التمييز العنصري فيروس يلوث العلاقات الإنسانية


الثورة نتعبد الكريم مهيوب –
تعد ضاهرت التمييز العنصري من الموضوعات التي شغلت الناس ولا تزال تشغلهم إلى اليوم¡ على الرغم من تغير مظاهر التمييز التي يقع ضحيتها عدد من الناس في مجتمعات بشرية مختلفة. وتظل مشكلة التمييز العنصري مشكلة إنسانية عامة¡ مما يقتضي النظر إليها بظرة شاملة.
ويصادف اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري في الحادي والعشرين من مارس من كل عام
فالعنصرية (أو التمييز العرقي) (Racism) هي الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين. كما يستخدم المصطلح ليصف الذين يعتقدون أن نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة¡ وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها¡ وأن فئة معينة لها الحق في أن تتحكم بحياة و مصير الأعراق الأخرى.

ودعت منظمات لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري الى ضرورة زيادة الاهتمام بحقوق الإنسان والعمل بكل جدية على رفض جميع أشكال التمييز على المستويين الوطني والدولي.
وإلى توفير الضمانات المناسبة لعدم التعرض أو الاعتداء على الكرامة الإنسانية بما يكفل تعزيز المبدأ الذي أشار إليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المؤرخ 10 ديسمبر 1948 في مادته الأولى: «يولد جميع الناس أحرارا◌ٍ متساوين في الكرامة والحقوق¡ وقد وهبوا عقلا◌ٍ وضميرا◌ٍ»¡

وقال خبرا رغم الجهود المبذولة على مدى عقود من أجل القضاء على فيروس العنصرية¡ إلا أنه ما زال يلوث العلاقات الإنسانية والمؤسسات الإنسانية في كل أنحاء العالم. واليوم¡ ظهرت أشكال جديدة من التمييز لتضاف إلى المظاهر القديمة لهذا الوباء من قبيل التمييز المؤسسي والإجحاف غير المباشر والعنف العنصري وجرائم الكراهية والتحرش والاضطهاد¡ وهو ما يشكل تحديا للعديد من المكتسبات التي تحققت. إذ تستخدم شبكة الإنترنت لأغراض الدعاية للعنصرية¡ ويتزايد عدد ضحايا الاتجار بالبشر¡ وتتنامى لكراهيه في الخطابات السياسية¡ وإخضاع أشخاص أبرياء ”للتصنيف العرقي“ حيث عادت تطل بوجهها الملبخ بالحقد ولممارسات الوحشية التي يمكن أن تفضي إليها العنصرية عندما لا يتم التصدي لها.

ورغم الجهود التي بذلها المجتمع الدولي على مدى السنوات الماضية من أجل القضاء على آفة العنصرية والتمييز العنصري وما يرتبط بها من انعدام التسامح¡ فإن العنصرية لا تزال منتشره. وتحاول العنصرية في أشكالها وتجلياتها المعاصرة كسب مزيد من الاعتراف الخلقي والسياسي والقانوني من خلال أساليب غير مباشرة كالتشريعات المرتبطة بحرية التعبير.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التكاتف من أجل القضاء على العنصرية¡ و إن الرياضة هي إحدى السبل التي يمكن أن تعين على بلوغ هذا الهدف.
وقال بان¡ في رسالته بمناسبة¡اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري إنه على الرغم من التقدم المحرز إلا أن العنصرية مازالت تهدد الأفراد والجماعات العرقية والدينية في العالم¡ وتعد خطرا على الاستقرار وانتهاكا جسيما لحقوق الإنسان.
وأضاف إن اليوم يعد فرصة لتسليط الضوء على التناقض الحاد بين القيم الإيجابية للرياضة وبين حوادث العنصرية المقيتة التي طالت حتى بعض المنافسات الرياضية المحترفة.
و ناشد بان الجميع لتجديد الالتزام بالقضاء على التمييز العنصري وبتحقيق الطموح المشترك المتمثل في تمتع الناس كافة بالعدالة والمساواة والتحرر من الخوف.

ولجدير بذكر إن:الإ حتفل باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري في الحادي والعشرين من مارس آذار إحياء لذكرى مجزرة شاربفيل في عام 1960 عندما قتل تسعة وستون متظاهرا سلميا بيد الشرطة أثناء تظاهرهم ضد قوانين الفصل العنصري.

قد يعجبك ايضا