لأجل اليمن
عبدالمجيد التركي
احتشد الناس، صباح السبت، في ميدان السبعين، في الذكرى الأولى للعدوان، ونتمنى ألَّا تكون هناك ذكرى ثانية، واحتشدوا في الستين والروضة أيضاً، وملأوا الأرض حماساً وغناءً وأناشيد وزوامل وحرية.
لم يخرج الناس لأجل الزعيم علي عبدالله صالح، ولا من أجل السيد عبدالملك الحوثي، وإنما خرجوا رفضاً للعدوان وحباً في اليمن وتنديداً بجرائم آل سعود.
الكثير من الناشطين، الذين تدور كل معاركهم في الفيس بوك والتويتر فقط، حاولوا الاصطياد في الوحل، فقالوا إن مسيرة أنصار الله أكبر من مسيرة المؤتمر، وقال بعضهم عكس ذلك، متناسين أن اليمن هي الأكبر، وأن أنصار الله هم جزء من الشعب، وأنصار المؤتمر هم جزء من الشعب أيضاً.
خرج الشعب، صباح السبت، تحت تحليق طائرات آل سعود، ولم يرفع أحد منهم بصره، فقد تجاوزنا مرحلة الخوف، وأصبحنا نتلهَّف للموت في سبيل هذا الوطن الذي بغى عليه جيرانه الأشقياء.
خرج الجميع في محبة الوطن، ويكفي السيد عبدالملك الحوثي أنه وجَّه بندقيته إلى نحور آل سعود.. ويكفي الزعيم علي عبدالله صالح أنه لم يذهب إلى فنادق الرياض ووقف إلى جوار الشعب، فهل كل الذين خرجوا صباح السبت انقلابيون، والذين في فنادق آل سعود هم الشرعية!!
هذه الحشود العظيمة ستقلب المعادلة وتجعل العالم يعيد مراجعة أوراقه تجاه هذه الشرعية العاجزة عن حماية نفسها، رغم أنها تحت حماية عشر دول، لذلك هي شرعية فنادق لا أكثر.
وقد كشفت هذه الحشود للعالم أن آل سعود لا يهدفون لإعادة الشرعية بقدر ما يستهدفون اليمن، حضارة وإنساناً. لأن الشرعية التي يتحدثون عنها لم تستطع تأمين حارة واحدة في عدن.
Magid711761445@gmail.com