إعلام المرتزقة والخطيئة القاتلة
أحمد يحيى الديلمي
من يتتبع أسلوب وسائل إعلام الدفع المسبق التي تدعي أنها معنية بتغطية الأحداث والمآسي والكوارث والمجازر البشعة التي يتعرض لها الوطن اليمني على مدى عام كامل يجد أنها تثير الاشمئزاز وتستفز المشاعر وكثيراً ما تبعث الشفقة على عشرات الإعلاميين والساسة الذين طالما ملؤا الدنيا ضجيجاً وكتبوا مقالات و قصائد وألقوا خطباً عصماء تتباكى على الوطن وتحذر من مطامع بني سعود التوسعية وعززوا هذا الخطاب التحريضي بفتاوى دينية صدرت عن ما يسمى بهيئة علماء اليمن قالت بشكل جلي وواضح لا يقبل اللبس ما مضمونه أن تواجد أي قوات أجنبية غازية في أي شبر من الأرض اليمنية أو في المياه الإقليمية يوجب القتال للدفاع عن كرامة وسيادة واستقلال الوطن اليمني مؤكدين أن الجهاد في هذه الحالة يصبح فرض عين على كل يمني باعتباره جهاد في سبيل الله .
فما الذي حدث ؟ وما الذي تغير ؟
ما يسمى بدول التحالف بقيادة بني سعود . دنست الأرض اليمنية والشواطئ البحرية احتلت محافظات بكاملها بشكل مباشر أو عن طريق الربيب الشرعي لهذا العدوان ممثلاً في القاعدة وأخواتها فأين المواقف التي تترجم تلك الفتاوى الصارخة وتؤكد مصداقيتها على أرض المواقع ؟.
أين ذهب أولئك المتباكون على سيادة وكرامة واستقلال الوطن ؟
للأسف الجميع انزلقوا إلى مهاوي الارتزاق والعمالة والخيانة !!
وظفوا القنوات والمواقع الإخبارية التابعة لهم لتزييف الحقائق والتضليل . وممارسة كل أنواع الدجل والكذب تارة بأسلوب الإرجاف والتهويل للحديث عن انتصارات وهمية والتبشير بالتحركات المرتقبة لقوى العدوان وتبرير أعمال الإبادة الممنهجة لكل شيء يتصل بالحياة والخدمات الأساسية لا يستغني عنها أي إنسان والجرائم البشعة المخالفة لأبسط القيم الإنسانية ، وأخرى تسبب المرارة والدهشة كونها تتصدى للدفاع عن أعمال القتل والسحل والصلب و التمثيل بجثث الأبرياء من المواطنين اليمنيين من قبل العناصر الإرهابية . بقصد التشويش على المنظمات الإنسانية الباحثة عن الحقيقة تندفع هذه الوسائل الإعلامية المأجورة إلى تغطية هذه الأعمال الغاية في البشاعة والإجرام باعتبارها بطولات خارقة وإلباسها ثوب المقاومة أو ما يسمى بالجيش الوطني وقوات هادي ومنح الجماعات الجانحة المغرقة في التطرف والإرهاب صكوك المشروعية ومباركة ما تقوم به من أعمال إجرامية لطالما أنها تترجم الرغبات المريضة المكبوتة وتنفذ خطط المعتدين .
لا أقول هذا الكلام بقصد التهويل وإلصاق التهم بالآخرين جزافاً لكنها حقائق ناتجة عن متابعة دقيقة لما تبثه هذه الوسائل المجسدة لإرادة العدوان وعلى أي متابع الدخول إلى مواقع هذه الوسائل وسيفاجأ بالغُثاء الكبير من الزيف والكذب والدجل والتباكي الخادع على حقوق الإنسان وانتهاكها في اليمن من قبل العناصر الإنقلابية كما يحلو لهذه الوسائل وصفها . وللإعلاميين ممن يحملون الجنسية اليمنية الذين سقطوا في مستنقع الخيانة .
لن يجد أي إدانة أو استنكار لأي من هذه الجرائم بقدر الحرص على تمجيد الجرائم والمجازر البشعة من قبل المعتدين وإردافها بشعارات الزيف والابتذال بما يوحي للمتابع غير اليمني أن آلاف الطلعات الجوية تقذف الورود وأنها في مهام إنسانية لخدمة الشعب اليمني .
هذا السلوك الحياتي الشاذ لم يتوقف عند مستوى الانحطاط الذي أسلفت لكنه يتعمد التحريض وإثارة النعرات الطائفية بشقيها المذهبي والمناطقي وكلها أفعال إجرامية تمثل الخطيئة القاتلة الهادفة إلى تمزيق النسيج الاجتماعي والإصرار على إطالة أمد الحرب لسفك المزيد من الدماء اليمنية البريئة . إنه حقد هستيري ووحشي قاتل . ما يحمد للإعلام الوطني أنه صمد في وجه موجات زيف وظلال الإعلام المأجور ولا يزال يجسد رسالة المحبة والسلام وسيظل نبراساً للمواطنة والولاء الصادق للوطن رغم إمكانياته المحدودة وتآمرات المعتدين التي حاولت خنقه وتحجيم دوره لكنها فشلت . والأمل أن يتعاظم دور إعلام الصمود والتصدي لينقل للعالم أبشع جرائم حرب الإبادة ويمحي من الأذهان ما علق بها من فبركات إعلاميي الخطيئة القاتلة ، ومن الله نستمد العون والنصر المبين . .