السفير الأمريكي : ليس شرطا أن يكون النظام اليمني الجديد ” فيدراليا “
عبدالعزيزالهياجم –
نتوقع صدور قرارات رئاسية “قريبا ” بشأن استكمال هيكلة الجيش
قال سفير الولايات المتحدة بصنعاء جيرالد فايرستاين أن النظام الجديد الذي سيتم صياغته من خلال مؤتمر الحوار الوطني ليس شرطا أن يكون فيدراليا وإنما المهم أن يكون مفيدا لليمنيين ويمنحهم إحساسا بأن لديهم قدرا من السيطرة على شؤونهم المحلية ويسمح لهم بالمشاركة واتخاذ القرار.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر سفارة الولايات المتحدة بصنعاء حيث أجاب على سؤال بشأن ما إذا كانت الفيدرالية مناسبة لليمن كما نجحت في بناء دولة موحدة ومترامية الأطراف كالولايات المتحدة الأمريكية قائلا : أنا لا اعتقد أن منظومة الفيدرالية تعتمد على جغرافية المنطقة ولا تنسوا بأنه عندما شكلنا هذا النظام الفيدرالي أن الولايات المتحدة لم تكن بهذا الحجم الذي هو عليه الآن ولكن دعوني أن أذكر نقطة هامة وهي أنه فعلا النظام الفيدرالي نجح في الولايات المتحدة فلا نعتقد أن هذا يشكل مطلبا ضروريا بالنسبة لليمن فهناك الكثير من البلدان التي ليس لديها نظام فيدرالي ونجحت مثل فرنسا والمملكة المتحدة بينما ألمانيا نظامها فيدرالي وبالتالي فهناك الكثير من الأنظمة الأخرى يمكنها أن تنجح و عليه نحن لا نقدم توصيات بنوع المنظومة التي يجب على اليمن أن تتبناها ‘ نحن نعتقد أن على اليمن أن يتبنى منظومة تفيد اليمنيين قد تكون فيدرالية أو منظومة أخرى فنحن نعتقد أن هناك من الأسباب ما يكفي لدفع السلطة إلى اتخاذ قرارات إلى مستويات متدنية بالنسبة للمحافظات فهذا يمنح الناس إحساسا بأن لديهم قدراٍ من السيطرة على شؤونهم المحلية مثل مجالات الصحة والتعليم وغيرها وتبني دعماٍ لهذه القرارات وللحكومة بشكل عام ومرة أخرى ليس ضروريا أن يكون هذا نظاما فيدراليا لطالما أنه يسمح لهذه السلطة أن تأتي إلى مستويات متدنية ويسمح لهم بالمشاركة واتخاذ القرار.
الثورة سألت السفير فايرستاين بخصوص الموقف الأمريكي من رسالة وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي إلى نظيره الأمريكي جون كيري المتضمنة مطالبة اليمن بتسليمها 90 معتقلا يمنيا في معتقلي جوانتانامو وباجرام وكان رده هو : كما تعلمون فقد ذكر الرئيس هادي موضوع المعتقلين في جوانتانامو خلال زيارته للولايات المتحدة العام الماضي واتفقنا آنذاك بأننا سنعمل مع الحكومة اليمنية لإيجاد حل لهذه الإشكالية والسماح لليمن على أن تطور برامج معنية تفي بالمطالب الأمريكية وبالتالي تمكننا من أن نتقدم إلى الكونجرس الأمريكي ونشرح هذه البرامج بما يتعلق بالمطالب الأمريكية المتعلقة بالمحتجزين وبالتالي لا زلنا نعمل على هذا المضمار.
سؤال آخر لـ” الثورة ” كان بخصوص معلومات تشير الى أن الخارجية الأمريكية لا تشمل اليمن في عمل مكتبها الجديد المخصص للديمقراطيات الانتقالية مثل مصر وتونس وليبيا بل يتم التعامل مع اليمن مثلما يتم التعامل مع باكستان أي من منظار مكافحة الإرهاب فأجاب بالقول : نحن لا نقسم العالم بهذا الشكل اليمن طبعا مهمة للولايات المتحدة من حيث سببين ويسعدني أن أقول بأننا من أكبر الداعمين بالنسبة لهذه المرحلة التي تقود إلى الديمقراطية لتقوية الديمقراطية ولنصل الى النجاح في نهاية العملية وسأقول بأنني كنت في الولايات المتحدة مؤخرا وتمكنت من التحدث الى عدد من المسئولين في كل من وزارة الخارجية والبيت الأبيض حيث أن وجهة النظر السائدة هناك بأن المرحلة الانتقالية هنا وتطبيق المبادرة الخليجية يمثل شيئاٍ خارج المعتاد من حيث النجاح بالمقارنة مع بقية الدول التي تعرضت لهذا الربيع العربي وبالتالي أعتقد أن هناك تفاؤلاٍ في الولايات المتحدة بأن اليمن ستمثل نموذجا لنجاح انتقال السلطة السلمي.
وبشأن الأسباب التي تجعل اليمن مهمة بالنسبة للولايات المتحدة أجاب أيضا على سؤال الثورة بالقول : هي حقيقة أكثر من سبب فاليمن مهمة بالنسبة لنا فيما يتعلق بهذه المرحلة الانتقالية الديمقراطية وأيضا من حيث موقعها الاستراتيجي في العالم من حيث الأمن والاستقرار كما أن سكان اليمن يشكلون نصف سكان شبه الجزيرة العربية وبالرغم من فقر البلاد فإن الولايات المتحدة تعتقد أن هناك فرصا واعدة كبيرة هنا وللوصول لهذا الهدف أدركنا أنه لا بد من أن نعمل على مجالات السياسية والاقتصاد والأمن ولهذا نحن نعمل على دعم الجانب السياسي من خلال العمل على تطبيق المبادرة الخليجية كما نعمل على دعم الحالة الاقتصادية والإنسانية للبلاد فكنا أكبر المانحين بالنسبة للمساعدات الإنسانية العام المنصرم ولدينا برنامج كبير جدا لدعم التنمية الاقتصادية كذلك ونعمل بقرب مع القوات المسلحة اليمنية والجهاز الأمني وذلك للتغلب على هذه القوات المتطرفة التي تخطط لإفشال البلد ونعمل عبر إعادة الهيكلة للقوات المسلحة لبناء قوات مسلحة قوية حرفية قادرة على توفير هذه الخدمات لمستقبل البلاد .
وعبر السفير الأمريكي عن سعادته بما تم إنجازه خلال الأسبوعين الأولين من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني مضيفا ” ونتطلع كثيرا إلى بداية النقاشات الفعلية داخل مجموعات العمل ونتطلع إلى تطور الأمور إلى الأمام وأيضا فريقنا قد عاد مرة أخرى ليعمل مع قرنائه في وزارة الدفاع اليمنية من حيث التخطيط لإعادة الهيكلة للقوات المسلحة اليمنية ونأمل أن نتمكن من تقديم الخطوات التالية وذلك من خلال العمل المشترك بين الفريق الأمريكي واليمني والأردنيين أيضا .
وردا على سؤال حول ما إذا كان لديه معلومات جديدة بشأن دخول قيادات جنوبية في الخارج مؤتمر الحوار لاحقا قال السفير فايرستاين : كما ذكر فخامة الرئيس هادي في افتتاح المؤتمر من أن الباب سيظل مفتوحاٍ وخلال هذه النقاشات تأكد أن الأمر صحيح وهناك رغبة من قبل الجنوبيين وهناك قدرَ عالُ من التفاؤل بأن أولئك الذين لم يدخلوا الى الحوار الوطني بعد سيدخلونه في مراحل لاحقة . وعلى الأقل فإن بعض هذه العناصر أدهشهم كثيرا التطور الذي حققه الحوار الوطني منذ افتتاحه وإلى الآن وربما غيروا رأيهم بالبقاء بعيدا عن هذه العملية فهذه إشارة جيدة جدا ونأمل من أن يتمكنوا من اتخاذ القرارات الصحيحة.
وأجاب عن سؤال بخصوص تأخر تنفيذ قرارات الهيكلة قائلا : حقيقة منذ أن أصدر فخامة الرئيس هادي قراره الرئاسي في منتصف ديسمبر الماضي تم تحقيق الكثير من التقدم وبالتالي تأسيس أطر معينة من خلالها يتم تطبيق إعادة الهيكلة وبالتالي اتخذت خطوات لهذا التطبيق وعلى سبيل المثال تم إيجاد قيادة جديدة للقوات الخاصة اليمنية وحدت كثير من الوحدات المعنية بالعمليات الخاصة وتم تعيين قائد لهذه القوات الخاصة وبالتالي فالموضوع هنا موضوع عملية مستمرة عبر زمن وليس منقطعة في زمن معين وبالتالي الآن خلال مواصلتنا لهذا العمل نحن نتطلع كثيرا إلى أن يصدر فخامة الرئيس هادي قراراته المتعلقة بالمضي قدما في اتخاذ خطوات إضافية في هذه المرحلة مرحلة إعادة الهيكلة وعليه فإن هذه القرارات أيضا ستكون معنية بإعادة توزيع القوات المسلحة عبر البلاد بناء على التوزيع الجديد في الهيكلة الجديدة التي وافق عليها فخامة الرئيس هادي . وهذا هو العمل الذي سنقوم به خلال هذا الأسبوع خلال زيارة فريق التخطيط الأمريكي الموجود في البلاد حاليا .
وعن مدى التناقض بين دعواته بخصوص انتهاج الديمقراطية ومطالبته في نفس الوقت للرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتخلي عن رئاسة حزب المؤتمر رد بالقول : أنا لم أطلب ولم ألح على شيء أنا أطلقت ملاحظة فيما يتعلق بحزب المؤتمر الشعبي العام ومضيه قدما على أساس الحوارات التي قمنا بها مع كثير من اليمنيين عبر البلادفنعتقد أن بقاء علي عبدالله صالح بقيادة ذلك الحزب يشكل عائقا أمام تقدم هذا الحزب في المستقبل وطبعا إذا قرر حزب المؤتمر الشعبي العام على أن يبقى تحت قيادة علي عبدالله صالح فهذا أمرَ يعود إليهم.