عبدالباري (عطان)
محمد غبسي
العربي الفلسطيني الوحيد الذي لم ينس مواقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية يكتب وكأنه في إحدى جبهات القتال في اليمن ، يتكلم بشموخ وعزة وكرامة وانتماء وكأنه جبل عطان ، يتألم معنا وكأنه يفقد كل يوم واحداً من أطفاله بغارات الحقد السعودية ، يقصفوننا بصواريخهم فيقصفهم بتعصبه للحقيقة وحدها ويرعبهم بوقوفه إلى جانب جبال اليمن الأبية ، ويمطرهم بقنابل حبه ووفائه لمهد العرب وأصل العروبة .
عبدالباري عطوان.. لا يكفي أيها الأصيل أن نرسل لك كلمة شكر أو شهادة تقدير ولا يكفي أن نعلق على عنقك وسام الوحدة والجمهورية والديموقراطية ، لا يكفي أن نتشارك وجهة نظرك التي فقأت أعين الأعداء ومرتزقتهم ، لا يكفي أن نحبك يا من جندت قلبك وقلمك للسباحة في حب بلدنا الذي خذلته دول وحكومات وشعوب غُلبت على أمرها فصمتت ، لموقفك يا سيدي أكبر من أن نستطيع شكرك عليه ، رأيناك في الوقت الذي لم نرى ملايين العرب ، سمعناك في الوقت الذي لم نعد نسمع فيه سوى أصوات الطائرات النساء والأطفال .
لا يماثل ثباتك في معركتنا إلا جبل عطان…لن نحاول يمننتك برفع صورك في شوارع العاصمة و ونلقبك ” عطان ” فأنت أكثر من شعب وأرفع من جبل يا سيدي…لكنه عهد علينا أن نكتب اسمك على قمم الجبال كي لا ننسى مواقفك الأصيلة الثابتة ، كي لا ننسى كلمتك المدوية ، كي لا ننسى حيرتك وأنت تفتش في روحك عن شهدائنا ، لن ننسى حبرك الذي سال من أوجاعنا ، لن ننسى صوتك الذي بُح وهو يواجه عشرات القنوات الإعلامية المعادية لنا ، عهداً علينا ألا ننساك يا كبير .