لا تقرح الفرحة !!

إبراهيم الحكيم

لا يجتمع الفرح مع الترح إلا في بلادنا!. ولا تدري كيف يلتقي الفرح مع الوجع، والمرح مع الفزع !!. ولا تجد مبرراً لاستمرار إطلاق الرصاص والمفرقعات النارية في الأعراس رغم وجود مكبرات الصوت: نشيداً وغناءً وبرعاً ومزماراً !!.
وسائل الاحتفاء اليوم ومظاهر الاحتفال عدة، وتكفي لتحقيق شرط إشهار الزواج وإعلان الزفاف وتعميمه للقاصي والداني بعكس أيام زمان، قبل ظهور مكبرات الصوت والمصابيح ووسائل الإعلام والإعلان ووسائط التراسل والتواصل !!.
لنفرح من دون أن نقرح الفرحة، ويكفي ما شهدته الأعراس من مأس أخرست أهازيج المرح والاحتفاء وأبدلتها بلهيج العويل والبكاء بعدما أحالت رصاصات العبث أفراح الزواج من مناسبة يرجى منها الميلاد إلى أتراح مآتم وفاة وسراديق عزاء .. أفلا نعتبر يا قوم؟!!.
كما أن مجتمعنا لا ينقصه القلق والفزع ولا تعوزه أجواء الدوي وروائح البارود، فهي أكثر ما يضج به في السنوات الأخيرة وبصورة عامة منذ نحو عام، بفعل القصف الجوي والبري والبحري لتحالف العدوان السعودي الأمريكي المتواصل على اليمن.
مكافحة عادة إطلاق الرصاص والمفرقعات السيئة بكل المقاييس والتي أضحت ظاهرة مجتمعية، ليست بدعة وظلت متقطعة، لكنها بعدما استفحلت الظاهرة نطاقا وعيارا وكما، صارت مطلوبة منعا وحزما في الرقابة والضبط والغرامة، من دون انتقاء أو استثناء.
لكن نجاح مكافحة هذه الظاهرة العبثية فعلا، العدمية حالا والخطيرة أثراً؛ يتطلب عمليا لبلوغ الغاية وتحقيق المصلحة العامة للجميع في السكينة والسلامة، ما هو أكثر من مجرد حملة توعية بأخطار الظاهرة وإهابة بالإقلاع عنها.
نحتاج لإنهاء هذه السلوكيات المزعجة للأحياء والمقلقة للسكينة والخطرة على السلامة العامة، إصدار قانون يجرم إطلاق الأعيرة والمفرقعات النارية في الأعراس والمناسبات، وحتى يتأتى ذلك: حظر تجارة المفرقعات التي تجاوزت كل حد مؤخراً.

قد يعجبك ايضا