مفاوضات الكويت.. والوصية الملعونة
حسن حمود شرف الدين
انطلقت مفاوضات الكويت في 22 ابريل الماضي.. وأغلب المراقبين من الداخل والمهتمين بالقضية اليمنية من الخارج متشائمون من هذه المفاوضات ومتوقعين فشلها مقدما، لما اتسمت به تجارب الحوار السابقة من فشل وعراقيل.
خاضت القوى السياسية المناهضة للعدوان والمؤيدة للعدوان كثيراً من الجولات الحوارية والنقاشية، اتفق فيها الجميع على رأي واحد، وخرج الجميع من الجولات السابقة باتفاق واحد لا غير.. وحتى الآن سار هذا الاتفاق، كما أنه سار خلال مفاوضات الكويت متفقون فقط على الاتفاق الوحيد للحوارات السابقة.
إنهم متفقون على “عدم الاتفاق” فكل جولة من جولات الحوار لا يتفقون، وكأن عيناً خبيثة أصابتهم وجعلتهم مصرين على “عدم الاتفاق”.. ما جعلهم يدخلون في نفق مظلم لا يعلم أحد إلى أين ينتهي بهم.
الحوارات السابقة أفضت أيضا إلى عدوان غاشم، شنته قوات تحالف العدوان، رأت فيه أنه الحل الوحيد للصراع السياسي اليمني، كما يروجون له، كما أن تحالف العدوان رأى أيضاً أن العدوان الذي يقوم به على اليمن هي حماية أيضا لهم من أي مآلات سلبية قد تفضي إليه الحوارات التي كانت قائمة بين القوى السياسية اليمنية وتحت رعاية أممية.
الحقيقة التي يعلمها الجميع من المكونات السياسية دون استثناء، إن جارة السوء السعودية لا تريد الخير والاستقرار للشعب اليمني، فـ”الوصية الملعونة” لمؤسس المملكة السعودية لا زالت تشكل هاجس خوف وقلق للنظام السعودي، فهم يعتقدون ويؤمنون بأن “استقرار السعودية من عدم استقرار اليمن” كما قالت الوصية الملعونة.
حقيقة أخرى يعلمها الجميع في المكونات السياسية اليمنية، بأن النظام الأمريكي وراء انهيار الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، ويعلمون أن اليمن والشعب اليمني جاء دوره للدخول في “الفوضى الخلاقة” التي صنعتها أمريكا في المنطقة العربية والإسلامية، بهدف استمرار سيطرتها على الأنظمة العربية والإسلامية وضمان استمرار نهب خيراتها ومقدراتها بأثمان بخسة.
الشعب اليمني عازم، بل يؤمن بضرورة التخلص من جميع القيود المكبل بها الشعب اليمني من قبل النظامين الأمريكي والسعودي.. ومصر أيضا على استعادة قراره السياسي والسيادي بعيدا عن أي املاءات أو ضغوطات.. كما أن الشعب اليمني يعيش حالة مخاض عسيرة، للخروج بـ”يمن” جديد، دولة يمنية قائمة على الحرية والديمقراطية والمدنية، دولة مدنية قائمة على العدل والمساواة والحرية.
الوفد الوطني الذي يتكون من “حركة أنصار الله، وحزب المؤتمر الشعبي العام” يتعاطى بعقل وحكمة مع جميع العراقيل التي يصنعها وفد الرياض الذي يتكون من “مندوبي هادي ومندوبي السعودية”.. ورغم استمرار خروقات تحالف العدوان للهدنة التي اتفق عليها الجميع بهدف إنجاح المفاوضات.. ورغم حضور السفير الأمريكي والسعودي على هامش المفاوضات بهدف توجيه وتشجيع فريق الرياض.
ومع هذه العراقيل وغيرها التي يصنعها الطرف الآخر وبإشراف الجانب الأمريكي والجانب السعودي، ومع كل توقعات المحللين والمراقبين الذين يتشاءمون من مفاوضات الكويت.. إلا أن الشعب اليمني يساند الوفد الوطني في جميع قراراته ومواقفه من مفاوضات الكويت.. ويعقد عليه الآمال في صناعة انتصار سياسي جديد يضاف إلى سجل الانتصارات السياسية اليمنية في مجال الحوار والنقاش والتفاوض البناء.