إدارة.. بحجم وزارة!

وجهة نظر

علي الريمي

في وزارة الشباب والرياضة ـ كما في غيرها من الوزارات ـ هناك الكثير والكثير جداً، من الإدارات العامة ذات المسميات العديدة والمتعددة ويتم رصد أرقاماً فلكية كموازنات سنوية لتلك الإدارات المفترض أنها تنفذ عديد من المهام ضمن الهيكل التنظيمي العام للوزارة، وتؤدي أعمال مناطة بها وفق ما هو محدد في المهام والاختصاصات التي أنشئت بموجبها كل إدارة من تلك الإدارات التي يتجاوز عددها في وزارة الشباب والرياضة الـ (30) إدارة عامة، لكن ـ للأسف ـ فإن غالبية ذلك العدد الهائل من الإدارات، مجرد مكاتب وغرف شبه جامدة طوال السنة رغم الاعتمادات المالية المرصود لها في الميزانية المعتمدة للوزارة، إلا أن أغلب تلك المخصصات تذهب في غير ما هو محدد لها.
ويعلم الكثيرون كيف يتفنن البعض في تلك الإدارات في عملية إخلاء العهد المالية نهاية كل عام إلخ.. وإجمالاً يمكن القول: إن من بين كل ذلك العدد الكبير من الإدارات العامة، لا يوجد سوى عدد قليل جداً ربما لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، من الإدارات الفاعلة وذات العمل المستمر والملموس, كالإداراة العامة للنشاط الرياضي والإدارة العامة للاتحادات والأندية وإلى حد ما الإدارة العامة للشؤون القانونية.
وكذلك الإدارة العامة للتأهيل والتدريب، التي باتت تعرف ـ مؤخراً ـ بمركز إعداد القيادات الشبابية والرياضية، فهذه الإدارة، تعد نموذجاً رائعاً للإدارات العاملة بفاعلية. ونشاطها منتظم طوال أشهر السنة صيفاً وشتاءً في الخريف والربيع، ويمكن القول أن سبب تمييز هذه الإدارة يعود للقائمين عليها بقيادة الأخ أحمد السياغي ومعه مجموعة رائعة من الشباب والشابات يعملون كخلية نحل لا تكل ولا تمل، بفعل ذلك التحفيز المستمر الذي يجده أفراد هذا الطاقم من قبل المدير العام أحمد السياغي الذي استطاع أن يفعل هذه الإدارة بكل حماس منذ أن تم تعيينه على رأس هذه الإدارة ويكفي أنه حول أسمها من الإدارة العامة للتأهيل والتدريب إلى مسمى آخر هو (مركز إعداد القيادات الشبابية والرياضية) دون أي اعتراض من الوزارة.
وهو ما يعد دليلاً على أن الرغبة في تفعيل العمل في الإدارة (أي إدارة) يبدأ من تجاوز المسميات، بمعنى أنه ليس شرطاً التقييد فقط وحرفياً بالاسم أو الاختصاصات المحددة في الهيكل الوظيفي لهذه الإدارة أو تلك، ولكن بالإمكان وبقليل من الجراءة القيام بالكثير من الفعاليات والنشاطات التي تتجاوز ما هو محدد من مهام مناطه بأي إدارة وبالطبع من دون تجاوز الآخرين أو التعدي على اختصاصات الإدارة الأخرى.
وهو الأمر الذي قام به مدير عام إدارة التأهيل والتدريب فكان أن نظمت إدارته دورات في عدة مجالات كالحاسوب والأنترنت لموظفي الوزارة ثم في اللغات وتعدى ذلك إلى تنظيم دورات في مجال الإعلام وآخرها دورة إعداد وتأهيل العاملين في مجال اعداد وتقديم البرامج الاذاعية والتلفزيونية والتي حاضر فيها نخبة من ألمع الوجوه الاذاعية والتلفزيونية من الإذاعات والقنوات العامة والخاصة وامتد دور ونشاط وديمومة هذه الإدارة إلى استضافة معظم الدورات الخاصة بالاتحادات الرياضية في التحكيم والتدريب والإدارة.
ونظمت الإدارة العامة للتأهيل والتدريب بداية العام الجاري فعالية إحياء الذكرى الـ (15) لرحيل شيخ الاعلاميين الرياضيين الراحل / محمد عبدالله فارع وهذه الفعالية كان يمكن للإدارة العامة للإعلام بالوزارة التصدي لتنظيمها ( بحكم الاختصاص)  الا أن خمول إدارة الاعلام، جعل الأخرين يتصدون لمثل هذه الفعالية، وفي اعتقادي الشخصي أنه يحسب للأخ أحمد السياغي مبادرته الرائعة في إحياء ذكرى رحيل الفارع وليس في ذلك أي تعدٍ على اختصاص الإدارة العامة للإعلام التي لم يعدلها أي تواجد فعلي سوى من حيث الاسم فقط لاغير.

آخر السطور
نشد على أيدي الأخوة في الإدارة العامة للتدريب والتأهيل ( مركز اعداد القيادات ) لمواصلة رحلة الإبداع والعمل الدؤوب بقيادة المايسترو أحمد السياغي الذي سبق له تحقيق نجاحات مماثلة عندما تولى العمل في الإدارة العامة للاتحادات والأندية وبعيداً عن بروتكول البروقراطية الممل فالإجتهاد شئ جيد إذا كان من أجل العمل والإنتاج وليس للبهوجة أو لكل ذلك وغيره.. يمكن القول أن لإدارة العامة للتدريب والتأهيل تعتبر إدارة تضاهي في عملها.. عمل الوزارة.. وكفى!!.

قد يعجبك ايضا