يرى بعض المتابعين لما سبق وإن عبَّر عنه بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة بحسب ما نشرته صحيفة “الثورة” الرسمية أنه قلق حول جرائم العدوان السعودي بالنظر لما يكتب في الصحيفة من أخبار وتقارير ونشر إدانات الرأي العام لمواقف المنظمة الأممية لأنها في الحقيقة والواقع داعمة للعدوان السعودي ضد أبناء الشعب اليمني دون مبررات توجب ذلك العدوان مع العلم أن المملكة عضو في الأمم المتحدة وقد حشدت العالم وحشدت الدول التي تنتمي إلى الأمم المتحدة ثم شنت عدوانها على اليمن التي هي الاخرى عضو في تلك المنظمة .
اسكندر المريسي
والملاحظ كما جاء على لسان القائم بأعمال السفير الروسي بصنعاء الذي أشار إلى أن أمين عام الأمم المتحدة طلب إليه نقل قلقه إلى المسؤولين اليمنيين حول ما تنشره صحيفة “الثورة” .
إن بان كي مون بحسب اللوائح المنظمة لأعمال هيئة الأمم المتحدة وخصوصاً الجمعية العامة وكذلك مجلس الأمن ثم الرئاسة أو ما يعرف بمكتب الأمين العام هناك أنظمة ولوائح تنص على أمين عام الأمم المتحدة في حال الاستفسار حول قضايا ذات صلة بالعلاقات الدولية أو تخص قضايا تتعلق بالنزاعات على غرار العدوان السعودي على بلادنا أن يبلغ المكتب الإقليمي التابع للأمم المتحدة بصنعاء ، حيث يرأس ذلك المكتب مفوض أو قائم بالأعمال إضافة إلى الوسيط أو المنعوت باسم ولد الشيخ المكلف من الأمين العام بمتابعة مجريات الشأن اليمني على أساس ما جرى تسميته بالوسيط الدولي أو المبعوث الاممي وعلى أن يتم بموجب ذلك اللقاء بالمعنيين من المسؤولين اليمنيين أكانوا في رئاسة الثورية العليا أو في قطاع الإعلام إزاء ما يعتبر استفساراً حول مسألة معينة .
إلا أن إبلاغ القائم بأعمال السفارة الروسية التي لا تعتبر المكتب الإقليمي للأمم المتحدة حول التقارير الإخبارية المنشورة في صحيفة “الثورة” على خلفية نشر الفعاليات المناوئة للعدوان السعودي الغاشم وما أسفر عن ذلك من إدانات واسعة من قبل المواطنين اليمنيين إلى مكتب الأمم المتحدة بصنعاء ، لأن هناك استياء شعبي واسع من الشعب اليمني يطالبون فيه إغلاق مكتب الأمم المتحدة لأن أكثر من عشرين دولة أعضاء في المنظمة الأممية تشن عدوانها على اليمن ولم تدن الأمم المتحدة العدوان بشكل كامل ولكن تدين بعض النتائج خلطاً للأوراق ودعم غير مباشر لما تقوم به الرياض من أعمال إجرامية .
وبالتالي الأمم المتحدة تظهر في حقيقتها مشاركة في العدوان وجرائمه في اليمن وبالتالي الرسالة التي نقلتها السفارة الروسية بصنعاء إزاء ما اعتبرته بأن الأمين العام بان كي مون يشعر بالقلق.
رسالة تنطوي على النفي والإثبات في آنً واحد كما تنطوي أيضاً على التكذيب والتصديق لأن الرسالة لم تقدم من ولد الشيخ ولا تم تقديمها من المكتب الإقليمي التابع للأمم المتحدة وليست السفارة الروسية تعتبر في الترتيبات المشار إليها مفوضية تابعة لمكتب الأمين العام بان كي مون ولكنها تتبع الخارجية الروسية باعتبار روسيا الاتحادية عضواً مستقلاً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ولا تمارس الوصاية على اليمن كما يريد أمين عام تلك المنظمة أن يسيء بذلك لبلاد اليمن .
لأنه أعفى الجهات المعنية التابعة للأمم المتحدة من نقل رسالته لكي يتم فتح مجال للشكوك أضف إلى ذلك السخرية والاستهزاء من المسؤولين اليمنيين وكأن اليمن ليست عضواً في المنظمة الأممية وإنما تابعة لروسيا الاتحادية بالنظر لما تضمنته رسالة بان كي مون وفقاً للشفرات السياسية فيما إذا صحت تلك الرسالة المنقولة عبر سفارة روسيا بصنعاء فإن المعنى المحدد أن الأمم المتحدة متواطئة في تنفيذ العدوان ومبعوثها السابق جمال بن عمر هو الذي أوصل اليمنيين إلى مرحلة الصراع والمنظمة الأممية هي من رعت مؤتمر الحوار الوطني ثم صعّدت الخلاف بين الإطراف السياسية على مخرجات الحوار وجعلت منه مدخلاً لإعطاء الصراعات قوة دفع جديدة عبرت عنها ما يسمى باتفاق السلم والشراكة التي كانت من قبل الأمم المتحدة كي تجرجر اليمنيين لكي يختلفوا مع بعضهم البعض وتحولت من وسيط محايد إلى جهة لتأجيج النزاعات وكانت تنقل وجهات نظر مختلفة من خلال مبعوثها السابق للإطراف السياسية المحلية وكأنها في مقام بوق للنزاعات أو ما يسمى باللهجة الشعبية جهة للمناكفات .
إضافة إلى ذلك لم تدن الأمم المتحدة الأعمال العسكرية التي تنفذها مملكة آل سعود ضد بلادنا وفقاً لما نصت عليه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ولم يقل أمينها العام إن اليمن طرف في نزاعات دولية مع الدول المعتدية فليست لديها مشكلة مع مصر أو السودان أو المغرب أو دول الخليج أو باكستان أو الدول المتحالفة والواضح أن السعودية العدو القديم والجديد لليمن في آنً واحد وهي التي تغذي الصراعات وتضعف البلد وتؤجج النزاعات وتدفع الأموال للوجهاء والمشائخ وتعترض على تقدم وتطور اليمن ونهضتها ولا تريد لها امناً أو استقراراً.
ومن المؤسف أن العالم لا يقول الحقيقة وبان كي مون يعرف ذلك جيداً من خلال التقاريرالمقدمة إليهم بأن مملكة آل سعود تتدخل اليمن منذ فترات تاريخية قديمة والواضح في هذه المرحلة أن الأمم المتحدة تحولت إلى غطاء للعدوان وليس ذلك فحسب بل دول الاتحاد الأوروبي تؤيد العدوان سراً ثم تصدر بيانات شجب وإدانة على غرار بريطانيا التي أيدت العدوان عندما اجتمع رئيس وزرائها ديفيد كاميرون بمسؤولين سعوديين في لندن وتحدث قائلاً: إننا لا نمانع بأن تسوي المملكة نزاعها مع اليمن بما يحفظ أمنها .
معنى ذلك أنها أجازت الحرب والعدوان ثم تخدع الحكومة البريطانية شعبها عندما توحي بإخراج مظاهرات تطالب بعدم إرسال سلاح للمملكة بعد عام من جرائم العدوان السعودي ضد بلادنا ، أليس في ذلك تناقض واضح وسخرية واستهزاء بالضحايا المعتدى عليهم من قبل الأمم المتحدة بدرجة أساسية وكأن بريطانيا في مظاهراتها الأخيرة تريد تخفي حقيقة مشاركتها في العدوان على غرار ما قام به الاتحاد الأوروبي لذر الرماد على العيون من خلال إدانة نظرية بعد عام ثم تأييد مطلق غير معلن للعدوان .
وهذا ما يجعل موقف المنظمة الأممية ليس مسيئاً للغاية ولكنه شريك في الجرائم التي ترتكب ضد الشعب اليمني منذ عام .