ان مع العسر يسرا
محمد السقاف
ما أعدله إلهنا العظيم الذي أكد لنا مرارا وتكرارا ويؤكد لنا في كل وقت وحين وعده الحق بمؤازرة المستضعفين والمظلومين الصادقين وتأييده الأزلي لجنده المخلصين الذين يقاتلون في سبيله لرفع شعار الحق والدين القويم وهاهي الأيام خير شاهد فما إن كاد القنوط والحزن يطرق قلوبنا وضاقت بنا الأرض بما رحبت بسبب ضريبة الحرية الباهظة التي ندفعها في الجبهات حتى برز لنا مالك السماوات والأرض من وراء جبل الغم ليلفت أنظارنا إلى نطاق وجوده اللا محدود وليذكرنا بوعده الصادق بالنصر والغلبة لجنده والفتح المبين. والبراهين كثيرة لعل آخرها هو ما حدث قبل أيام حين كان الناس في حالة من الوحشة والحزن بعدما تلقوا نبأ استشهاد المجاهد العظيم لطف القحوم بمارب وخسارتنا لأحد أجمل أصوات الوطن المدافعة عن العزة والحرية إلى جانب شطحات قنوات العدوان في مغالاتها وتهويلها لنتيجة المعركة على فرضة نهم ناهيك عن التلفيق الذي ظل يتناقله المرجفون والمثبطون من ضعاف النفوس لعدة أسابيع والذي انجرف معه البعض منا للأسف وهم لا يشعرون أنهم بلا وعي يعملون في خدمة العدو دون مقابل عندما كانوا يعيدون تداول مثل تلك الكذبات في مجالسهم ومقائلهم أو في مواقع التواصل الاجتماعي . المهم بعد هذه الأيام المزعجة المليئة بالأوجاع والحزن يأبى الله إلا أن يفرح قلوب عباده الصابرين وينعم عليهم بالبشائر والسلوان وإذا بالأخبار السارة تهل علينا كالأعياد من مارب وميدي ومكيراس والجوف وتعز ومن جبهات الحدود وعندها أطمئنت الأفئدة التي في الصدور وامتلأت بالطمأنينة والسكينة والهدوء وإذا بنا نعود لتسليمنا المطلق لقضاء أحكم الحاكمين ونزداد يقينا به وبعدالته وقدرته وقدرتنا على مواجهة العالم أجمع ولو كنا بمفردنا ثم نثق أنه لو اجتمعت أمريكا وآل سعود وإسرائيل والعالم كله على أن يضرونا بشيء فلن يضرونا إلا بشيء قد كتبه الله علينا..أما أوقات العسرة التي قضيناها في الأيام السابقة فما هي إلا ابتلاء إيجابي ومطمئن للذين يتدبرون القرآن الكريم ويتأملون معانيه ودلالتها وهو ما تحدث عنه بوضوح مبشرا الصابرين في قوله : ” وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ? وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ؛ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ” “وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر الصابرين”. صدق الله العظيم