عشرة أشهر

أقول قولي هذا

عبدالمجيد التركي

الشعب اليمني لا يناشد.. ولا يرفع لافتات الاستجداء.. ولا يتوسَّل العالم أن يتدخل لإيقاف العدوان السعودي الأمريكي..
منذ عشرة أشهر واليمن تغرق في الظلام، دون كهرباء، ودون بنزين، ودون غاز.. ودون ماء.. ودون مطارات وموانئ.. ودون حياة..
عشرة أشهر والسخانات والثلاجات والغسالات ليس لديها عمل لتقوم به، منذ أن قام آل سعود بضرب محطات الكهرباء في كل محافظة، ومع ذلك نغسل ثيابنا بأيدينا، ونبرّد ماءنا كما كان يفعل آباؤنا وأجدادنا، ثم ندعو للصين العظيم على البدائل التي يوفرونها لنا حين نتذكر أن ولاعة السجائر تحتوي على “لمبة” صغيرة مجانية..
وتصبح الشموع وكشافات الضوء التي نربطها على رؤوسنا- كعمّال المناجم- هي الخيار المتاح للكثير من الناس الذين لا يمتلكون ألواحاً شمسية، رغم أن أضواء الكشافات والشمع تعكس الظل فيبدو كبيراً وهلامياً، فنتخيل كل حكايات الأشباح حين نرى ظلنا يتأرجح على الجدران الخائفة..
عشرة أشهر واليمنيون يشيعون أطفالهم ونساءهم، ولم يعودوا يستقبلون سوى التعازي في شهدائهم، والخوف على ما تبقى من أطفالهم من حقد سلمان الذي حفرته الصواريخ في كل جبال اليمن وسهولها..
عشرة أشهر.. ينام المتزوجون بعد أن يغتسلوا، وتنام النساء بثياب محتشمة، كي لا يخرجوهن من تحت الأنقاض وهنَّ بثياب النوم الشفافة..
عشرة أشهر، واليمنيون يرون سلمان بن عبدالعزيز يصلي في الحرم ويغسل الكعبة بدماء أطفالنا، وإمام الحرم يجهر بالدعاء له لينصره الله على الشعب اليمني، ثم تخرج الفتاوى النتنة من تحت إبط العريفي والقرني لتأييد عاصفة الحزم ووجوب قتال اليمنيين الكفار والرافضة والمجوس الموالين لإيران!!
Magid711761445@gmail.com

قد يعجبك ايضا