دفعه حبه وعشقه للكتابة والبحث إلى أن يترك تخصصه ووظيفته الرسمية، ويسلم وجدانه لروعة وبهاء وضوء الكتابة، ويرحل في آفاقها وأجوائها، محلقاً، ومدوناً ومتأملاً وباحثاً وعاشقاً، ينهل من ينابيع الكلمة، ويعزف على أوتار دهشتها أشواق حروفه المترعة بحب التراث والتاريخ والإبداع، إنه الأستاذ والأديب والباحث يحيى محمد جحاف الذي أصدر العديد من المؤلفات والإصدارات الثقافية والدراسات المهتمة بالتراث والتاريخ اليمني.
ومع هذا المبدع والأديب المثخن بعشق المعرفة والكتابة كان لنا معه اللقاء التالي:
• بداية من هو يحيى جحاف؟
– مواطن يمني مهووس بحب الاطلاع والكتابة والغوص في عالم البحث العلمي مواليد1962م مديرية وشحة محافظة حجة..
• من يقرأ سيرتك الذاتية يجد ابتعادك عن تخصصك المهني..؟
– لم أبتعد كلياً عن تخصصي لكن سوف أبوح لك بالسر من وراء ذلك فأنا من الأشخاص الذين آلوا على أنفسهم خوض التجربة في أي شيء يستهويه فإن نجح فذاك خيراً كثيراً، وإذا أخفق فالحياة في الأساس تجربة ولن يتغير في الأمر شيء، وهذا هو سر تنوع نتاجي الفكري..
الهروب إلى الكتابة
• ما سر تحولك إلى الجانب الثقافي.؟
– لقد سئلت مثل هكذا سؤال من أشخاص كثر وفي مناسبات مختلفة، فكانت الإجابة على هذا السؤال لم تتغير مختصراً ذلك وبعبارة قصيرة “هروب من الواقع” ونسيان الكثير من الهموم والمنغصات وما أكثرها في حياتنا اليوم. كما لا أخفيك أني وجدت في ذلك الهروب ضالتي وما ينقصني فكان الهروب إلى هذا الجانب هو المتعة الحقيقية التي تنسيني الكثير من الأشياء وتنقلني إلى عوالم أخرى مختلفة يستوقفني فيها الكثير من القضايا التأمل والتفكير ويشدني إليها بصورة دائمة حتى أصبحت جزءاً من حياتي اليومية باستمرار ولا أقوى على الابتعاد عنها..
• لك عدد من الإصدارات..كلها تدور حول ثلاثية الإنسان المكان، الزمان، بحجة … لماذا حجة بالذات؟
– نعم لي إصدارات مختلفة وفي جوانب مختلفة لكني لا أنكر أنني أوليت حجة اهتماماً خاصاً لعدة أسباب موضوعية منها:-
أولا:- حجة محافظة تزخر بالأحداث التي شهدتها اليمن؛ التاريخية، والثقافية، والأدبية، والأثرية، والمعمارية، والسياحية، فكان لهذه العوامل الأثر الأكبر في بلورة الثقافة الاجتماعية لإنسانها. ومن هذا المحيط استمدت مقوماتها لتنطلق بعد ذلك إلى خارجها، لترسم خصوصيتها، وهويتها الحضارية والتاريخية. ومع كل هذا الإرث الإنساني والتاريخي لم تحظ بالتدوين والبحث, وهذا ما يؤخذ أولاً على أبنائها قبل غيرهم، في إثراء هذا التاريخ الفكري الكبير..!؟
ثانياً:- هناك أعلام بارزون تخرجوا منها ، تركوا بصمات ثقافية شاهدة على دور هذه المحافظة في إثراء الثقافة الإسلامية في شتى المجالات الفكرية، والأدبية، والدينية، كما ظل الجزء الأكبر من مدنها وقراها وحصونها وهجرها مشاعل التنوير للثقافة والتعايش والتسامح الديني مجسدين كل ذلك في أرقى صوره الجميلة.
فازدهرت ثقافياً.. حتى وصل أوج ازدهاره في العصر الحديث.. الأمر الذي جعل لهذه المحافظة مكانة ثقافية متميزة.
موروث غزير
• الأدب الشعبي في حجة.. هل تعتقد أنه يمتاز بخصوصيات بعينها؟
– لاشك أن المحافظة تحتوي على موروث غزير، متنوع، بل ومتميز وهذا التميز نابع من خصوصية التضاريس والطبيعة الجغرافية المتنوعة التي جمعت بين (الجبل والسهل، والساحل)، فكان لها الأثر الكبير في هذه الخصوصية، دون الكثير من المحافظات اليمنية الأخرى. هذا التميز, لاشك ضارب جذوره في أعماق التاريخ.. وهو يشكل امتداداً طبيعياً لتراث اليمن العريق. لذلك أحببت جاداً أن أقدم ولو جزءاً بسيطاً من هذا الموروث الثقافي, الذي يعتبر تجسيداً جليًا لحياة الناس اليومية، مع إدراكي جيداً منذٌ الوهلة الأولى, بأنني لم أتمكن من كل ألوان هذا التراث الذي تزخر به (المحافظة) كونه متعدد. ويحتاج إلى جهد مؤسسات وليس جهد أشخاص..
• في كتابك “حجة معالم وأعلام”حاولت التأصيل للمكان وللإنسان، والسؤال أين إنسان حجة؟ وأين أعلامها؟
– ظلت حجة تعاني الأمرين نتيجة الإهمال المتعمد نتيجة مواقفها السياسية وحضورها الترجيحي في أي معادلة تغييرية فبقيت تدفع ثمن ذلك حتى اللحظة بينما تصدروا المشهد من لم يقدموا شيئاً وكتبوا لهم تاريخ ومواقف.. ونتيجة لذلك انعكست هذه على العوامل على الواقع المعيشي والاجتماعي والسياسي والإداري والتعليمي والصحي المتردي، كما ارتفع معدل الفقر فيها والبطالة والأمية بالإضافة إلى الكثافة السكانية، والنمو المتصاعد، وغياب المشاريع الإستراتيجية مع توفر كل العوامل المساعدة لقيامها، من مناخ وتضاريس، وموارد طبيعية وسياحية، كل هذا التنوع لم يشفع لها، بل جعلها تعيش وضعاً مأساوياً في كل مناحي الحياة!.والذي يتطلب مستقبلاً البحث العلمي من قبل المتخصصين لسد هذه الفجوات..
غياب وتهميش
• في اعتقادك لماذا هذا التغييب لحجة وأعلامها؟
– لقد غيب المكان كما غيب الإنسان بما فيهم الرموز والأعلام من أبنائها وهذا في اعتقادي نتيجة لحال الوصاية والإلحاق المفروض عليها ناهيك عن التهميش المتعمد الذي طال الأرض والإنسان دون استثناء، لاعتبارات سياسية عاشتها البلد، فجعلوا من المكان حديقة خلفية لتلك القوى المتنفذة، حتى وصل بهم الحال إلى تمثيلهم والحديث نيابة عنهم في كل شيء!، العوامل السياسية بسبب الوصاية إذ حسبت ضمن مناطق النفوذ فارتبطت مصالحها بفلان من الناس أو بآخر فكانت ضمن التوجه الذي يراه دون منازع حسم الأمر برغم ما أنجبته هذه المحافظة من كبار المبدعين والمثقفين الذين أثروا الساحة الوطنية الثقافية بإبداعاتهم الخلاقة في مختلف الفنون والآداب الإبداعية، فكل قرية وعزلة أنجبت مبدعاً وعلامة وكاتباً وشاعراً وصحفياً وفناناً.. وكل حجر معه حكاية خطّ عليه بأنامل إبداعه الخالد، ومنا لقد مرت المحافظة بفترة تحولات ثقافية وعلمية وأدبية، هذا التراكم المعرفي صاغ وجدان الجموع على قدر معطيات الواقع السائد عند أنماط المجتمع المتعاقبة.
إنها صفحات مشرقة لوجوه رحلت عنا وطوى أعمالهم النسيان المتعمَّد، ووجوه صاعدة تشق طريقها بقوة في جوانب مختلفة من الإبداع بإمكانات فردية وجماعية متواضعة.
• الملاحظ أن الحس الثقافي بأهمية المعالم بحجة-غائب لماذا مثل ذلك الغياب..خاصة ونحن ندرك أن كثيراً من المعالم التاريخية بحجة أخذتها مشاريع التنمية دون إدراك أهميتها.؟
– نعم الحس بأهمية هذه المعالم غائب نتيجة أولا عدم الوعي لدى المواطن وأيضا غياب دور الجهات ذات العلاقة في الحماية والتعريف بأهمية هذه الآثار والمعالم التاريخية والدليل قيام بعض العابثين من تلك القطعان البشرية الحاقدة بهدم الكثير من المعالم أو السطو عليها وفي أكثر من مكان ولم تحرك السلطة أمام تلك الأعمال ساكناً بل لزموا الصمت كعادتهم بينما العدوان قضى على ما تبقى من تلك المعالم ..
وظاهرة الهدم والطمس بدأ نشاطه الممنهج منذ مطلع الثمانينيات ضد كل ما يتعلق بالحضارة الإنسانية سوا كانت آثار ما قبل التاريخ آو الآثار القديمة ،أو الآثار الإسلامية من خلال إقناع البسطاء من الناس بالتوسعة والتجديد وإقامة ماهر جديد على أنقاض الأثر القديم الذي يتجاوز عمره التاريخي مئات السنيين وشاهد على فترة مختلفة من تاريخ اليمن..فأصبحت مثل هذه الأعمال ظاهرة مألوفة جميعها قيدت ضد مجهول..
ثانياً:- هذه الحالة الثقافية لم تقتصر على فترة من الفترات التاريخية، بل نجد إنسانها القديم قد ترك لنا ثقافته، وهويته من خلال التدوين التاريخي على الصخور.. الأمر الذي يعني الشيء الكثير المُعبر عن مستوى الحالة الثقافية التي وصل إليها، ولم يكتشف من تلك المخلفات الثقافية الإنسانية القديمة إلا اليسير. .
خصوصية المكان
• كتاب الأدب الشعبي بحجة”ما الذي حاولت أن تقول في هذا الكتاب؟
– لقد قلت إن الأدب الشعبي في هذه المحافظة ليس المقصودُ منه الدعوة إلى تكريس اللهجة العامية التي هي مصدر هذا العمل أو رفع شأنها، ولكن خصوصية المكان، وتعدد اللهجات هي التي فرضت نفسها على التباين في اللهجة إلى الحد الذي تكاد كل منطقة تنفرد بذاتها لهجةَ وعادات و… الخ كما وجهت الدعوة إلى المهتمين البحث والجمع في هذا الجانب المهم الذي يحتاج إلى تضافر كل الجهود كون المجتمع يشهد حاليا الكثير من التحولات الاجتماعية والثقافية التي أخذت تؤثر على الوسائل والمؤسسات التقليدية التي كانت تؤطر عملية النقل من جيل إلى آخر، والتي يمكن أن تؤدي إلى مكونات الذاكرة على هذا الصعيد، وبالنسبة إلى مكوناتها على أصعدة أخرى إلى فقدان هذا الإرث الثقافي والتاريخي، وهذا ما لمسناه من خلال النزول الميداني والالتقاء بالكثير من الناس الذين صاروا لا يتذكرون إلا القليل منه نتيجة الطغيان المدمر الذي حل على هذا الموروث الثقافي. إلى حفظ هذا التراث ومقاومة من يريد أن يسلبنا هذه الخصوصية، سواء كان ذلك بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، وجميعنا مع الأسف يدرك أن ما نتج عنه نوع من الحفاظ على الكثير من العادات والتقاليد وعدم التفريط في القيم، مما فكان له أثر كبير على المحافظة على هذا التراث، وبسبب هذه العوامل كانت النتيجة الحفاظ عليه من التغيير والتبديل الذي عادةَ ما يكون بسبب الاختلاط والانفتاح على الآخرين دون إدراك لما يعنيه هذا الأدب وخصوصيته مع نكراننا على من يقول: بأن الثراء الحاصل في المنطقة من أدب شعبي وتراث سببه الرئيسي العزلة الداخلية والتي أدت بدورها إلى تعدد اللهجات المحلية، والنظام القبلي السائد أمر مبالغ فيه بعض الشيء؛ كوننا نجد أن التراث والأدب الشعبي جاء من عمق تاريخي وثقافي تراكمي، خصوصاً في المناطق الجبلية؛ كونه حالة واحدة وإن اختلفت الألفاظ، لكن طريقة الأداء واحدة، إذا لم يكونا وجهين لحالة واحدة. وهذا يعود في تقديري إلى انتماء الناس في هذه المناطق الجبلية لجانب فكري معين، بينما في المناطق الساحلية يختلف عن الأول، فبيئة هذه المنطقة لها خصائصها المادية والمعنوية التي تنفرد بها عن بقية المناطق الأخرى، لذلك نجد أن لكل بيئة مزاياها وخصائصها. وسرعان ما ينتقل الباحث من لهجة إلى أخرى مختلفة، ومن ألفاظ إلى غيرها، ومن مدلولات إلى خلافها، ومن تعابير وتراكيب لغوية إلى غريب عنها بناءً ونطقا ومعنى، وقد تكون المسافة متقاربة ولم يكتفيا بذلك، بل نجد بعض الظواهر اللغوية المميزة خصوصا في اللهجة العامية التي هي أساس هذا الموضوع، ومن أهم هذه الظواهر: الإبدال للحروف مكان أخرى، وحذفها من بعضها كذلك أو إقحام بعض الحروف على بعض الكلمات برغم بعدها عن أصلها..
وأخيراً لا يسعني إلا أن أقدم اعتذاري عن التقصير غير المتعمد، منوُهاً بأننا لم نتمكن من جمع تراث حجة في هذا الكتاب ولكن نستطيع القول: إننا قد حاولنا جمع جزء بسيط من هذا الموروث النادر تاركين الباب مفتوحاً لكل من يرغب من المهتمين والباحثين من أبناء الوطن عامة وأبناء محافظة حجة خاصة.
تراث إنساني
• في كتابك العادات والتقاليد في حجة هل كان ضرورة؟
– العادات والتقاليد تراث إنساني، فيه عبرة ودروس للبشـرية مهما تباعدت المسافات والجغرافيا.. وكلما تنوع هذا الإرث الثقافي والحضاري لهذا الشعب أو ذاك كان دليلاً على أصالة تلك الأمة وعراقتها التاريخية، ولا تقاس عظمة الشعوب إلا من خلال ما تخلفه لأجيالها من تراث حضاري وموروث إنساني.
ولا نبالغ في القول: إن اليمن يعد من أعظم شعوب الأرض حضارة، وأغناها ثقافة إنسانية، والمتأمل لزخم وتنوع الثقافة الشعبية في اليمن في مختلف ملامح الحياة سيدرك أي عظمة مثلها هذا الإنسان على امتداد عصور التاريخ على هذه الأرض التي لا تزال شاهدة على جمال هذا الإنسان، وما كان يمتلكه من قدرات إبداعية وأحاسيس فنية لا تعبر إلا عن بهاء الروح اليمنية، ومدى عشقها لمفردات الحب والجمال مع إدراكنا أن لكل بلد خصوصيته المميزة له عن الآخر, هذا التميز قد نجده أحياناً يختلف من منطقة إلى أخرى، إلا أن المضمون يبقى واحداً؛ كونه يقوم على اللهجة العامية التي تتحكم في حياة الناس نتيجة جملة من الروابط العامة والخاصة التي تفرضها مقتضيات الزمن.
ثراء وخصوصية
• هل مثل هذا التدوين تراه جزءاً من الحفاظ على هذا الإرث التاريخي؟
– لا شك في ذلك خصوصاً وهناك فرض في كثير من الأحيان مفردات دخيلة على اللهجات تأثرت بها كل الأقطار العربية ومنها اليمن التي رزحت طويلاً تحت الاحتلال العثماني لمدة تزيد على أربعة قرون فكان لها أثرها خصوصاً المفردات التركية وهي حالة معروفة، وبرغم رحيله الذي فات عليه ما يقارب القرن إلا أن هذه المفردات لا زالت حاضرة، غير أننا نستطيع القول: إن اللهجة العامية للمناطق الريفية هي الأكثر نقاْءً نظراً لبعدهم عن مركز الحكم المتمثل في المدن التي عادة ما تكون الأكثر تأثراً وتقليداً بكل قادم.
• هل وجدت تميزاً في هذا الجانب في المحافظة؟
– العادات والتقاليد لمنطقة من مناطق اليمن وهي محافظة حجة التي تعتبر بخلاف الكثير من مناطقه الممتدة بطول وعرض جغرافيته الطبيعية نجدها تتميز من جوانب عديدة نتيجة اختلاف المناخ والتضاريس والطبيعة الجغرافية المكون من الجبل والسهل والساحل, الأمر الذي جعلها أكثر ثراء وخصوصية.. وهذا ما لاحظناه من خلال البحث والنزول الميداني واللقاءات مع عينات مختلفة من أبناء المناطق المختلفة في هذا النطاق الجغرافي.
• هل هناك أنماطاً جديدة في حياة الفرد والجماعة؟
– لا شك أن هناك أنماطاً جديدة في حياة الفرد والجماعة بدأ قدومها باستحياء مع المغتربين في أفريقيا ودول الخليج، وأصبحت تلازمنا في حياتنا اليومية، بل وصارت جزءاً منه، الأمر الذي جعل كثيراً من العادات غير قادرة على الصمود، ومجاراة الواقع بكل متغيراته المتجددة.. الأمر الذي يحزننا كثيراً ومع مرور الوقت أن يندثر الغالب منه أو يصبح في طي النسيان؛ كون الكثير من الناس لم يعودوا يعرفون منه إلا القليل, لهذا نهيب بالجميع بالحفاظ على ما بقي من هذه العادات والتقاليد من خلال الكتابة والتدوين الصوتي والمرئي, والجلوس مع كبار السن، وتعريف القارئ بتراث ونمط الحياة التي عاشها الفرد والجماعة؛ كون الإنسان يعيش مرحلة جديدة.. فتتغير معها تلقائياً حياة المجتمع، وتتغير معه عاداته وتقاليده، وتتقلص الكثير منها بسبب التأثير والتأثر من خلال الهجرة والاختلاط وانتشار الوسائل الإعلامية وهذا ما نراه في أكثر من جانب.
تنوع وإبداع
• كيف تقرأ الحركة الإبداعية والثقافية بحجة..؟ وهل تعتقد أن أبناء حجة استطاعوا إضافة أي شيء إلى الثقافة الوطنية؟
– المحافظة تزخر في الوقت الحاضر بالعديد من الأدباء والشعراء والمثقفين والعلماء الأعلام والمفكرين، وقد أشرت في كتابي (حجة معالم وأعلام) إلى الكثير منهم ونتاجهم الفكري المتنوع في حقول المعرفة والحراك الثقافي، والأدبي المتنوع، والنشاط الذي يقوده كوكبة من المثقفين الشباب بجهودهم الذاتية، وشكل نقلة نوعية في إبراز الكثير من الوجوه الإبداعية الواعدة في المشهد الثقافي المعاصر، وأسهم بفاعلية في الحياة الثقافية والاجتماعية على مستوى الجمهورية بصفة خاصة، وعلى مستوى الوطن العربي الكبير بصفة عامة، مع كل ما ذكرناه من معاناة وإهمال إلا أن المحافظة وهم لا شك امتداد لعشرات الأجيال من العلماء والأدباء والذي لا يزال إنتاجهم في فروع العلم والمعرفة طي النسيان.. حاولنا جاهدين الكتابة عن القلة القليلة منهم بإمكاناتنا الذاتية..الأمر الذي جعل أبناءها، ومبدعيها يعانون عزلة تامة وإقصاءً من كل الجهات المعنية!!. والدليل أنه لا يوجد هناك حتى فرع لاتحاد الأدباء والكتاب، فغادروها إلى عواصم المدن الأخرى، لأنهم لم يستطيعوا الصمود طويلاً أمام العتمة المظلمة.. ولم يتبق بها إلا من استطاع الصمود في ساحة الحرف..
• ما هي مشاريعك المستقبلية؟
– هناك أعمال كثيرة ومتعددة أهمها:
– مشروع رواية “القادم من الشمال”.
– الأسواق الشعبية.
– الدور الديني والاجتماعي للهجر والأربطة في اليمن.
– وهناك بعض الأبحاث الأخرى..