عبر إدخال التقنيات الحديثة

تجارب رفع إنتاجية محاصيل الخضروات في وادي سهام تحقق زيادة 60%
تقرير/أحمد الطيار

تواصل وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر عبر مشروع توظيف الشباب (وابل) تحقيق إنجازات رقمية على الأرض في سبيل زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية في بلادنا رغم الظروف التي تمر بها في ظل الحصار الاقتصادي والعدوان ،وهذه المرة كان تدخلها بالتقنيات الحديثة لتعزيز إنتاجية محاصيل الخضار وتقليل استخدام المياه وتوفير التكلفة في واحد من أخصب الوديان الزراعية وأكثرها تنوعا وإنتاجا انه وادي سهام الزراعي بمحافظة الحديدة .
ففي الموسم الزراعي الحالي وعبر تنفيذها سلسلة من الحقول التجريبية الإيضاحية لزراعة محاصيل الخضار على رأسها (الفلفل الحار ،والكوسة، والطماطم ،الزهرة ) وبإدخال حزمة التقنيات الحديثة كانت النتائج مبشرة جدا إذ ارتفعت الإنتاجية 60% عما كانت أثناء استخدم الطرق التقليدية وأصبح المزارع الذي كان يجني 40 كيلوجرام من المعاد يجني 100 كيلو على الأقل, (المعاد يساوي 98 لبنة) وتمكن المزارعون من حصد وفورات في قيمة الديزل المستخدم للري عبر خفض القيمة بمقدار 80% بسبب التقليل في استخدام المياه المخصصة للري عبر شبكات الري بالتنقيط ،وتم تخفيض استخدام الأسمدة بنسبة 90% والمبيدات بنفس النسبة نظرا لاستخدام تقنية المالش والشاش للمحافظة على النبات ولوقايته من الحشرات والأمراض.
ويقول المزارعون إن التقنية الحديثة مجدية حقا وتعزز إنتاجيتهم للمحاصيل بشكل لم يكن متوقعا إذ لمسوا بأنفسهم زيادة تفوق 60% من المحاصيل المزروعة ،فيما انخفضت عليهم التكلفة الخاصة بالوقود واستخدام الأسمدة والمبيدات بنسبة 80-90% ما من شأنه تحقيق ثورة في الإنتاج الزراعي للمحاصيل الخضروات في الوادي الخصيب.
ومع أن تكلفة التقنيات الحديثة لا تزال مرتفعة من وجهة نظر المزارعين حين يتم إدخاله الأول مرة لزارعهم ،فإنهم يطرحون فكرة أن تسهم الجهات التمويلية المحلية من البنوك والصناديق المالية في منحهم قروضا بيضاء حتى يتم جني محاصيلهم ،كما يطالبون القطاع الخاص المحلي منحهم التسهيلات للحصول على تلك المواد باعتبار أن سوق التقنية الحديثة في المجال الزراعي واعدة ومسوق متنوعة يحتاجها البلد مما يجعل القطاع الخاص أمام فرصة الدخول كشريك صناعي لتلك المواد وتسويقها للمزارعين الذين يطلبونها بقوة.
ويرى ضابط المشروع المهندس إيهاب وهاس أن وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر ممثلة بمشروع (وابل) تبذل قصارى جهدها من اجل تنظيم ملتقى تجمع المزارعين والممولين وتجار المدخلات الزراعية وتقنيات الري الحديث في لقاء موسع تجتمع فيه الأطراف الثلاثة وهم ثلاثية الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في اليمن.
من جهته أفاد الدكتور منصور الضبيبي استشاري المشروع بوادي سهام بأن ما تم حصاده من قصص نجاح مع المزارعين والتقنيات الزراعية الحديثة يجب ان يستمر من خلال عملية التشبيك وربط المنتجين الزراعيين والقطاع الخاص بحيث تضمن بلادنا الاستدامة بالتدخلات الزراعية بهذه التقنية لمحاصيل كثيرة ومنتجات زراعية في الحبوب والفواكه أيضا.
أما المهندس حسن المنصوب المشرف على تنفيذ هذه التقنية في الميدان فقال: إن المزارعين لديهم رغبة قوية في تبني هذه التقنية بشرط توفر التدريب من أجل إكسابهم المهارات الفنية في تشغيل وتركيب وصيانة هذه المواد ،أما ما تم حصاده في الحقول الإيضاحية فإنه يعطي مؤشرات جيدة ومشجعة على تضافر الجهود من أجل نشرها وخصوصا في وادي تهامة.