فلسطين.. شعب يقاوم وقيادة تتودد

في الوقت الذي لم تجفَّ فيه دماء الشباب والفتيات الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال بدم بارد وذرائع واهية، تصاعدت محاولات التودد الرئاسي بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس”، فلم تتوقف عند المصافحات والابتسامات أو حتى الجلوس على طاولة واحدة بذريعة مواصلة المفاوضات، بل تعدت كل ذلك لتصل إلى مرحلة المجاملات، لتسطر بذلك قصة جديدة في سجل القيادة الفلسطينية المخذي.
خطوة مهينة
ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن وفدًا فلسطينيًّا رسميًّا قام بزيارة لقرية جولس الدرزية، الواقعة في الجليل الغربي داخل الخط الأخضر؛ لتعزية عائلة الجنرال في الجيش الإسرائيلي “منير عمار” الذي ينحدر من الطائفة الدرزية. وتابعت الإذاعة أن وفد السلطة الفلسطينية قدم التعازي باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وحسب الإذاعة في تقرير لها الأربعاء الماضي، فإن أعضاء الوفد الفلسطيني الذي ترأسه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد المدني، وعضو اللجنة التنفيذية في المنظمة، غسان الشكعة، أشادوا بالجنرال عمار وبما تحلى به مما اعتبروه “صفات إنسانية طيبة وتعامله الإيجابي مع نظرائه الفلسطينيين في الضفة”. وأعرب المدني، الذي يتولى رئاسة لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في منظمة التحرير الفلسطينية، عن أمله في أن يتوصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى خطوات عمليه لصنع السلام، وأن يكون أمثال الجنرال “عمار” قدوة للصلة الإيجابية بين الشعبين، على حد قول “المدني”.
وكان الجنرال في الجيش الصهيوني “منير عمار” قد لقي مصرعه، يوم الجمعة الماضي، بعد تحطم طائرة مدنية صغيرة كان يقودها في جبال كمون بالجليل الأسفل، وقالت تقارير عبرية حينها إن أسباب تحطم الطائرة لا تزال مجهولة، حيث تقوم الأجهزة الأمنية المختصة بالتحقيق في ظروف مقتل الجنرال الذي عثر عليه وقد فارق الحياة، وذلك بعدما أعلنت سلطة مطار حيفا الذي أقلعت منه طائرة الجنرال عن فقدان الاتصال مع الطائرة بعد 4 ساعات من إقلاعها.
ردود فعل غاضبة
التعزية الفلسطينية لم تختلف كثيرًا عن نظيرتها الصهيونية، ففي الوقت الذي أشاد فيه الكيان الصهيوني بالجنرال الإسرائيلي الذي سفك دماء العديد من الفلسطينيين لخدمة الكيان الصهيوني، خرجت السلطة الفلسطينية لتشيد به وتقدم التعزية.
الخطوة الفلسطينية المفاجئة وغير المتوقعة من الرئاسة الفلسطينية أثارت ردود فعل ساخطة ومستنكرة بشكل كبير، حيث ندد العديد من المكونات السياسية الفلسطينية بالزيارة، خاصة أنها تأتي في ظل استمرار الهبّة الفلسطينية وما يقابلها من تصاعد حدة الجرائم الصهيونية تجاة الفلسطينيين، سواء بالقتل بدم بارد أو الاعتقال أو التعذيب أو سن القوانين العنصرية الجائرة.
ووفقاً لموقع البديل المصري فقد طالب النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، حسن خريشة، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحل لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي التابعة لمنظمة التحرير، ومحاكمة من قاموا بتقديم العزاء في الضابط الإسرائيلي. ووصف خريشة ما جرى بالمُعيب والمُخجل من قيادات فلسطينية، مستدركًا أن ما جرى هو تطبيع وزحف نحو الاحتلال، وتنكر لدماء الشهداء الفلسطينيين. وعبر خريشة عن رفضه لمبررات ساقها الوفد الفلسطيني، حول أن الضابط المقتول درزي وليس يهوديًّا، متابعًا: “الدروز الفلسطينيون هم فقط من يرفضون المشاركة في الخدمة بجيش الاحتلال”.
من جانبه رأى عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، صلاح الخواجا، أن زيارة الوفد الفلسطيني والتعزية في ضابط في جيش الاحتلال يُشكل ضربة قوية لكافة جهود وقف التطبيع ودعوات مقاطعة الاحتلال. وقال الخواجا إن التعزية في مقتل الضابط في جيش الاحتلال خطر حقيقي على مستقبل الإنجازات التي حققتها لجان مقاطعة الاحتلال في مختلف مجالاتها. وشدد على :أن أي لقاء فلسطيني – إسرائيلي يندرج في إطار التطبيع والخروج عن فكر المقاطعة للاحتلال الذي توافقت عليه الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا