عبدالسلام فارع
سبق لي أن أشرت إلى أن هنالك العديد من النجوم الأفذاذ الذين ما زالت عطاءاتهم محفورة في ذاكرة الوطن الرياضية يستحقون منا جميعاً أن نرفع لهم قبعات الاحترام ونضعهم في حدقات العيون ومعظم أولئك النجوم يمثلون لنا كل الماضي والحاضر لأنهم أسسوا رياضة يمنية لم تخذلها سوى الإمكانات وكل واحد من أولئك النجوم وهم ليسوا بكثيرين يحتاج إلى كتاب متكامل، مثل نجم هذه الإطلالة الأسبوعية النجم الاسطوري الكبير محمد بن حسين ناصر المفتي نجم وحدة صنعاء والصحة ونجم المنتخبات الوطنية وأيضاً أحد النجوم العظماء الذين لعبوا في عروس الساحل الغربي للجيل وأهلي الحديدة ونجمنا الأروع محمد المفتي, هو أيضاً بالإضافة إلى نجوميته الخالدة في ملاعبنا المستطيلة يعد واحداً من أبرز وألمع فرسان الشعر الغنائي في بلادنا ويكفي نجمنا الكبير المفتي رائعته الغنائية للمطرب الجميل يحيى العرومة:
صبرت محد حملني على جناح السلامة
ما قلب واحد وسقي أو منحني اهتمامه
أما أهم المحطات الرياضية في حياة نجمنا الكبير محمد المفتي والتي لم تتم الإشارة إليها سابقاً نظراً لمحدودية هذه المساحة فقد تمثلت بمشاركته الفاعلة في بطولة الجيوش العربية التي شارك فيها ألمع نجوم الكرة, حيث تمكن أبطال المنتخب آنذاك وفي مطلع السبعينيات من تحقيق انتصار تاريخي كبير على نظيره العراقي بهدفين نظيفين أحرزهما نجما المنتخب على الورقي ومحمد بشير لتذهب البطولة بعد ذلك الفوز اليماني للمنتخب السوري وعقب ذلك الفوز حملت الجماهير السورية نجوم اليمن على الأعناق ورافقت حافلتهم إلى مقر الإقامة وفي اليوم التالي كتبت الصحافة السورية (اليمن تحقق معجزة المعجزات).
أما الرئيس الراحل حافظ الأسد فقد استضاف المنتخب اليمني على حسابه لثلاثة أيام وقد كان أبرز نجوم تلك البطولة عمو بابا من العراق وعبدالستار وأمين زكي من السودان وجواد محسن ومحمد مقبل من اليمن وجوزيف سند سنان من سوريا.
أما بالنسبة لأفضل النجوم الذين رافقوا المفتي في مسيرته الحافلة فهم على سبيل المثال لا الحصر سعيد محمد ناجي ـ علي جمال عبدالعزيز القاضي ـ محمد حسين مقبل ـ صالح الوسع ـ محمد السراجي ـ عبدالرحمن اسحاق ـ جميل وفاروق عبده قائد ـ سعيد سيف ـ عبدالله الروضي ـ نصر الجرادي ـ أحمد شقحان ـ أحمد الرداعي ـ البناء ـ محمد بشير ـ أبوبكر عوض وهو لاعب سابق في الأحرار ـ يحيى النصيري ـ محسن صالح ـ يوسف صبري ـ محمد شرف ـ السيد علي ـ كابتن الأول الراحل علي الحمامي رحمه الله ـ الدفعة حسين عامر ـ يحيى النصيري.
وكانت البدايات الأولى لنجمنا الأسبق الرائع محمد المفتي في ستينيات القرن المنصرم أما أجمل مبارياته فكانت أمام شعب صنعاء حيث أحرز المفتي هدف الفوز الذي منح الوحدة بطولة الدوري ومحمد المفتي الذي اختار هو وزملاؤه في حارة البونية أسماً لفريقهم هو نبيل الوقاد أحد الشهداء الأبطال للثورة السبتمبرية (مصري الجنسية) لمع نجمه بسرعة البرق كأفضل ظهير على مستوى الأندية التي مثلها.. الوحدة ـ الصحة ـ الجيل ـ أهلي الحديدة والمنتخب الوطني إلى أن صار أسمه كأغنية جميلة ترددها كل الألسن والشفاه ومن ضمن أهم المباريات التي خاضها المفتي الذي كان متيماً بالتسديدات القوية للمهاجم الراحل في أهلي تعز عبدالله العسولي وبزميله جميل قاسم محمد الشرجبي والذي وصفه المفتي باللاعب الكبير كانت تلك المباراة التي جمعت فريقه السابق أهلي الحديدة أمام الساحلي 2/ صفر.
والمفتي الذي دخل عشه الزوجي الجديد أمس الأحد لم تكن نجوميته بحضوره في الجانب الرياضي فقط, بل هو أحد أبرز ضباط الشرطة في سبعينيات وتسعينيات القرن المنصرم, إضافة إلى كونه أحد فرسان الشعر الغنائي ولأبي العزوز قصص فريدة جديرة بأن تروى سنتطرق لها في محطات قادمة إن شاء الله .