جنرال عجوز وآخر الأمنيات
عبدالله الأحمدي
نظر إلى وجهه في المرآة، اشمأز من المنظر، حتى عظامه أصبحت واهنة لا تقوى على حمل ذلك الجسد المثقل بجرايم الحروب. مازال عاجزا عن ربط الكرافتة، صرف أكثر من ساعة من الوقت وهو يربط هذه المسماة كرافتة. ماذا لو استعان بأحد مساعديه؟ لا، سيقولون أنه قبيلي ومتخلف لا يجيد حتى ربط الزفت الذي يسمونه كرافتة. كان العجوز مبتهجا بقرار الدنبوع الذي رفعه إلى نايب للرئيس، قال في نفسه ماذا ينفع هذا، وكلنا هاربون في فندق الرحاب؟ لكن مابش حاجة، ستزيد الزلط،. من الآن لن أعتمد على المثقوفين والسياسيين، هذه مصايبهم، اعتمادي سيكون من الآن ولاحقاً على القاعدة، هؤلاء لن ينسوا فضلي عليهم؛ لقد دربتهم وسلحتهم وأجريت لهم المعاشات.. هذا الدنبوع كم هو وضيع كل مرة يورطني بيمين، يشتيني أفجر بالقوة، هذه المرة العشرون وأنا أحلف قدامه على سلامة الوطن وأراضيه والنظام الجمهوري. والله ما عد به لا وطن ولا نظام جمهوري، وان احنا نحلف فجر. والأوغاد يضحكون علينا. المشكلة هي هناك عند أهل الجنوب وتعز هؤلاء ما نسوا أفعالي كيف عد أقع رئيس عليهم. والله لا أنا ولا الدنبوع عنقع رؤساء هي لعبة، واحنا أدوات فيها. هذا هو الحق. والله أنا أرثي لرفيق الطفولة أبو أحمد، أو على قولي عفاش، لكن لابد ما يقع خير، أنا والله ما سخيت عليه، وأنا متواصل معه، ولابد ما نرجع حبايب كما كنا ما يلعبش علينا الدنبوع الوضيع اللي آويناه وكان هارب. أمس والله أنني كنت على تواصل مع الولد أحمد وقلت له يراجع ابوه، ونرجع حبايب، هم عيال الأحمر اللي افتنوا بيننا، وذلحين ساروا تركيا عند أهلهم، هم أصلاً من هاناك. يا أحمد قل لبوك يعوذب إبليس، عيشلوا اللغالغة السلطة كلها، وعنرجع عسكر عندهم، اعقلوا، وقل للأنصار، احنا خبرة، كلنا مسربلين، والإخوان لا ألحقهم الله خير هم اللي فتنوا بيننا وقالوا نضم، ونترك السربلة. من الآن علبنا نبدأ صفحة جديدة، يا ولد أحمد أنا رئيس وأنت نائب، والسيد هو حقنا جمعة، والله وأنا من أول يوم وأنا محارب في صف الإمام، وما جمهرنا إلا غصب لما قطعت المملكة الزلط، ومش هي داري اننا في الخدمة من ذاك اليوم. قتلنا الشيوعيين في المناطق الوسطى، ودفنا الناصريين أحياء في انقلاب اكتوبر، يا ساتر لو يكشفوا المقابر الجماعية عيفضحونا، كما هؤلاء الناصريين والاشتراكيين مبوسرين، عيدردحوا بنا عند العالم. الله يلعن الكرافتة ومن قال نلبسها، قد احنا على العسوب كان أفضل من هذا الرباط.