في وداع العم ..النبيل عبدا لوهاب
صدام عبدالواسع المخلافي
في لحظة صمت مريرة حدث ما لم يتوقعه الجميع… ها هي شمس العطاء تغرب من دون رجعة معلنة عن انطفاء جذوة من شعاع الأمل والنزاهة والكرم…
أية عبارات حزن وأهات ألم وبكاء فراق تستطيع قلوبنا أن تجبر كسرها برحيل العم عبدالوهاب
حينها وقفت مشدوها وجميع من بجواري غارقون في حالة ذهولا وهلع تتخاطفنا النظرات التائهة في عالم من الألم ..
تساءل الجميع أحقآ مات عبدا لوهاب .. ؟..
فكانت الإجابة المدوية من نجله علاء نعم لقد توفي رحمة الله عليه… والحمد لله على كل حال…
قد مت ياأبا عبدا لله لكن فعل خيرك
لم يزل حيا بذكره كاد أن يتكلم
ياأبا علاء رحلت جسداً لكن صفاتك الجميلة ومآثرك لم تمت .…..
صعدت الروح الطاهرة الى بارئها ووري جثمانه الطيب الثرى وبقيت فعال خيره حية تكاد بذكرها أن تتكلم..وظلت أرواحنا تحبس أنفاسها تحسبا للأجر من الله بهذا المصاب الجلل
النبيل الإنسان عبدالوهاب المخلافي هاهو يعلن الرحيل عنا من دون تلويحة وداع أو سابق إنذار رحل الأستاذ القدير ..فتآكلت أرواحنا حسرة على فراقه وسكنتنا موجة فراق لم يسبق لها مثيل
آهٍ ياعمي غبت على غير ماعهدناك دون أن تدع لنا بارقة أمل بالرجوع لنعقد عليها أمالنا بتجديد اللقاء بروحك الطاهرة
آهٍ يا عمي أي فاجعة هذه الذي يمكننا التعايش معها وأي فقدان هذا الذي علينا أن نذعن لقضاء الله وقدره التي لامناص منه لقد كانت وصيتك الأبوية نبراساً نقتدي بها في حياتنا ..أينما نغدو ونرحل نجد طيب ذكرك يسود المكان
لقد عاش الراحل جل حياته رقماً صعباً في مؤسسة الثورة للطباعة والنشر.. تحمل مسؤوليته بكل عزم وإخلاص وإتقان وثبت في كل الظروف…
وكما قال عنه زميله عباس السيد متحدثا عن نزاهته :
يعينك لتبني منزلك وهو يعيش في شقة بالإيجار…
ليت الكلمات والآهات والدموع بإمكانها أن تجسد ما بداخلنا من مشاعر لتنصفك ولو اليسير مما يستحق الطيبون لا مكان لهم وسط هذا الركام المثخن بالآلام كل ما في الأمر أن الرب رفعهم إليه ليعيشوا في نعيم ملكه الأبدي تاركين لنا هذا النعيم الزائف لنركض خلفه ..
كان رجلا معطاء يحب الخير للجميع ولم يحمل يوما خبثا لإنسان لأنه سبق وأن زرع له بستان حب في قلوب كل من عمل معهم بسماحة خلقه وحسن تعامله…
لقد رأيت ومنذ الوهلة الأولى لتدني حالته الصحية و حتى وفاته رحمة الله و جميع من يعمل معه في المؤسسة ما بين زائر وداعم ومعزٍ … ولكم ذرفت أمامي دموع المحبين وتوالت دعواتهم الطيبة..
وهو على فراش المرض كان صنديداً يصارع الألم… نفقد الأمل ويزرع في نفوسنا دوما التفاؤل والثقة بالله..
لم يخش الموت رحمه الله.. وظل يردد تلك العبارة دوما : مسكين من يخشى الموت وهو علينا حق …
مهما حاولنا أن نقتدي بأعمالك ونقتص أثرك ونهتدي بنقائك فلن نجني سوى شرف المحاولة لا احد يمكنه أن يرتدي تلك الأخلاق الحسنة ويتقنها سواك ..
جزى الله الجميع عنا وعنه خير الجزاء.. وأخص بالذكر كافة العاملين في مؤسسة الثورة رجالاً ونساءً وكل الأقارب والمحبين…
اللهم اجعله خيرا مما نقول واغفر له ما لا نعلم واشمله برحمتك وعفوك وغفرانك … يا أرحم الراحمين.