¶ علماء ودعاة: الانشقاق وسفك الدماء وانهيار اللحمة الوطنية من تداعياتها
استطلاع/ أسماء حيدر البزاز
الدين الإسلامي جاء مكرساً لروح الأخوة والتآلف والمساواة داعياً إلى تجسيد الوحدة الإسلامية وتعزيز أواصر الإخاء نابذاً كل أشكال التعصب الايديولوجي أو الطائفي أو المناطقي أو القبلي لأنها تؤدي إلى شرخ النسيج المجتمعي وتوسيع بؤر الخلاف والعداء وسفك الدماء بدون وجه حق، علماء ودعاة يحذرون من الانجرار وراء تلك العصبات النتنة الحالقة للدين والتي تؤججها اليوم عدد من الوسائل الإعلامية وتخدم المشاريع والأجندات الخارجية في فكفكة وحدة اليمنيين وشرخ صفهم.
دعوها فإنها منتنة هكذا بينها رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. محذراً أصحابه وأمته من الفوضى في التعصبات والعصبيات بشتى أنواعها المذهبية المناطقية القبلية بل جاء الإسلام مزيلاً لكل تلك الطبقات والفوارق التي لا تمت للدين والوسطية السمحاء بأي صلة .. هكذا استهل العلامة محمد ابو طالب – خطيب جامع حمزة حديثه عن التعصب وقال: واقعنا اليوم بكل مشاكله ومآسيه ناجم عن ابتعادنا عن منهج الدين وسنة سيد المرسلين وانجرارنا وراء تلك العصبيات المقيتة والتي هي ضجر يغذيه أعداء الأمة للفتك بأبناء الإسلام وإشغالهم عن المخاطر الحقيقية المتربصة بهم وتوسيع دوائر العداء والكراهية والشقاق والابتعاد كل البعد عن مربعات الانسجام والأخوة والاتفاق وما يدور في اليمن اليوم خير دليل على ذلك، حيث دخلت العصبية الضيقة والمكروهة في مدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا حتى في منازلنا تحت مختلف المسميات الحزبية والمذهبية وغيرها بلا وجه حق ولا إدراك لخطورتها وفداحتها وتعميقها للفرقة والصراع والتشرذم حتى غدا اليوم بعضنا يقتل بعضه البعض فتسفك دماء وتنتهك حرمات وتهدم ديار ويشرد الملايين في فتنة بصورة تعصب أعمى أهلك الحرث والنسل وأحرق الأخضر واليابس.. فهل يعي أبناء الحكمة والإيمان خطورة هذا الأمر ويتداركونه قبل فوات الأوان.
الهلاك
من جانبه استهل العلامة إبراهيم العلفي – جامع الفضل حديثه بقوله الله عز وجل (إنما المؤمنون أخوة) وأضاف : بحديثه عن جابر بن عبدالله رضع ي الله عنهما قال: كنا مع النبي في غزاة، فسكع رجل من المهاجرين – أي ضرب رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري : يا للأنصار وقال المهاجر: يا للمهاجرين، فقال رسول الله: ما بال دعوى الجاهلية؟ قالوا يا رسول الله إنه سكع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنة. وعن أبي جعب رضي الله عنه قال: انتسب رجلان على موسى عليه السلام فقال أحدهما: أنا فلان ابن فلان حتى تسعة، فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، قال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي إلى تسعة من النار، فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (تعس عبد الدينار عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله اشتعث رأسه مغبرة قداماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع).
وقال العلفي: يجب أن يجسد اليمنيون اليوم معنى الأخوة السامية لكوننا في أصعب الظروف وأحلكها ويكفينا العدوان الخارجي لا توسيع فكر ومنهج التعصب المؤدي إلى الهلاك والهاوية والعياذ بالله امتثالاً لقوله صلوات ربي عليه وآله وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وقوله (إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد كما في الرأس).
خطابات تحريضية
من جانبها دعت الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه، مختلف الوسائل الإعلامية إلى تجنب الخطابات التعصبية في برامجها وأخبارها الداعية إلى التعصب الأعمى وإقصاء الآخر والتحريض على القتل والفتن وسفك الدماء وأمور عظيمة ما أنزل الله بها من سلطان ويتقوا الله في أنفسهم وليعلموا أننا اليوم نعيش مأساة حقيقية بسببهم ولو كنا متحدين قولاً وفعلاً لما تجرأ أحد على النيل منا وليمتثلوا لقول الله عز وجل (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما) وقال تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).