تحقيق/فتحي الطعامي –
اصبح بمقدور أي شخص أن يقتني هاتفاٍ محمولا تتدفق نظرا لأن أسعارها لم تعد مرتفعة بل العكس تماماٍ ففي كل يوم تتدفق على الاسواق نماذج جديدة من تلك الهواتف وبميزات وأشكال جديدة يسعى من خلالها المصدرون لإقناع المستهلك بضرورة شراء هذا الهاتف أو ذاك حتى وصلت اسعار تلك الهواتف إلى مستوى لا يصدق.. بل إن المستعمل منها اليوم ويفقد قيمته وبالتالي يباع بمبالغ مالية زهيدة تمكن الجميع من شرائها بما فيهم الأطفال.
يتحدث العديد من أولياء الامور انه وبسبب تدني اسعار الهواتف النقالة أصبح الهاتف من الطلبات التي يطالب بها الابناء الذين مازالوا في التعليم الاساسي والذين يقولون ان زملاءهم في المدرسة يمتلكون هواتف.
وبالتالي اصبح الهاتف جزءاٍ حتى من تركيبة الطالب في المدرسة وأحد الطلبات الدراسية التي تزعج الآباء المطالبين بتوفيرها.
فتيات يشكين الإ زعاج
وعلى الرغم من الفوائد المتعددة للهواتف النقالة إلا أنها أصبحت تشكل مصدر إزعاج للعديدين وخاصة الفتيات اللاتي يتعرضن للاتصالات التلفونية من ارقام غير معروفة يسعى من خلالها المتصل إلى تعكير مزاج صاحب أو صاحبة التليفون بالكلام القبيح أو المعاكسات.. ومما يزيد الامر سوءاٍ ان تلك الاتصالات تسبب في بعض الاوقات العديد من المشاكل الاسرية كنتيجة لتلك الاتصالات غير المسؤولة.
حكايات وشكاوى وجدناها في البحث الجنائي بالحديدة تتهم بعض ارقام التليفونات بالعمل على مضايقة ذويهم من النساء ويطالبون بوضع قانون يجرم من يقوم بالاستخدام السيء للهاتف النقال بما يجعل من تلك التصرفات والاتصالات المشينة عملا يحاسب عليه القانون لما له من آثار سلبية.
التليفون وسرقات الاسواق
يتعرض العديد من المواطنين لحالات سرقة جوالاتهم خاصة في الاسواق وبالتحديد منها اسواق القات والتي يتفنن فيها بعض اللصوص في طرق ووسائل جديدة لا يستطيع حاملو أو مالكو الهواتف كشفها أو معرفتها الامر الذي يسهل على تلك العصابات سرقة الجوالات.
يوميا عشرات من حالات النشل تشهدها الاسواق العامة يكون ضحيتها مواطنين لم يتوقعوا أنهم سيكونون ضحية لتلك العصابات.
البحث الجنائي بالحديدة وفي إجابته عن ضبط تلك العصابات.. قال مديره العميد جميل الصالحي ان البحث في الحديدة قد ضبط العديد من تلك العصابات وأحالهم إلى النيابة لينالوا جزاءهم العادل.. مؤكدا أن تلك العصابات التي تنتشر خاصة في اسواق القات اصبحت اليوم أكثر تفننا في أساليبها وتعمد على عدم لفت الانتباه إليها.. لكن الأجهزة الأمنية في الحديدة وخاصة البحث الجنائي اصبح يعرف اغلب أفراد تلك العصابات وعمل على ضبطهم وكشف العديد من حالات السرقة التي يتعرض لها المواطنون.. لكن في حال لم يتم معرفة السارق فإن الاجهزة الأمنية تلجأ إلى الاستعانة بالنيابة وبشركة الاتصالات والتي تستطيع الكشف عن المستخدم لهذا الجهاز المسروق عبر كود معين.
تحدث إلينا بعض المواطنين الذين التقينا بهم في البحث الجنائي بالحديدة عن حالات السرقة التي تمت لهم حيث قال احدهم: قام اثنان بالتشاجر أمامي وقد حرصت على فك الاشتباك بينهم إلا إن النتيجة كانت سرقة تليفوني من قبلهم.
سرقة الهواتف بالدراجات
يؤكد القائمون في البحث الجنائي في الحديدة وفقا لمحاضر الشكاوى التي يشكوا فيها المواطنون من تعرضهم للسطو أو النشل السريع من قبل اصحاب دراجات نارية يقومون باقتناص الفرص لأي مواطن يقوم بالاتصال بهاتفه في الشارع العام لتفاجأ بدراجة نارية مسرعة يقوم سائقها باختطاف التليفون من يد مالكه ويلوذ بالفرار.. عشرات الحالات بل مئات تعرضت لسرقة أو اختطاف التليفونات من ايادي اصحابها من قبل سائقي دراجات نارية غير مرقمة ولا يوجد بها أي علامة الامر الذي يحتم على المسؤولين في الجهات المعنية الاسراع في ترقيم تلك الدراجات.
يحكي المواطن نصر النظاري قصة سرقة هاتفه النقال على يد عصابة نشل تمتلك دراجة نارية حيث يقول: قمت بالخروج من منزلي للتأكد من ان التغطية الخاصة بالنت تعمل بالشكل الصحيح في هاتفي إلا أنني وبينما كنت اقف في الرصيف مشى بجواري شخص وبسرعة خاطفة قام باختطاف هاتفي من يدي ليصعد على الدراجة النارية التي كانت تقف على بعد خمسة امتار وعلى وشك الانطلاق (شغال) ليلوذ الشخصان بالفرار حاولت اللحاق بهما إلا أنني لم أستطع بسبب سرعة الدراجة النارية.. واليوم انا لست حزيناٍ على الهاتف الذي قمت بشرائه قبل يومين وثمنه تجاوز 70 ألف ريال لكني لم اكن اتوقع ان تصل تلك العصابات إلى هذا المستوى من الجرأة في سرقة مواطن في وضح النهار ويواصل: ذهبنا إلى البحث الجنائي وسلمناهم رقم الهاتف وأنا الآن بانتظار ما سيقوم به البحث الجنائي.
سحل في الشارع
حكى لي ضباط البحث الجنائي عن إحدى السرقات التي قامت بها عصابة متخصصة حيث فوجئت فتاة خارجة من احد الاسواق وبعد أن قامت بإخراج تلفونها من الشنطة فإذا بشخصين يستقلان دراجة نارية يقومان باختطاف هاتفها من يدها إلا أن الفتاة كانت أكثر انتباها حيث استطاعت ان تدرك سرعة الدراجة النارية وقامت بإدخال الهاتف النقال بسرعة في شنطتها إلا أن تلك العصابة لم تقتنع بالوضع عملت على أخذ الشنطة التي تحوي الهاتف بالقوة في الوقت الذي رفضت فيه الفتاة تسليمهم قاموا بسحب الشنطة التي تشبثت بها الفتاة ليتم جرها في الاسفلت في أحد الشوارع وأخذوا الشنطة بالقوة بعد أن اصيبت الفتاة اصابات بالغة.
قصص وحكايات عديدة تحكي ما يعانيه بعض المواطنين من مضايقات بسبب اتصالات مزعجة وآخرون يشكون سرقة هواتفهم على ايادي نشل متخصصة ومع ذلك لا يرفض الجميع العزوف عن امتلاك تلك الهواتف لما تمثله لهم من اهمية في حياتهم وفي إنجاز اعمالهم وتسيير العديد من امورهم.
إلا أن الدولة اليوم معنية بوضع قوانين تعمل على محاسبة وتجريم من يقوم بتلك التصرفات غير السوية والتي تعمل على الاضرار بالآخرين أو تعكير حياتهم وفي مقدمة تلك التصرفات ما يتعلق بالاتصالات التي لا تليق والتي تطال بعض النساء والفتيات أو ما يتعلق منها بعمليات النشل والسرقات التي تطال المواطنين في الاسواق والشوارع العامة.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا