السياحة عام من العدوان

عبدالوهاب شمهان
ويمضي عام على عدوان المملكة السعودية علي الجمهورية اليمنية وشعبها لأسباب وهمية لا ترقى إلا لكونها إعلان الحرب، لكن الواقع المشاهد للعالم وللمجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة لم تضع مصلحة المنطقة وكسب ود الشعوب في أول أجندتها السياسية في المنطقة العربية ولم تأخذ العبر والمصلحة الأمريكية في المرتبة الأولى من تصرفاتها لكنها انجرت وراء تقارير استخباراتية إسرائيلية أمريكية داعمة للحليف العربي الدائم لتحقيق تهوره وحماقة حكمه الذي لم يراع ودا ولا صداقة أو أخوة لعروبة أو الدين  أو لجوار أو للمصالح المشتركة لشعوب الجزيرة بل سعت بقوة نفوذها واقتصادها وجيشها وحلفاؤها المرتزقة من  الدول والأحزاب الخاسرة والنفوس الضعيفة ساحبة معها أعضاء مجلس التعاون الخليجي عداء السلطنة العمانية العربية الأصيلة بفضل من الله وبحكمة قائدها السلطان قابوس الذي بذل كل جهد إقليمي وعالمي لإنهاء الحرب ، لكن الغاية الأمريكية الإسرائيلية أبت إلا استمرار الحرب والعدوان وتعزيز قدرات الإرهاب بعون لوجستي ومشاركة جوية بحرية برية لقتل أكبر عدد من اليمانيين بل لإبادة العدد الأوفر من الأسر اليمنية عن بكرة أبيها، أن هذه الحرب وقفت مع أفراد وأحزاب خاسرة ضد شعب بأكمله ودفعت بالإرهاب كقوة مقاومة متخذة من أنصار الأحزاب التي وقعت في شباك المملكة أداة لإشعال الفتنة الداخلية في عدد من المناطق اليمنية حتى أصبح الأخ يقتل أخاه ويا للأسف على كل قطرة دم يمنية ذهبت مع الباطل كان الأولي لها الوقوف مع الأرض الطيبة ضد العدوان.
وخلال عام من العدوان كان من بين ضحايا العدوان السياحة اليمنية بمنشآتها ومقوماتها الطبيعية والثقافية والتاريخية والأثرية مدمرة قطاع السياحة المتمثل في رأس المال السياحي للمغتربين في أنحاء العالم ورجال الأعمال والاستثمار السياحي اليماني وفوق كل ذلك إنهاء حياة العمالة اليمنية السياحية تحت أنقاض المنشآت والمطاعم والقطاعات المساعدة بتدمير مصادر أرزاقهم وقوت أطفالهم أنها أكبر عملية حربية في العالم لإبادة شعب بالنار وبالحصار وبمنع الدواء والغذاء وحتى المياه أنها جريمة القرن الواحد والعشرين والذي وقفت فيه حكومات الاتحاد الأوروبي وأمريكا والعالم أجمع موقفا داعما للإرهاب ابتداء من العام 2011م ومكنته من تنظيم صفوفه وتدريب عناصره وتكوين جيوشه ومدته بكل عناصر القوة وكما يقال من الإبرة إلى الصاروخ بل وجندت قدرات السعودية والإمارات وقطر بشكل خاص لصالح كافة التنظيمات الإرهابية تحت دعم السنة ضد الشيعة ، ساعية بمبررات طائفية لا أساس لها لإشعال حرب لانهاية لها مرسلة الإمدادات من عناصر بلاك ووتر وأخواتها الأمريكية والسودانية والسنغالية و…الخ مجزأة الأرض اليمنية إلى محاور ومربعات قتال بلا هوادة ولا رحمة فيها حتى للحيوان مستخدمة أبشع وأقوى ما أنتجته مصانعها الحربية ، ومع كل ذلك الجمع لم يحقق هدا التحالف إلا الخزي والعار والسمعة السيئة ،  لم تحقق هدفا واحدا من الأهداف بل فضحت الأوراق ومدت يد العون لمن فجروا في فرنسا وبلجيكا وفي تركيا وقلبت الحياة الساكنة تلى رعب دائم يذهب الأبرياء المسالمين ضحية تلك التفجيرات وما يتبعها من آثار تفرض أيضاً علي الأبرياء وتضعهم في نقمة المجتمعات والواقع أن المسؤولية تقع علي الولايات المتحدة الأمريكية وحكومات الاتحاد الأوربي الواقفة وبقوة في صف الإرهاب طمعا في الأموال وفي السيطرة علي اليمن وجزره متناسية كل العلاقات الثنائية دافنة كل ما قالته عن الديمقراطية في اليمن حبا ودعما لأمن ما سمي إسرائيل المغتصبة للأراضي الفلسطينية ،وما يضحك ويبكي في آن واحد هو موقف الحكومة الفلسطينية حليفة العدوان ضد الشعب اليماني وهذا إلى جانب مواقف المملكة والإمارات هي أهم المواقف التي يجب إلا تنسى بما فيها مواقف السيسي والبشير والجامعة العربية بكافة عناصرها المرتزقة بائعي الذمم والأخلاق والقيم ، المشاركون في سفك الدم السوري والعراقي واليماني والليبي والتونسي والجزائري ، يجب أن لا ننسى من رخص لسفك دماء أطفالنا ونسائنا المؤمنات واستباح الأرض والعرض، وهذا هو ما حققته الإدارة الأمريكية في كل يوم تصنع عدوا لها ومعها بريطانيا.
إن الشعب الأمريكي والبريطاني يصرخ بقوة ضد الحرب ولا يسمع صوته وكذلك حال الشعوب الأوروبية أما العرب فقد فقدوا عروبتهم وثقافتهم وكرامتهم وخنعوا وفي هذا الخنوع أعلنوا موت عبدالناصر وهواري بومدين وصدام حسين وعرفات، هؤلاء الزعماء لم يموتوا إلا بموت العرب بموت شعوبهم التي لم ترفع صوتا معارضا لقتل اليمانيين .
في هذا الجو الدامي والحصار الخانق والدمار الشامل كيف يمكن تصور السياحة اليمنية والمدن اليمنية التاريخية العالمية الحية والمدن الأثرية وكل معالم الحياة ،لا يمكن تصورها تحت هذا الكم الفظيع من الغارات الجوية إلا مستوية على الأرض، نعم وقع الضحايا بالآلاف ودمر ما لم يمكن حصره في هذه الزاوية في كل عنصر سياحي وكل القطاعات ومع ذلك وبرغم الفارق في القوة والعتاد والعدد إلا أن الشعب اليماني ظل صامدا بعزيمة وإرادة لم يرضخ ولم يستسلم ولم يفقد الثبات والإيمان واحتسب من ذهب أبنائه شهداء عندالله، وستبقى اليمن البلد المضياف لأحبائه ومناصريه من شعوب هذا العالم ضد العدوان.

قد يعجبك ايضا