نستهدف أربع محافظات بالمساعدات.. ونتمنى تنسيق الجهود تحت مظلة واحدة
لقاء/ حسن شرف الدين
تعتبر منظمات المجتمع المدني حلقة الوصل بين الجهات الداعمة من جهة والمواطنين من جهة أخرى.. فالمشاريع التي تدعمها المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي واليونسيف في مجال التغذية والإيواء وتوفير الدواء وغيرها من المجالات التي يحتاجها الفقراء والأشد فقرا في مختلف دول العالم خصوصا في دول العالم الثالث.
المنتدى الإنساني من المنظمات المحلية التي تعمل في الساحة اليمنية في المجال الغذائي والإيوائي، ولما تمر به البلاد من عدوان غاشم وظالم من قبل قوات تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية تقوم المنظمة بالبحث عن التمويل من المنظمات الدولية العاملة في مجال الغذاء والإيواء وتوفير الدواء وتوفيرها للمتضررين من العدوان، بالإضافة إلى شريحة الفقراء والأشد فقرا في المجتمع، وتعمل في أربع محافظات “تعز، الحديدة، ريمة، ذمار”.. وفي هذا الصدد كان لـ”الثورة” لقاء مع أمين عام المنتدى للتعرف على منظمات المجتمع المدني في مجال الإغاثة والإثواء.. فكانت الحصيلة التالية:
الاسم والصفة ؟
– هلال محمد البحري – القائم بأعمال رئيس المنتدى الإنساني،
– المنتدى تأسس عام 2006م، ويتكون من 20 جمعية من منظمات المجتمع المدني.
ما هي أهداف المنتدى؟
– يهدف المنتدى إلى تدريب وتأهيل منظمات المجتمع المدني، في الحصول على مشاريع، وتنفيذ مشاريع تخدم المواطنين.. نعمل بما يستطيع المنتدى، حيث يأخذ المشاريع من الممولين، ويعطيها لمنظمات المجتمع المدني المحلية، المنتدى عبارة عن وسيط، أو شبكة وسيطة في العمل بين المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية، يقوم بأخذ المشاريع وتقديمها بحكم خبرة المنتدى والهيكل الإداري وخبرته في إعداد المشاريع، وبموجب هذه المشاريع ينسق لمنظمات المجتمع المدني المحلية بتنفيذها محليا.
تعاملت مع عدد من المنظمات الإغاثية والصحية وغيرها.. تقييمك لأداء هذه المنظمات ودورها في الوقت الراهن مع استمرار حصار قوات تحالف العدوان بقيادة المملكة السعودية؟
– حقيقة، هناك مشاريع مولتها لنا المفوضية السامية لشئون اللاجئين، وأيضا “الوتشا” ويوجد أنواع من المشاريع التي تخدم النازحين بشكل عام خلال الظروف الراهنة والموجودة بسبب استمرار حصار قوات تحالف العدوان السعودي، وطبعا المنتدى لديه برنامج في مجال توزيع المساعدات الإيوائية في أربع محافظات “ذمار، ريمة، تعز، الحديدة”، ونفذنا خلال العام 2015م، كثير من المشاريع، إلا أنه صاحبها بعض المشاكل والعوائق، التي حالت دون استكمال خطة عام 2015م، وقد تم ترحيل المشاريع التي تعثرت إلى خطة عام 2016م الجاري، والتي بدأنا فيها قبل أسبوع، وقد قمنا بنزول ميداني لتوزيع بعض المواد لتوزيع المواد الإيوائية في محافظة تعز في ستة مديريات.
نزلتم إلى محافظة تعز مع ممثل الأمم المتحدة بصنعاء، لمعرفة الأماكن المتضررة بسبب حصار قوات تحالف العدوان على الشعب اليمني ومنها محافظة تعز.. كيف رأيتم الوضع الأمني في مدينة تعز.. هل هي محاصرة من قبل الجيش واللجان الشعبية كما تروج له وسائل إعلام العدوان؟
– حقيقة، عندما دخلنا كان هناك حوالي 33 قاطرة خاصة بالمنتدى توزع عبر ائتلاف تعز، تم إدخال هذه المساعدات، وتم توزيعها في ثلاث مديريات، وما زالت هناك مديريتان قيد العمل فيها والتوزيع في هذه المديريات.
هل يوجد حصار؟
– لا.. لا يوجد حصار عندما أدخلنا هذه المساعدات إلى المديريات التي تم التوزيع فيها.. هناك ثلاث مديريات تم التوزيع لها.
تعاونتم مع منظمات دولية لجلب مساعدات إيوائية وإغاثية للمتضررين من العدوان السعودي.. ما مدى تفاعل هذه المنظمات في توفير الاحتياجات الضرورية للمتضررين؟
– في معلوم الجميع، أن 80% بحسب تقارير الأمم المتحدة، أو 75%، الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات طارئة، لكن المساعدات التي تصل، لا تغطي احتياجات النازحين بشكل كبير جدا.
الاحتياجات الفعلية التي يحتاجها المواطنون هل حددتم أولويات هذه الاحتياجات؟
– طبعا، نحن عندما نقدم مشاريع لمساعدة المتضررين تكون في جانب الإيواء والغذاء والدواء، والجانب الصحي، وهناك الجانب النفسي، وهذا مهم جدا.. هناك بعض المنظمات بدأت تعمل فيه، لكن كما قلت مجال الإيواء نسبة بسيطة تم تغطيتها وأيضا بحكم أننا نعمل في أربع محافظات فقط من 22 محافظة.. وطبعا منظمة الغذاء هي التي توزع المساعدات على مستوى المحافظات بالتنسيق مع شركاءها من منظمات المجتمع المدني، أيضا بالنسبة للدواء هناك منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى تعمل في المجال الصحي.. ولا أستطيع إعطاء إحصائية لما قدمته هذه المنظمات، أو ما استطاعت أن تصل إليه هذه المنظمات، لكن نحن كمنتدى في الجانب الصحي، لم يتم دعمنا في الجانب الصحي لتغطية أي احتياجات كمنتدى إنساني في اليمن.
هل احتياجات المتضررين من العدوان في تزايد مستمر؟
– هناك احتياج كبير جدا وتزايد مستمر، خصوصا وأن هناك حصاراً اقتصادياً برياً وجوياً وبحرياً على اليمن، والمنظمات الدولية تدرك أن هناك احتياجاً قائماً في اليمن، ولكن ربما لديها ظروف في جانب التمويل.. المجتمع الدولي متقاعس عن دعم اليمن بشكل عام، وهم يمكن أداة في العدوان علينا، وفي الحصار الموجود الذي نحن فيه الآن.. وبالتالي لا يوجد هناك على حسب ما التقيت بكثير من المنظمات الدولية بأن الفجوة موجودة بين التمويل وبين والاحتياج الفعلي، هناك فجوة كبيرة بين ما هو مرصود للعمل الإنساني في اليمن وبين الاحتياج الفعلي في اليمن.
ما هو سبب وجود هذه الفجوة؟
– عدم وجود التمويل، عندما يكون معك مبلغ محدد، وهناك احتياج أكبر من المبلغ المحدد، فمثلا إذا أنا محتاج إلى مساعدات بمقدار 200 إلى 300 مليون دولار سنويا، التمويل أعتقد أنه لا يصل إلى 20 أو 30%، وبالتالي هناك فجوة بين وجود التمويل وبين الاحتياج الفعلي.
ذكرت أن المنظمات تشكو من عدم وجود تمويل، من قبل من؟
– من قبل المجتمع الدولي، أنا أتكلم عن المنظمات الدولية التي تصب في صالح، كمنظمة الأمم المتحدة، لكن نحن كجميعات ومنظمات مجتمع مدني محلي نقدم مشاريع مهمة جدا ولكن لا نستطيع الحصول على تمويلات بحجة عدم وجود تمويل لدى هذه المنظمات الدولية.
أليس هناك خلل في العلاقات المنظمات الدولية والمنظمات العاملة في مجال الإغاثة كطرف ثانٍ، وطرف ثالث الحكومة القائمة؟
– طبعا.. هناك نوع من عدم التنسيق، وأيضا عدم إدراك أهمية عمل منظمات المجتمع المدني المحلية، كمنظمات مجتمع دولية يجب أن تشرك منظمات المجتمع المحلي.. ولكن الجميع يعرف ما نعانيه الآن من حصار ووضع اقتصادي سيء، وكل يوم تدهور أكبر، واحتياج أكبر للمواطن، أدت إلى وجود هذه الفجوة، وأيضا عدم تمويل هذه المشاريع المقدمة من قبل منظمات المجتمع المدني المحلي.. هناك فجوة كبيرة جدا، والدليل على ذلك أن هناك عدم توزيع المواد الغذائية حيث تشمل كل النازحين والمتضررين في ظل هذه الظروف.
ما هو سبب عدم التوزيع العادل الذي تتحدث عنه؟
– تخضع لكثير من الأمور.. من وجهة نظري شخصيا، ربما تخضع لمعاير المؤسسة أو المنظمة المحلية، أيضا الوضع الاقتصادي في البلد أثر سلبا على تقديم الخدمات للناس.. الآن 80% من السكان في اليمن بحاجة إلى الغذاء وإيواء، وبالتالي عندما تكون الكميات قليلة مقارنة بالاحتياج كما تحدثت سابقا، سبب الفجوة بين الاحتياج والمتوفر، أي أن الاحتياج الفعلي لا يغطى وإنما تغطى نسبة صغيرة جدا، مما أثر سلبا على بقية الأشخاص الذين هم بحاجة إلى المساعدة، هناك فرق مثلا في مديرية معينة عدد النازحين مرصود لهم 500 حالة، وفي الواقع الاحتياج الفعلي أكثر من خمسة آلاف.. ما هي المعايير في هذه الحالة التي تستطيع أن تخرج الـ500 من الخمسة آلاف الذين يستحقون المعونة، هنا الفجوة الموجودة بشكل عام.. لكن إذا وجد التمويل الأنسب للاحتياج الكامل، أعتقد أنه سيكون هناك نوع من التغطية ولو جزء بسيط.. نحن في حصار تجاوز العشرة أشهر.
يلاحظ أن عدداً من المنظمات تعمل وفق رؤى مختلفة.. لماذا لا يتم التنسيق وإيجاد شبكة موحدة تحت رعاية الجهات المعنية للعمل التكاملي.
– باسمي أدعو كل منظمات المجتمع المحلي إلى أن يكون هناك توحيد للرؤى والأفكار وإقامة المشاريع.. وأطلب من المنظمات الدولية أن تعمل على هذه المنظمات والعمل في الميدان عبر المنظمات المحلية، وتعطي نوعاً من التشجيع لهذه المنظمات المحلية، وفي نفس الوقت هناك إشراف ورقابة ومتابعة بشكل كامل.. إلى جانب نحن نتكلم عن الجانب الآخر الذي يعمل وفق أجندات معينة، نحن ضد العمل وفق أجندات معينة، ويجب أن اعتبار المواطن المتضرر كمواطن يمني، ويجب أن يقدم له المساعدات والمعونات الإنسانية في ظل هذه الظروف وما نعانيه من حرب وعدوان على شعب أعزل وحصار اقتصادي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى جوا وبرا وبحرا، إلى جانب تدمير بنيته التحتية بشكل عام، نحن الشعب الوحيد الذي في سجن كبير داخل اليمن، ولم يحدث في العالم بأنه تكالب أكثر من 17 دولة على دولة فقيرة اقتصادها في المنطقة لا يساوي 1% من اقتصادات الدول الأخرى.. ولكن الهجوم والضرب والعدوان الذي حدث على اليمن كان له أسبابه السلبية في ازدياد نسبة الفقر مما كان عليه سابقا، نحن دولة فقيرة صحيح، ولكن هذا العدوان والحصار زادنا فقرا أكثر مما كانا عليه سابقا.
تحدثت عن المناطق المستهدفة التي تعملون فيها في أربع مناطق “ريمة، ذمار، تعز، الحديدة”.. لماذا لا يتم الاتجاه نحو المناطق الأكثر تضررة كـ”حجة، وصعدة”؟
– لا يعني هذا أن المنظمات والمفوضية السامية لا توزع في المناطق الأخرى.. لا.. في عمران توزع منظمة أخرى وهي الهلال الأحمر اليمني، في حجة فيها منظمة أخرى توزيع المساعدات، تم توزيع المحافظات على عدد المنظمات بشكل كامل، لا يعني هذا أن المفوضية لا توزع في حجة ولا في عمران ولا في صعدة.. يتم التوزيع في هذه المناطق ولكن عبر شريك محلي غير المنتدى الإنساني.
تقييمك للعلاقة بين منظمات المجتمع المحلي والجهات الحكومية كالوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين؟
– فعلا هناك فجوة كبيرة بين عمل منظمات المجتمع المدني المحلية وبين الجهات الحكومية، لا يوجد هناك تنسيق بشكل كبير جدا، هناك بعض التنسيق مع بعض المنظمات، لكن هناك فجوة كما تحدثت، هناك احتياج كبير جدا للمتضررين، لكن التمويل غير كافي لسد هذه الفجوة والاحتياج، وبالتالي تسبب هناك توزيع غير مدروس وغير مقنن.. وفي نفس الوقت عدم وجود قاعدة بيانات من قبل الحكومة والتنسيق المسبق لإعداد مشاريع تتناسب بحجم العمل، هذا يؤثر سلبا على تقديم الخدمات للنازحين والمتضررين بشكل عام، ولذلك تجد تذمرا كبيرا في بعض المحافظات، بأنه لم يصل إلى الآن شيء رغم مرور عشرة أشهر على العدوان والقصف وما يعانيه الشعب اليمني، وهناك بعض المديريات لم يصلها أي شيء من هذه المساعدات.
ألا ترى أن العمل بدون التنسيق يشتت الجهود والمعونات الإنسانية؟.. بعض المتضررين يحصلون على مساعدات مكررة، بينما آخرون لا يحصلون على شيء.
– نعم.. ولهذا بالنسبة لموضوع الإيواء، نحن عندما عملنا شراكة مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين في أربع محافظات، وبالتالي لا يتم التوزيع في هذه المحافظات إلا عبر الشريك المحلي وهو المنتدى الإنساني، هذا نوع من التنسيق بين الجانبين.. وبالتالي لا توجد جمعية دعمتها في هذه المحافظات إلا عبر المنتدى الإنساني الذي ينفذ البرامج عبر منظمات مجتمع مدني محلية.. أي أنه عندما يكون التمويل موجوداً لا ننفذ نحن مباشرة باسم المنتدى، لكنا ننفذ عبر شركاء في الميدان من المحافظات نفسها.
لماذا لا تتجهون لإقامة مخيمات دائمة للنازحين وتسجيلها كمناطق آمنة؟
– هذا من مهام الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين.. هي التي من حقها أن تحدد أماكن النزوح وأيضا مناطق النزوح بشكل عام وكامل.. ونحن كمنتدى ليس عندنا مانع بأن نسعى إلى إعداد مشاريع تخدم النازحين وتقديمها للممول الأجنبي، بحيث نستطيع خدمة النازحين في المناطق المستهدفة.. لأنه تحديد أماكن النزوح تختص بها الوحدة التنفيذية بشكل عام بحكم اختصاصها.
ما هي أبرز الأنشطة التي قام بها المنتدى خلال الفترة السابقة؟
– أبرز الأنشطة توزيع المواد الإيوائية في عدد من المحافظات، وإقامة ورش توعوية وتدريب منظمات المجتمع المدني في الحالات الطارئة، أيضا تم عمل ثلاثة مؤتمرات صحفية منها مؤتمران صحفيان مع وزارة الصحة، وتم استدعاء منظمات المجتمع المدني الدولية جميعها لحضور مؤتمر صحفي عن آثار العدوان وما هي الآثار السلبية التي أثرت على المواطنين.. ونحن الآن بصدد إعداد ورشة أو ندوة خاصة حول تعزيز الشراكة بين منظمات المجتمع المدني المحلية والجهات الحكومية المعنية بشكل كامل.. ونسعى إلى عمل ندوة حول معالجة الفجوة بين منظمات المتجمع المدني المحلية ومنظمات المجتمع الدولي.. حتى نعرف ما هي الفجوة بينهما وكيف يتم معالجتها والخروج بحلول تساعدنا في عملنا في الميدان.
المشاريع التي تنفذونها في المحافظات المستهدفة.. هل هي قائمة على دراسات ومسوحات ميدانية؟
– طبعا أي مشاريع نقدمها للأمم المتحدة أو الجهات المانحة، نحن نأخذ معلوماتنا من الجهات الرسمية، من الوحدة التنفيذية الخاصة بالنازحين، أو بالمسح الميداني بالتنسيق والشراكة مع الوحدات التنفيذية بالمحافظات.
ما مدى التفاعل والتجاوب؟
– في الحقيقة هناك تفاعل، وهناك بعض السلبيات استطعنا تجاوزها.
* ما هي أبرز المشاكل التي تواجه المنتدى الإنساني لتنفيذ برامجه الإغاثية والإيوائية؟
– أبرز المشاكل حقيقة كان هناك نوع من الهجمة على المنتدى الإنساني في بداية توزيع المواد الإيوائية بشكل عام، وبأن المنتدى يعمل وفق اجندات خاصة، لكن بعد معرفة الإنجازات والتعرف على برامج وأنشطة المنتدى وأنه منتدى شريك محلي مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين وأنه ليس له علاقة بأي أجندات خاصة.. وتبدأ مهمته باستلام المعونات عبر شركائها من المخازن في المحافظات المستهدفة.. المنتدى لا يختص بعمليات نقل المواد إلى المحافظات، إنما الجهات المانحة الأمم المتحدة هي المسئولة عن نقل المعونات والمساعدات إلى الأماكن المستهدفة، وعملنا يبدأ بتوزيع المعونات عندما تصل إلى المخازن عبر شركائنا المحليين في المحافظات.