انتهاكات فاضحة لحقوق العمال الأجانب في قطر

اتخذت الانتهاكات المرتكبة بحق العمال في قطر منحى جديدا بعد اتهامات أكثر تحديدا وتفصيلا في هذه الدولة الخليجية التي تقيم مشاريع انشائية ضخمة لاستضافة مونديال 2022.
وتواجه قطر تحديا رئيسيا بحلول 2022 يتمثل في تجهيز انشاءات ضخمة كالملاعب والفنادق وشبكة المترو وغيرها مما يستوجب مئات الالاف من العمال الاجانب الذين تترصد اوضاعهم منظمات حقوقية وتضعهم وسائل الاعلام تحت المجهر.
وتسلطت الأضواء على أوضاع عمال البناء في قطر منذ ان ذكرت صحيفة غارديان البريطانية في سبتمبر 2013 أن عشرات العمال من نيبال توفوا أثناء فصل الصيف وأنهم لم يحصلوا على كميات كافية من الغذاء والماء.
وفي تقرير جديد نشرته امس اكدت منظمة العفو الدولية ان اكثر من مئة عامل اجنبي يساعدون في بناء ملعب لدورة مونديال 2022 في قطر، عانوا من تجاوزات فاضحة ومنهجية بما في ذلك العمل القسري.
وهي المرة الاولى التي توجه فيها المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها لندن اتهاما محددا يتعلق بعمال في ورشة للمونديال بعد ان وجهت انتقادات عدة للممارسات المتعلقة بالظروف الاجتماعية للعاملين في قطر.
وقالت المنظمة ان العمال في استاد خليفة الدولي الذي ستنظم فيه مباريات بطولة العام في العاب القوى في 2019، كانوا ضحايا العمل القسري.
واضافت ان الشركات التي توظفهم كذبت عليهم بشأن اجورهم بينما لم تدفع لهم اخرى اي اجر منذ أشهر ويتم ايواؤهم في “مخيمات بائسة”.
وتابعت العفو الدولية ان سبعة عمال منعوا من العودة الى بلدهم لمساعدة اسرهم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال في ابريل 2015.
وقال مصطفى قادري من منظمة العفو “انها دورة لكأس العالم قائمة على الاستغلال”.
وجه قبيح للعبة جميلة
من شأن التقرير الذي يحمل عنوان “الوجه القبيح للعبة الجميلة” ويتضمن 51 صفحة ان يؤجج الانتقادات الدولية الموجهة لقطر ويشكل ضغطا على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورئيسه الجديد الايطالي السويسري جاني اينفانتينو حول قضايا حقوق الانسان.
ويتعلق تقرير منظمة العفو بمشاريع تنسيق وتجميل الملاعب في “اسباير زون” وهو مجمع رياضي مشهور في الدوحة حيث تدرب فريق باري سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونخ الالماني هذه السنة.
وقالت المنظمة انها اجرت تحقيقها على مدى سنة حتى فبراير 2016 وجمعت شهادات 234 رجلا معظمهم من بنغلادش والهند والنيبال. واضافت ان 228 منهم قالوا انهم يتلقون اجورا اقل مما وعدوا به قبل ان يتوجهوا الى قطر.
ولا خيار لكثيرين منهم سوى القبول نظرا لكونهم كلهم مدينين بمبالغ قد تصل الى 4300 دولار، استدانوها للعمل في الخليج.
وقالت المنظمة ان العاملين في استاد خليفة و”اسباير زون” يعيشون في مساكن مكتظة ورديئة وانه “في حالة واحدة كان المدخل الرئيسي للمسكن غارقا في المياه التي تفوح منها رائحة المجاري بسبب تسرب من انبوب.
وقال التقرير ان معظم العمال صودرت جوازات سفرهم في مخالفة للقانون القطري وان 88 رجلا بينهم النيباليون “منعوا من مغادرة قطر”.
قال عامل في لحام الحديد في استاد خليفة عرف عنه باسم ديباك لمنظمة العفو ان حياته في قطر “اشبه بالسجن” وانه عندما اشتكى هدده مسؤوله بانه قد يتحمل “تبعات” جراء ذلك.
واقرت العفو الدولية بان اللجنة القطرية العليا المكلفة الاشراف على المونديال اعتمدت بعض تدابير الحماية الاجتماعية، الا انها طلبت اصلاحات اخرى بينها معايير لتوفير ظروف معيشة جيدة للعمال يجب ان تلتزم بها كل الشركات.
ودعت المنظمة قطر الى اصلاح نظام “الكفالة” بصورة اساسية لانه يجعل العمال الاجانب تحت رحمة مستخدميهم القادرين على منعهم من السفر او تغيير العمل.
يشار إلى أن  الامين العام للجنة العليا للمشاريع حسن الذوادي أقر  بامكانية حصول تجاوزات لكنه قال ان التزام سلطات قطر بالاصلاح “واضح وراسخ”واتهمت منظمة العفو كذلك الفيفا “بالتقصير” في تحركه.

قد يعجبك ايضا