ن ….والقلم …عبدالوهاب محمود …
عبد الرحمن بجاش
كم احترمت الرجل محمود , كم التقينا ؟ وكم طلب مني أن نجلس معا , عندي عنده , وكلما تجدد اللقاء , يتجدد الطلب , نهز رأسينا موافقين ومتمنين أن يحصل اللقاء , فلم نجلس أبداً , ربما هو سوء حظي إلا أجلس لرجل احترمته عن بعد , لم تتح الظروف لي أن التقيه مطولا , لكني عن كثب عرفت عبدالوهاب محمود من خلال ما قاله كثيرون عنه وما يزالون . هناك من البشر من لا يختلف عليهم اثنان , بالتأكيد لا يهمني عبدالوهاب الحزبي البعثي , فذلك أمر يخصه وحده , لكن يهمني أن أقول أن المرض غيًبه عنا , عن محبيه , عن من يحترمونه ويجلونه , عن لحظة هذه البلاد بحاجة إلى كل حكيم , وهامة عاليه , يبدو أن اللحظة هي أيضا لحظة انتقال زمني لابد لنا أن نحني لها هاماتنا احتراما , هو أمر ليس بالغيبي , بل منطق الأشياء يقول بأن الشيخوخة تصيب حتى الشجر , ولابد من أن ينمو فرع من كل شجرة يابسة لتستمر الحياة , محليا خسرنا أو غادرتنا أسماء محترمة كبيرة , وفي العالم العربي تحس كما لو أن التصفية تستمر , لتهيئ اللحظة لدولة ورجال !! , هاهو هيكل يرحل وبرحيله كما قلنا يذهب زمن , ويأتي آخر , لكن على المستوى العام لا تزال مقولته (( ماض لا يريد أن يغادر ومستقبل يرفض أن يأتي )) صالحة عربيا ويمنيا على وجه التحديد !!! . عبدالوهاب محمود أخذه المرض معه إلى فراش الشفاء بمشيئة الله , لكنه أطال الغياب , و كثيرون يحترمونه لا يدري معظمهم أين هو !!! , حسب علمي أن الرجل في الأردن , يعاني , والذاكرة الجمعية يمنيا ضعيفة , والأسف أن يُنسى رجل مثله , عاش في نفوس من عايشه وعمل معه على كرسي الاحترام , ودماثة مشهورة عنه , فهو من بيت محترم , وبيئة ولًاده , ومنطقة خضراء (( صبر )) عرفناها غصن السلام , وتدفق أخضر من أعلى جبل صبر مشاقر تغمر تعز بداياتنا , ولا يزال صبر على رغم من سحاباته قاتمة السواد يرسل الغيث مدرارا على المدينة والنفوس غيث تخضوضر به العيون التي ترنو إلى الأفق !! . عبدالوهاب محمود وان كان المرض غيًبه عنا , إلا أنه يسكن عين الاحترام في وجه كل منا , وشفاه تتمتم بالدعوات أحرها أن يشفيه الله , وليس على الله بكثير , شخصيا أرسل للرجل أينما يكون وعلى أي فراش يرقد تمنياتي بالشفاء , ورسالة احترام هو بحاجة ماسة إليها , تحية للشيخ الذي نعرف الأخلاق العالية والتواضع والدماثة عناوين بارزة لها . ….ولله الأمر من قبل ومن بعد .