“أمريكا الخير ، إمارات الخير”

نبض

 طه زبارة

سيناريو التفجيرات والعبوات الناسفة يعود للواجهة، وكأن قوى العدوان تعيد استهلاك أوراقها المنتهية!.
الجدير بالذكر أن فقاعة القاعدة وداعش وما يفرز منهما من تفخيخات واغتيالات وتفجيرات بات الجميع يعرف أن أمريكا هي من تقف وراء كل هذا، ولكن إقنع لك شرعية تستمد شرعيتها من “مسيو السفير الأمريكي”!!.
ما حدث في عدن من تفجير وسط إحدى المعسكرات هو بمثابة تعزيز وفرض واقع أن وجود قوات أمريكية في الجنوب ليس للاحتلال والعياذ بالله، وإنما من أجل القضاء على هذا الإرهاب، في عملية خلق ذريعة سخيفة تم استخدامها في أفغانستان والعراق، والآن يتم استخدامها في اليمن، بنفس الأسلوب، ونفس التبرير، وذلك لتثبيت نفوذ الأمريكيين لا غير.
أسامة بن لادن أنموذج حي لتبرير وجود حمامة السلام الأمريكي من خلال خلق هالة إعلامية حوله وبعدها يتدخل الأمريكي لغزو البلدان بحجة مكافحة الإرهاب.
الزرقاوي أنموذج حي لتبرير وجود المغوار الأمريكي في العراق، وأنه المنقذ وليس المحتل الغازي.
هادي والمخلافي وأبو العباس وقاسم الريمي وغيرهم أنموذج حي لتبرير وجود الاحتلال الأمريكي في الجنوب، وما يحدث من تفجيرات وما سيحدث ما هو إلا مجموعة من العوامل التي تساعد على تثبيت جذور هذا المحتل، وأنه فعلاً لم يأت إلا لمكافحة هؤلاء أو لنصرتهم، المهم أنه لم يأت للإحتلال في خلق أبشع عملية تزوير للعقول والأذهان والتاريخ.
الأغلبية من أبناء المحافظات الجنوبية يدركون ذلك، ولكن سكاكين داعش التي تقطن على أعناقهم وأعناق أسرهم تمنعهم من الحديث أو الخوض في هذا المجال، يدركون أنهم أصبحوا مطية للغزاة؛ بسبب “امارات الخير” التي أهدتهم ثلاجة موتى ليملأوها بجثث أبنائهم وإخوانهم، وأقنعتهم أن استقلال الجنوب لا يأتي إلا بالتضحية وقتال اليمنيين، ونصرة السنغاليين، وفي الأخير ينصدمون بأن الاستقلال لم يكن إلا “لإمارات الخير” “وأمريكا الخير” بحيث أصبح القرار السياسي الجنوبي هو قرار إماراتي، والأرض أرض أمريكية إماراتية، والمحافظ محافظ إماراتي، ومدير الأمن إماراتي، صحيح أن الاسم جنوبي، لكن الأفعال خالصة لوجه الإماراتي!.
نحن نخوض معركة  “وعي”؛ وسبب ما يحدث في اليمن هو عدم وجود وعي كافِ، لدينا تجارب سابقة لشعوب عربية وإسلامية تعرضت للغزو والاحتلال وما هي الذرائع التي استخدمها الغزاة، فيجب علينا فضح هذه الذرائع، وأن يتسلح المواطن بالوعي؛ لأن ما حدث ويحدث خصوصاً في الجنوب هو بسبب غياب الوعي، واعتبار الكولومبي والإماراتي محررين لا غزاة!.

قد يعجبك ايضا