طوفان بشري يتغلب على عاصفة الدجل ..!
أحمد الأكوع
لا أجمل ولا أروع من تلك الحشود الجماهيرية التي احتشدت في العاصمة صنعاء صباحاً ومساء وذلك بمناسبة مرور عام واحد من الصمود والتحدي ولم يكن أحد يتوقع أن يجتمع ذلك الحشد الكبير الواسع الذي لم يشهد له مثيلاً في تاريخ الشعوب القديمة والحديثة حيث تشكل طوفان بشري اتصل صباحه بمسائه وتحول إلى يوم غضب يمني يتحدى صوت الطائرات الذي كان يحاول عبثا أن يشتت الجمع الغاضب فتحولت الصورة إلى مواجهة بين الطوفان البشري وبين طائرات عاصفة الدجل التي اعتقد قادتها أنها كانت ستستمر أسابيع لتتحول الأسابيع إلى أعوام وتتحول الأهداف المعلنة على لسان العسيري إلى ترهات لا يمكن تحقيقها ولن يمكن تحقيقها أيضا… ومما يستحق الذكر أن تلك الملايين جاءت من كل المحافظات رافضة للاجرام العربي على اليمن ذلك الإجرام الذي تزعمته السعودية ودعمته أمريكا لوجستياً وقد تكفل كل فرد بمصروف ذهابه وايابه من قريته إلى العاصمة صنعاء وهذا ما يؤكد أن الإنسان اليمني كان له ذلك السبق والذي تجسد قولاً وعملاً في الأوس والخزرج (الأنصار) الذين اثروا المهاجرين على أنفسهم في الدفاع عن الوطن والجود بالنفس أقصى غاية الجود كما يقال.
وما لفت نظري ككاتب هو ذلك الإصرار العجيب لدى المواطن اليمني العادي في الصمود واستعداده للذهاب إلى ميادين القتال دون خوف أو وجل ولم يكن هناك ما يدعو هذا المواطن إلى أن يستبق الأحداث وهو يعلم أن كل جبهات القتال يوجد فيها المئات من الرجال المقاتلين في القوات المسلحة واللجان الشعبية لكن عظمة الإنسان اليمني تكمن في أنه حينما يرى وطنه يحتله الأجانب ويعلم يقيناً أن الجهاد عين فرض على كل مواطن لذلك فهو لا يبالي بالموت من أجل الدفاع عن الوطن والعرض والشهادة أصبح كل مواطن يطلبها لذلك فما أجمل الإنسان الذي لم ينحز نحو الحزبية فهو حر في تصرفاته ونحن نعلم أن المؤتمر الشعبي العام منذ نشأته لم يكن حزبا بالمعنى المتعارف عليه ولكنه أستطاع أن يكون مع المواطن دائما ويدافع عنه ويعلن وقوفه مع أنصار الله بقوة في الدفاع عن الوطن وفي الذود عن حياضه وعن حريته وكرامته واستقلاله والتصدي للدخلاء الذين أرادوا استعباد اليمن واحتلاله .
العصبية ..!
يقال إن المكروه والمحظور – والمحرم شرعاً وعقلا ومصلحة ووطنية في العصبية ضد الحق من أي جهة كانت من حزب أو قبيلة أو شيخ أو ضابط أو جماعة أو حتى فرد حاكما كان أو محكوما فعلينا الآن واجب أمرنا الله به وهو أن نقاوم هذه العصبية إذا كانت على باطل من أي جهة كانت ثم نقوم الخطأ سواء كان من شيخ أو من رئيس حزب أو مسؤول أو من أي فئة كان حماية للحق والعدل والمساواة ونشر المحبة والتعاون ..
قال الشاعر :
إذا العضو لم يؤلمك الا قطعته
على مضض لم تبق لحما ولا دما