يذكر للجماهير اليمنية الغفيرة بمناسبة شهر رمضان المبارك والفضيل كما يجب أن ننفذ أجندة داخلية بعيداً عن الأجندة وأنواع الضغط الخارجي.
فليبارك الله عز وجل خطى المصلحين الذين يرومون التوفيق بين المتحاورين اليمانيين على أن يتحمل السعودي وأمريكا ودول التحالف مسألة إعادة العمران والحياة إلى أرض اليمن وتعويض جميع اليمانيين الذين تضرروا من العدوان السعوأمريكي الظالم مؤكدين على أن يسود المباحثات مناخات وأجواء الألفة والأخوة فنحن أبناء بلد يمني واحد علينا أن نغلب المصلحة الوطنية العليا للبلاد وأن يكون شغلنا الشاغل هو نهوض وتقدم اليمن صوب الرفاه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وعلينا أن نشد العزم ونبقى رجالاً بما تحمله الكلمة من معنى رجال حيث نتساءل في الأخير لنزيح الضبابية المطبقة قائلين .. السلام.. متى ذلك.
إن السلام الحقيقي والعادل لن يجسد على أرض الواقع إلا متى توافرت القناعات والنوايا الصادقة والعزائم الفولاذية التي تلح بتمثل السلام أرجاء المعمورة فالحروب مضيعة للوقت والجهد والمال ففي ظل الحروب تنكمش الحياة السياسية والحياة الاقتصادية.
لقد بحت الأصوات المنادية بالسلام الحقيقي والعادل بما يتماشى وثوابتنا وقواعدنا السياسية الثابتة فعلينا يجب التنديد بالحرب والعدوان وتوعية الناس للخروج في مسيرات وتظاهرات رافضة ومستهجنة للعدوان السعو أمريكي وإلى لقاء متجدد بكم والله المستعان على ما يصفون.