الثورة/ خليل المعلمي
نظم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين – فرع صنعاء أمس على رواق بيت الثقافة ندوة ثقافية ومعرضاً للصور الفوتوغرافية، تذكروا فيها زميلهم ورفيق دربهم الأديب والشاعر محمد حسين هيثم في الذكرى التاسعة لرحيله الفاجع.
هيثم الشاعر والإنسان
وفي الندوة تساءلت الشاعرة هدى أبلان نائب وزير الثقافة قائلة: ماذا يمكن أن نقول في حضرة هيثم الشاعر والإنسان والنقابي؟ نحن نستدعيه لنعيد إحساسنا بهذا الوطن، وتابعت واصفة إياه: أنه ممن يرممون الجغرافيا في داخلنا وممن صدحوا بالقصيدة بمختلف أشكالها وكان صوتاً متفرداً في عناوينه الفكرية والإنسانية ليس فقط منفتحاً على الآخر.. أحياناً هو الآخر وهو يتمثل أحاسيس ومنطلقات الآخرين كان باتساع البحر وامتداد الأرض.
واطلقت ابلان على الشاعر هيثم لقب “ملك القصيدة بامتياز” معللة ذلك بأنه من أروع الشعراء الذين مزجوا كل هذه التضاريس في نصوصهم فكان ابناً لليمن بكاملها ولم يكن منغلقاً ولا منزوياً ولا أحادي الفكر والتوجه.
وأشارت إلى أن ذكراه تحل علينا في مثل هذه الأوضاع والمآسي، فيصعب علينا الكلام في ذكراه، لكنه الشاعر الذي يملأ الحياة جمالاً وبهاءً وتفرداً حيثما حط، نقرأه في كل إرثه ونستحضر كل هذا السمو والعنفوان.
وأكدت أبلان التزام وزارة الثقافة بطباعة الأعمال الإبداعية التي لم تطبع للشاعر الراحل هيثم على نفقة صندوق التراث والتنمية الثقافية.
الباقي من هيثم يتجاوز أشعاره
وفي حديث للفنان التشكيلي هشام علي وكيل وزارة الثقافة عن الراحل هيثم يقول: رغم الغياب إلاّ أن الباقي من هيثم الكثير يتجاوز أشعاره التي احتلت مكانة رفيعة في ديوان الحداثة العربية، وانغرست في متن الخطاب الشعري والنقدي وهّمت بمحاولات توحد صوفي وجداني، وهامت بين عرائش الشعر وعرائس البحر تكتب نصوصاً لا ينطفئ نورها ولا يخفت بريقها، ولذلك فمن المؤسف أن نقول أن هذه النصوص لم تقرأ بعد، فأن زمن هيثم الشعري لم يدرك حتى الآن فأرجأنا قراءته أو أنه هو الذي طلب هذا الإرجاء والتأجيل.
وأشار وكيل وزارة الثقافة إلى أن التسعة الأعوام التي مرت على رحيل هيثم مرت سريعاً دون أن ننتبه لذلك لأن غيابه كان فاجعاً ومفاجئاً فقد كان هيثم يفاجئنا بكثرته الغالبة، وهذه الكثرة لم تكن تأتي من جسمه الضخم ووزنه الكبير، فالواقع أن روحاً جميلة كانت تطير بذلك الجسد الكبير حتى يصبح خفيفاً مليئاً بمشاعر عميقة تفوق ما يحمله الجسم من عظم ولحم وترتقي به إلى مصاف الروح المحلقة في فيض الشعر ونور المشاعر.
ونوه إلى أن الشاعر الراحل محمد حسين هيثم قد عاش حياة عريضة وطويلة امتلأت بكثير من الأصوات والتجارب المريرة، وامتلأت كذلك بقوة الإرادة والعزم.
هيثم الحاضر في القلوب
فيما أشار الأديب محمد القعود رئيس اتحاد أدباء صنعاء أن الراحل الشاعر محمد حسين هيثم لازال حاضراً في قلوب محبيه وزملائه من الأدباء والشعراء، وأنه من خلال هذه الفعالية البسيطة كبساطة الرجل الراحل نتذكره شاعراً وناقداً ومبدعاً، والاحتفاء بهذه الكوكبة والقناديل من رجال الشعر والأدباء هو احتفاء بالحياة وبالعطاء وبالوطن ومن أجل تواصل الأجيال، منوهاً إلى أن الرجل قد عاش مظلوماً ولازالت العديد من أعماله الإبداعية تبحث عن طريقها للخروج إلى الجمهور.
هيثم وخدمة المشهد الثقافي
وفي كلمة للأديب أحمد ناجي أحمد أكد أن الشاعر الراحل محمد حسين هيثم برز كشاعر منذ بداياته الأولى، وفي تجربته الشعرية تلاقحاً شعرياً مع تجارب الآخرين، وكانت علاقته المباشرة بالشعراء الكبار قد أثرت في مراحل مبكرة في نمو هيثم الإبداعي والثقافي والفكري.
وأشار إلى أن الراحل قد قضى فترة طويلة في خدمة المشهد الثقافي اليمني من خلال عمله النقابي في الاتحاد وكان نشيطاً في هذا المجال، وكانت المرحلة التي تولى فيها منصب الأمين العام للاتحاد مرحلة مميزة، حيث شهدت تلك الفترة استغلال الإمكانيات المتاحة للاتحاد وتم طباعة الكثير من الأعمال الإبداعية لكثير من الشعراء والمبدعين في بلادنا وذلك تحت إشرافه المباشر من الكتابة وحتى الطباعة والإخراج النهائي، كما سعى من خلال عمله النقابي إلى الدعوة لعدم محاكمة النص المتخيل كأول تجربة في الوطن العربي تطرح ذلك.
ودعا الشاعر أنور داعر البخيتي إلى ضرورة الاهتمام بهؤلاء الشعراء الكبار واعطائهم حقهم في التكريم والتقدير، وطباعة أعمالهم ونتاجاتهم الإبداعية، فيما ثمن نجل الشاعر الراحل هيثم محمد حسين هيثم الجهود التي يبذلها أصدقاء الراحل في الاحتفاء بزملائهم الذين قدموا الكثير لهذا الوطن.
حضر الندوة العديد من الأدباء والشعراء والمهتمين ومحبي الشاعر الراحل.
تصوير/ فؤاد الحرازي- حامد فؤاد