ملعونون !!
إبراهيم الحكيم
آلمني كأي إنسان سوي فضلا عن أنه يمني، وهز وجداني وفطر قلبي بحق ما حدث في “الباب الكبير” بمدينة تعز، وزادت صور الضحايا من الكمد الذي ينهشنا والكبد الذي يهلكنا يوما بعد آخر باتجاه مآل البدد المراد لنا جميعنا، فالقتل يتواصل للجسد اليمني ونزيف الدم يمني والأرواح المزهقة يمنية وقد استرخصها الأعداء وارخصوها بأموالهم وأسلحتهم بعين بعض ابناء هذا الشعب، مع الأسف.
يظل ما حدث جريمة مروعة وبشعة، سواء كان مصدر قصف سوق الباب الكبير في تعز هو ما يسمى “لواء الصعاليك”، أو كان القصف يأتي في سياق صراع فصائل ما يسمى “المقاومة”، الموالية لتحالف العدوان السعودي الداعم لها علنا بالأموال والأسلحة والقصف الجوي الدائم والغطائين الإعلامي والسياسي، تبعا لتصادم مصالح دول هذا التحالف، غير الخافية على أحد.
وسواء كان هذا القصف على مدينة تعز، في “سياق المواجهات بين تلك الفصائل وقوات الجيش واللجان الشعبية”، كما يزعم البعض بلا قرينة، أو كانت غاية هذا القصف هي “تعطيل مشاورات الكويت وصرف الانظار عن حشود هذه الفصائل وقوات تحالف العدوان الغازية”، أو كانت غايته “صرف الانظار عن ادراج الأمم المتحدة للسعودية على قائمة قتلة الاطفال”؛ لا شيء يبرر مطلقا استهداف المدنيين.
أيا كان مصدر القصف وغايته، فإن الجريمة مدانة ومنفذها يجب أن يدان ليس بطريقة تحويل الجرم إلى مجرد وسيلة وأداة تسجيل نقاط سياسية، بل بقرائن تحقيقات قانونية دامغة وأدلة إدانة قاطعة، وحتى يكون ذلك ويتبين الأمر بيانا يرقى إلى اليقين بلا لبس عليه أو دس فيه؛ سيظل الثابت يقينا غضب الله سبحانه ولعنه قاتل النفس البريئة.
وبقدر ما حق غضب الله ولعنته على القتلة، كذلك حقت لعنته عز وجل على المنافقين ايضا، من يصمتون على مجازر بشعة مماثلة لمجزرة الباب الكبير في تعز واكثر فظاعة ليس في عموم اليمن بل في مدينة تعز نفسها، ويتجاهلونها كأنما لم تكن، إن لم ينبروا لتبريرها، حين تكون بصواريخ طيران تحالف العدوان المشكور منهم !!.
من هؤلاء المنافقين أيضا من يميزون بين الدماء، ويفرقون بين سفكها تبعا لأهوائهم، فيجغرفون الدماء مناطقيا ويصنفونها سياسيا ويفرزونها مذهبيا، كما يفرقون بين سافكيها، فيحابون بعضهم ويبررون لهم جرائمهم على مستوى مدينة تعز نفسها، حد التأييد والتحريض على المزيد، ويحصرون استنكارهم وشجبهم وتنديدهم وإدانتهم على وجهة واحدة، حقا وباطلا!!.
وبالمثل الكاذبين أيضا من لا يتورعون عن تبرئة ساحة المجرم ويفترون نسبة الجرم إلى سواه، لدرجة تشجع المجرم على سفك دماء الأبرياء وتحثه على الإمعان في بشاعة الجرم اقترافا وتنكيلا وتمثيلا وتوثيقا، فقط للنيل من خصمه بتجيير الجرم إليه وتأليب المجتمع عليه وتهييج الغضب منه، محليا وخارجيا، وكثيرة هي الأمثلة منذ مطلع عام 2011م وحتى اليوم !!.
لكل ما سلف وما قد أحدثه في البلاد وأتلف، أذكر القتلة والمنافقين والمفترين والكاذبين بأنهم استحقوا لعنة الله وملائكته والناس اجمعين في كل زمان ومكان، وأنهم مطرودون من رحمة الله تعالى في هذه الحياة الدنيا والحياة الاخرى .. فبئس المصير استحقوه بما كسبت أيديهم واحقاد أفئدتهم ولغو ألسنتهم وإفكها، ولبئس المستقر الذي أعده الله لهم، في قعر سقر.