هاشم السريحي
jshashem@gmail.com
انتشر استخدام شبكات “الواي فاي” التجارية بشكل كبير في الآونة الأخيرة في بلادنا نظراً لانقطاع الكهرباء وانتشار الهواتف الذكية وقلة تكلفتها -مقارنة بما يعرف بالثري جي أو الشبكات المنزلية ADSL – وما تتميز به من سعة التحميل المفتوحة، حيث زاد التنافس بين مالكي هذه الشبكات لتقديم خدمات أفضل للمستخدمين من سرعة تصفح وتغطية أوسع للشبكة وساعات استخدام أكثر وتحميل لا محدود وغيرها من الخدمات، وقد استطلعنا آراء بعض المستخدمين ومالكي الشبكات والمختصين حول مميزاتها وما قد تشكله من مخاطر أمنية أو صحية.
الأخ حسن المؤيد مالك شبكة الإتقان يقول: إن عدد مستخدمي شبكة الواي فاي يقل مع مرور الوقت وذلك لدخول كثير من المنافسين في السوق بسبب قلة تكلفة عمل هذا المشروع، كما يلاحظ أن عدد مستخدمي شبكات الواي فاي يتزايد مع حلول فصل الصيف ويقل مع حلول فصل الشتاء؛ لأن أغلب المستخدمين يستخدمون الخدمة خارج المنزل ولهذا مع دخول البرد يقل عدد المستخدمين.
مشاكل متعددة
ويعدد المؤيد المشاكل التي تواجهه كانقطاع التيار الكهربائي في بعض النقاط بسبب انتهاء شحن البطاريات، وتعليق النظام الخاص بتوزيع شبكات الواي فاي، وتعليق النت من قبل مزود الخدمة (يمن نت)، ومشكلة اختراق الشبكة من قبل بعض المخترقين؛ حيث يقومون باختراق النظام والدخول إلى الشبكة مع أحد المستخدمين.
ويضيف مالك شبكة الإتقان أنه بالرغم أن مشكلة الاختراق يتم حلها ببرامج متنوعة وبأجهزة أسعارها باهضة؛ إلا أن عالم الاختراق يتطور دائماً، مشيراً إلى أن هؤلاء المخترقين عندما يحصلون على برنامج جديد يساعدهم على الاختراق ويتصفحون الإنترنت بشكل مجاني يتناقلونه بينهم سراً وينتشر البرنامج كانتشار النار في الهشيم، كما أن بعض المستخدمين لشبكتنا يتصلون بنا في أوقات متأخرة من الليل فيزعجونا باتصالاتهم.
ويؤكد مالك شبكة الشموخ الأخ عمار محمد محسن ما قاله المؤيد في أن عدد المستخدمين يقل مع مرور الوقت ويدعو إلى تحسين خدمة الإنترنت من قبل مزود الخدمة (يمن نت) ويطالبهم برفع سقف السرعة ليتعدى الأربعة ميجا، حتى يتمكنوا من تقديم خدمات مميزة لمستخدمي شبكات الواي فاي.
سعة مفتوحة
يرى محمد مطهر الكبسي -محاسب- أن الحصول على الإنترنت من شبكات الواي فاي العامة أفضل بكثير من الإنترنت المنزلي بسبب واحد في نظره وهو أن سعة التحميل في شبكات الواي فاي مفتوحة وغير محددة، كما يعتقد أن سرعة التحميل في الشبكات الخاصة أسرع وأقل سعراً، موضحاً أن شبكات الواي فاي تشترك بخط ذهبي مفتوح وبتكلفة تفوق الثلاثين ألف ريال وهذا ما لا يقدر عليه بعض المستخدمين.
أما أيمن الوصابي -فنان كاريكاتوري- فيفضل أن يكون له اشتراكه الخاص مع مزود خدمة الإنترنت لعدم رضاه بما تقدمه شبكات الواي فاي، وكون هذه الشبكات تزود مستخدميها بإنترنت بطيء بسبب زيادة عدد المستخدمين.
مخاطر أمنية
اما المهندس حزام الأهدل رئيس قسم الدعم الفني بالبريد اليمني – وزارة الاتصالات فينصح بعدم دخول شبكات الواي فاي التجارية أو المجانية لعدة أسباب أهمها كون الهدف الرئيس من إنشاء هذه الشبكات هو الربح ولا يهم أصحابها أمن الزبون، ولكون هذه الشبكات بنيت بشكل عشوائي وغير منظيم فلا توجد جهات حكومية أو منظمات تساعد هؤلاء في تنظيم شبكاتهم، كما أن أصحاب هذه الشبكات لديهم تصور خاطئ في أن زيادة الأمان والحماية لهذه الشبكات يضعف الشبكة ويقلل من سرعتها، أما بالنسبة للزبون أو المستخدم فلا توجد توعية تحذره من مخاطر استخدام الشبكات المفتوحة، فهذه الشبكات غالباً ما تكون ملاذا جيداً للقراصنة والمخربين الذين يسعون للتجسس على الآخرين من خلال هذه الشبكات. ولهذا كثير من الزبائن يتم التجسس عليهم إما من طرف مالك الشبكة، أو من شخص لديه مهارات في اختراق الشبكات لأغراض مختلفة.
ويضيف المهندس الأهدل: ويتم التجسس عبر ثغرات: حيث يقوم المخترق بالبحث في الشبكة عن جهاز موبايل أو كمبيوتر توجد فيه الثغرة (إما ملف يساعد على التجسس أو منفذ يعمل في جهاز الضحية) ويستطيع الاطلاع على جميع بيانات الهاتف أو الكمبيوتر مثل الصور والفيديو وغيرها. أو عبر ثغرة في الشبكة المحلية: حيث يقوم المخترق بالبحث عن ثغره أمنية في المودم أو جهاز التوزيع أو التجسس عبر الشبكة وسرقة معلومات واشتراكات الزبائن وغيرها من المعلومات مثل تغيير عناوين أرقام الماك إلى أرقام عناوين المشتركين وربطها بالإنترنت وهذه ثغره شائعة في الشبكات التجارية أو ما تعرف بشبكات الواي فاي.
كما يتم التجسس عبر صفحات مزورة: حيث يقوم صاحب الشبكة بوضع سيرفر ورابط صفحة مزورة لمواقع مشهورة مثل الفيسبوك أو البريد الإلكتروني أو تويتر وتحويل النطاق إلى السيرفر وإظهار كلمات المرور وأسماء المستخدمين وعادة يكون الضحية صاحب جهاز حاسوب أو مستخدم متصفح ويب في جهاز لوحي. أو عبر ملف تجسس يتم زرعه: فعادة بعض ضعفاء النفوس من أصحاب الشبكات التجارية يقوم بوضع برامج مساعدة في صفحة الدخول للشبكة كاذبة مثل: (تسريع الإنترنت – مشاهدة القنوات الرياضية – أو تحميل الفيديو والصور) وهي عبارة عن تطبيقات برامج تجسسية يكون ضحيتها عادة أصحاب الهواتف الذكية (الأندرويد) فيصدقونها ويتم تحميل هذه البرامج فتقوم بفتح جهازك وتسهيل اختراقك.
حماية المستخدم
وعن كيفية حماية المستخدم لنفسه في حالة اضطراره لدخول هذه الشبكات يقول رئيس قسم الدعم الفني بالبريد اليمني: على المستخدم القيام بحماية هاتفه بحذف التطبيقات أو البرامج غير الهامة والمشبوهة أو غير المعروفة، وتفعيل برامج الحماية وفحص الملفات وإغلاق الملفات المشاركة. كما يجب عليه عدم الدخول إلى البريد الإلكتروني أو الصفحات الاجتماعية إلا بعد التأكد من رابط العنوان والذي يجب أن يبدأ بـHTTPS وأنه تم تفعيلSSL الخاص بالتشفير الأمن خاصة لمستخدمي الكمبيوتر الشخصي.
كما ينصح بعدم الدخول إلى أي روابط مشبوهة في صفحة الدخول لدى مالك الشبكة وعدم حفظ أي كلمات مرور خاصة في الجهاز الذي يتم التصفح به.
أضرار صحية
يمكن للموجات التي يصدرها جهاز “الواي فاي” أن تسبب أضرارا وخيمة لصحتنا وغالبا ما نتجاهل هذه الحقيقة، لأننا لا نعرف تقريبا أي شيء عن مخاطر الواي فاي.
وقد قامت وكالة حماية الصحة في بريطانيا بدراسة، توصلت من خلالها إلى أن موجات “الواي فاي” تمنع نمو الإنسان والنباتات على حد سواء، كما أن التعرض مباشرة لموجات الإنترنت اللاسلكية أو “الواي فاي” يؤثر بشكل سلبي على المخ، مما يؤدي إلى قلة التركيز، كما يؤدي في بعض الأحيان إلى ألم في الأذنين.
وثمة دراسة أجريت في جامعة كامبريدج، تشير إلى أن الترددات اللاسلكية تؤدي إلى صعوبة في الحمل، بالإضافة إلى وجوب توخي النساء الحوامل الحذر من استخدام الأجهزة اللاسلكية، وذلك لأن كثرة التعرض للأشعة قد يؤدى إلى الإجهاض.
ورغم أضرار “الواي فاي” بصحة الإنسان فإننا بحاجة إليه، لهذا ينصح باتخاذ بعض التدابير للتقليل من أضراره، كإطفاء “الواي فاي” قبل الذهاب إلى النوم، كما يستحسن أيضا إطفاؤه عند عدم الحاجة في النهار وينصح بعدم وضع جهاز “الواي فاي” في المطبخ وفي غرفة النوم.