“مندوب الأمم السعودية”

نبض
طه زباره
لم يقدم حوار الكويت سوى جو ملائم لالتقاء الأطراف الوطنية مع الأطراف العميلة على طاولة واحدة برعاية مندوب الأمم السعودية ولد الشيخ .
أما بالنسبة لتنفيذ الوعودات والضمانات التي قدمها المجتمع الدولي والأمم المتحدة للوفد الوطني قبيل ذهابه للكويت بشأن وقف العمليات العسكرية لم يتحقق منها شيء، فالحشد العسكري في الجبهات للمرتزقة وقوى العدوان سواءً في الحدود أو الداخل مستمر ولم يتوان يوماً واحداً، وطيران العدوان لم يتوقف عن تحليقه المستمر، وأخيراً دخول قوات أمريكية بشكل علني إلى العند !
كل هذا حصل في الهدنة وبالنسبة لضمانات المجتمع الدولي فقد قام الوفد الوطني للأسف ببلها وشرب مائها .
ولكي نكون منصفين فليس من العدل أن نُلقي كل اللوم على الوفد الوطني !
لأن الوفد الوطني لديهم رؤية واضحة وحل صادق حملوها معهم إلى لكويت في نية خالصة للخروج بحل !
ولكن كما هو معلوم ما حصل في جنيف أصبح ملموساً في الكويت .
فالوفد الوطني يقف في جانب من الحوار وحيداً ويقابله من الجانب الآخر وفد الرياض ومعهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي  كطرف واحد يحمل رؤية ومشروعاً وحلاً واحداً !
ولهذا أصبحت المعادلة مختلة وليس لوفدنا الوطني فيها أي ذنب فقد أصبحت الأمم المتحدة بمثابة الجلاد والقاضي والوسيط والغريم !
فما الذي يحدث؟
الذي يحدث باختصار سيناريو جديد للعدوان والذي بدت ملامحه بتدخل أمريكا المباشر ، والتي بركت حمولتها في العند .
فما هو الداعي لأن تتدخل أمريكا بشكل مباشر وأن تحتل العند؟
ولماذا في هذا التوقيت حيث أن هناك حواراً قد يفضي إلى حل إذا افترضنا ذلك مجازاً؟
كل هذا يجيب عليه دور ولد الشيخ المشبوه كوسيط، والذي يعمل كمظلة لقوى العدوان ، فتدخل أمريكا العلني هو إقرار منها بفشل السعودية والإمارات وشركة بلاك ووتر وكذا القاعدة والمرتزقة في أن تحقق الأهداف التي كانت ترجو منها لذا لجأت إلى أن تدخل بذاتها للمعركة واستغلت هذا التوقيت الذي أُعلن فيه وقف العمليات العسكرية لكي تتحرك بأمان ولاتستهدفها صواريخ الجيش واللجان الباليستية .
ويبقى السؤال الأهم والذي يتبادر إلى الأذهان ما هي الأهداف التي تسعى أمريكا الى تحقيقها في حين فشلت كل قوى العدوان في تحقيقه؟
هل هو باب المندب باعتباره أمناً قومياً لإسرائيل كما صرح نتنياهو ؟
أم أنه بداية عزل الجنوب عن اليمن والاستعداد لاحتلاله وتأمين خط إمداد للقاعدة والمرتزقة لخلق جبهات باتجاه شمال اليمن بحيث تصبح الحرب شمالية جنوبية ويتفرغ الأمريكيون حينها بتنفيذ مشروعهم الاحتلالي في الجنوب ؟
في الحقيقة كل هذه الاحتمالات واردة ولكن ما أعلمه أن وجود أي محتل وغاز في اليمن غير وارد، وأن المعركة قائمة حتى التحرر والاستقلال وكما فشلت السعودية والإمارات وشركة بلاك ووتر ستفشل أمريكا فالزمان زمان الشعث الغبر, زمان البسطاء, زمان اليمانيين الأصلاء, والمعركة معركة استقلال وكرامة, والكلام كلام البندقية .

قد يعجبك ايضا